الإثنين 6 مايو 2024

في ذكرى وفاته.. رحلة في حياة زكريا محيي الدين

زكريا محيي الدين

تحقيقات15-5-2023 | 11:29

نور الدين نادر

تحل اليوم الذكرى الـ11 على وفاة زكريا محيي الدين، رئيس الوزراء الأسبق، وأول رئيس للمخابرات العامة في مصر، والملقب بـ«القبضة القوية»، وأحد ركائز تنظيم الضباط الأحرار؛ إذ أنه انضم إليهم قبل بداية ثورة يوليو 1952 بحوالي ثلاثة أشهر، وكان من أبرز المساهمين في جلاء الملكية، وتأسيس الجمهورية في مصر، كما أنه كان رئيسًا للجمهورية لمدة يومين بعد تنحي الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.

ولادته

ولد زكريا محي الدين بكفر شكر في 5 يوليو 1918، واهتم والده عبد المجيد محي الدين عمدة كفر شكر بتعليمه فتلقّى تعليمه الأول في مدرسة الإصلاح بالقرية، ثم انتقل بعدها لمدرسة العباسية الابتدائية، ليكمل تعليمه الثانوية في مدرسة فؤاد الأول الثانوية.

والتحق بالمدرسة الحربية في 6 أكتوبر عام 1936، وتخرج فيها برتبة ملازم ثاني، ثم تم تعيينه في كتيبة بنادق المشاة في الأسكندرية؛ حتى انتقل إلى قرية منقباد عام 1939 ليلتقي هناك جمال عبد الناصر للمرة الأولى، ثم سافر إلى السودان عام 1940؛ ليلتقي مرة أخرى بجمال عبد الناصر ويتعرف على عبد الحكيم عامر.

تخرج محيي الدين من كلية أركان الحرب عام 1948، وسافر مباشرة إلى فلسطين، وقد تطوّع أثناء النكبة هو وزميله صلاح سالم، بتنفيذ مهمة الاتصال بالقوة المحاصرة في الفالوجا وتوصيل إمدادات الطعام والدواء لها، وبعد انتهاء الحرب عاد للقاهرة ليعمل مدرسًا في الكلية الحربية ومدرسة المشاة.

مشاركته في يوليو 52

انضم إلى تنظيم الضباط الأحرار قبل ثورة يوليو بحوالي 3 أشهر، ثم شارك في وضع خطة تحرك القوات، إذ أنه كان المسؤول عنها وقائد عملية محاصرة القصور الملكية في الإسكندرية وقت وجود الملك فاروق فيها.

بعد نجاح يوليو 52

وشغل محيي الدين عدة مناصب رفيعة في "نظام يوليو"، حيث تولى منصب مدير المخابرات الحربية لمدة سنة واحدة عقب الثورة، ثم منصب وزير الداخلية عام 1953، كما كلفه عبد الناصر بمهمة إنشاء جهاز المخابرات العامة عام 1954م، وشغل منصب وزير الداخلية مرتين ثم رئيسًا للوزراء ونائبا لرئيس الجمهورية، واعتزل الحياة السياسية منذ عام 1968، وقرر الابتعاد عن الأضواء.

وشهد «مؤتمر باندونج» وجميع مؤتمرات القمة العربية الأهم في ذلك التوقيت وحتى الإفريقية ودول عدم الانحياز، وترأس وفد الجمهورية العربية المتحدة في مؤتمر رؤساء الحكومات العربية في يناير ومايو1965.

وترأس وفد الجمهورية العربية المتحدة في احتفال أبريل 1965 بذكرى مرور عشر سنوات على المؤتمر الآسيوي ـ الأفريقي الأول.

وعرف عن زكريا محي الدين لدى الرأي العام المصري بالقبضة القوية والصارمة نظرا للمهام التي أوكلت إليه كوزير للداخلية ومديرًا لجهاز المخابرات العامة، وكان يتم الترويج له على أنه يميل للسياسة الليبرالية، كما كان رئيسًا لرابطة الصداقة المصرية-اليونانية.

رئاسته للجمهورية

كلف الرئيس جمال عبد الناصر زكريا محيي الدين، نائب الرئيس آنذاك برئاسة الجمهورية، بعد هزيمة 1967؛ ليقوم بخلافته في مهام رئيس الجمهورية لمدة يومين، في خطاب النكسبة قائلا: "لقد كلفت زميلي وصديقي وأخي زكريا محيي الدين بأن يتولى منصب رئيس الجمهورية، وأن يعمل بالنصوص الدستورية المقررة لذلك، وبعد هذا القرار فإنني أضع كل ما عندي تحت طلبه، وفي خدمة الظروف الخطيرة التي يجتازها شعبنا".

وفاته

وعاد بعد النكسة نائبًا لجمال عبد الناصر لمدة سنة واحدة، ثم ابتعد عن الأضواء تماما حتى وافته المنية، وتُوفي زكريا محيي الدين عام 2012، عن عمر يناهز 94 عامًا يوم الثلاثاء في مثل هذا اليوم، 15 مايو.

Egypt Air