«الرحمة لا تتجزأ» عبارة ختمت بها الدكتورة نهى محمد عوض لقائها مع الإعلامي شريف مدكور حول التعامل مع كلاب الشوارع وإذا ما كانت مصدر تهديد للبشر؟
وتعتبر الدكتورة نهى واحدة من رواد العناية بكلاب الشوارع الضالة رغم كل ما واجهته من مقاومة ومعارضة إلا أنها سبحت بقوة ضد التيار لتؤسس واحدة من أكبر مؤسسات إنقاذ الحيوانات في مصر، وخلال البرنامج أشارت بخبرتها الواسعة في لقاء توعوي لطريقة التعامل المثالية مع كلاب الشوارع خاصة أنها تتعامل يومياً مع عشرات الحالات التي تحتاج إنقاذ عاجل بسبب صدمات أو تسمم في مواقف مؤلمة لمن يعرفون معني الرحمة.
لفت نظري تعقيبها «الرحمة لا تتجزأ» كرد منها على من يتهمونها بضرورة الاهتمام بالبشر المتألمين أفضل من الكلاب، وكلامها حقيقة فمن يوجد في قلبه ذرة رحمة لن يميز رحمته بين بشر وحيوان، لقد عرفت هذه السيدة الهدف من حياتها، وهو أن تهتم بمن لا يعرف أن يشكو أو يقول أنا متألم، وأن تكون صوت من لا صوت له، ومثلها عرف آخرين أيضاً الغاية من حياتهم فساعدوا وصنعوا الرحمة في مجال مختلف، ليس شرطاً أن نفعل كلنا نفس الشيء وليس قصراً أن من يتشابه معنا هو من على صواب، كلا، فالله ينظر إلى قلوبنا واتجاهاتنا حتى في أبسط الأمور، وبينما نفعل الخير المجرد ليس من حقنا أن نصادر أو نحكم على من يختلف عنا.
جلست بصمت أتأمل تجسيد لمعاني الرحمة واللطف وهي تنقذ أحد الكلاب صدمته عربة وهربت، اندهشت ممن يقاومونها لأنها تمارس أبسط قواعد الرحمة! ولكني على الأقل تأكدت أن هذه الكلاب سيظل لديها عرفان بالجميل لإنقاذها لهم، فهم لا يخونون ولا يعرفوا البغضة ولا حتى يحترفون فن الأذى.
فليحفظنا الله من الأذى – أقصد – وليحفظهم هم أيضاً!