بقلم : سكينة السادات
يا بنت بلدى حكيت لك الأسبوع الماضى طرفا من حكاية قارئتى سناء المترجمة الفورية بإحدى الشركات الكبرى التى لم يخفق قلبها لأى شاب طوال دراستها الجامعية، وعندما تقابلت مع أحمد فى يوم عيد ميلاد إحدى صديقاتها وهى فى نفس الوقت قريبته بادلته الحديث وحذرتها صاحبة عيد الميلاد بأنه ) مش بتاع جواز) وأنه كل يوم معه واحدة جديدة وأنه يستطيع أن يأكل عقل أى فتاة! وقالت سناء لصديقتها إنها واعية قوى وعارفة كويس جدا أساليبهم وكل يوم بتقابل من الأصناف دى عشرات وبتعرف توقفهم عند حدهم ! وقالت سناء .. إنه لم ينقطع عن مطاردتها وأنها كانت تفاجأ به فى المطار عندما تسافر لحضور المؤتمرات وأحيانا فى سيارتها على باب بيتها أو عملها وأخيرا قالت له: - أنا عارفاك كويس قوى ومش مصدقة إن اللى بتعمله دا حب لوجه الله ولا تتعب نفسك معايا. قال: لأ.. مش حب وبس أنا عاوز أتجوزك على سنة الله ورسوله. قالت: إنت بتتعرف سنوات كثيرة وعاوزنى فى الطابور مع حريمك، وأنا عاوزة راجل مخلص لزوجته وأولاده وبيته وعمله فقط. قال: تبت على إيديكى توبة نصوحة.. دا كان قبل ما اختار مراتى ولكن بعد الزواج توبة!
***
وقالت سناء.. إنه تقدم لخطبتها مع والدته السيدة المحترمة الهادئة الصادقة وتزوجا وأنهما عاشا حياة حب وسعادة وأنجبا توأما رائعا ولدا وبنتا وكان كريما ظريفا خفيف الظل كعادته لا) يستخسر) شيئا مهما كان فى بيته ولزوجته وأولاده وكانت الظاهرة الجميلة هى تعلقه بأولاده وشدة تعلق أولاده به حتى أن الولد والبنت كانا لا ينامان إلا بعد أن يحتضنهما والعجيب أن أول ما نطقا به كان كلمة "بابا" والمألوف أن يقولا "ماما" أولاً !!!
***
وكانت المفاجأة التى زلزلت كيان سناء التى كانت تراهن على أنها أسعد زوجة فى العالم إذ جاءها أحد العاملين السابقين مع زوجها فى الشركة وكان قد استغنى عن خدماته بعد أن اتهم بسرقة بعض المعدات من الشركة وقال لها إنه جاء يسأل عنها لأنها ست أميرة وطيبة ولا ترضى بالظلم، وأنه كثيرا ما خدم الباشمهندس أحمد ونظف له شقته فى المقطم واشترى له ما يريد لكنه سمع كلام الناس واتهمه بالسرقة وهو بريء تماما منها!!
***
واستطردت سناء.. صعقت وسألت عم مناع الساعى: - الشقة اللى فى المقطم دى بيروح فيها الباشمهندس من إمتى؟ - قال.. دى بتاعته من قبل ما حضرتك تتجوزيه هو مش كان قال لحضرتك عليها؟ قلت له.. طبعاً.. طبعاً.. يا عم مناع الباشمهندس بيقوللى على كل حاجة وأنا لازم أكلمه يعيد التحقيق فى تهمة السرقة وربنا يظهر الحق!!
***
واستطردت.. واشتعلت النيران فى قلبى وزاد ضغط الدم فى رأسى وفى عنقى وعندما فتح أحمد الباب ودخل يجرى ليحتضن طفليه، وهو يحمل لهما الفواكه والحلوى انتظرت وأنا أحترق حتى جاء إلى غرفة النوم ليخلع ملابسه وقلت له وأنا أموت غيظاً. - إنت مش قلت إنك تبت توبة نصوحة ومافيش أى ستات ولا غلطات بعد الزواج وعلى هذا الأساس قبلت الزواج منك؟! قال .. طبعا.. وأنا عند كلمتىَ قلت.. طيب لماذا لم تقل لى عن شقة المقطم؟ قال.. شقة المقطم دى كانت شقتى قبل الجواز وبحتفظ بها من أجل أولادى.. ولكن! قلت له.. مافيش لكن خالص.. أنت مستمر على خيانتى وتوبتك زائفة وكان لازم تقول لى وأنا طالبة الطلاق ومش عاوزاك تانى يا خائن يا كذاب!! صرخ قائلا: ما تبقيش مجنونة والله العظيم أنا لا أدخلها إلا لتنظيفها فقط حتى لا تأكلها الفيران والصراصير.. صدقينى يا سناء.. قلت له.. لكن هذا لا يمنعك من أن تقول لى لماذا احتفظت بها سراً إذا كان كلامك صحيحاً؟ واستطردت سناء.. أخذت أولادى وتوجهت إلي بيت أمى وجاء بعد أسبوع وبعد وساطة خالى وهو معترف بغلطه فهل أسامحه؟
***
نعم يا حبيبتى سناء.. سامحيه على هذه الغلطة وربما يكون قد أخذ درساً عندما افتقد استقراره وحياته وأولاده على شرط أن تأخذى مفتاح شقة المقطم حتى لا يداخلك الشك فى سلوكه وربما يتوب هذه المرة توبة نصوحة ولا يعود لمثل هذه الأخطاء!!