الثلاثاء 21 مايو 2024

وزير التعليم العالي: «بيت مصر» في باريس يمثل التراث المصري بأسلوب عصري يراعي الاستدامة

وزير التعليم العالي

أخبار16-5-2023 | 20:57

أ ش أ

قال الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، اليوم الثلاثاء، إن مشروع "بيت مصر"، والذي يتم إنشاؤه حاليا بالمدينة الجامعية الدولية بباريس، يمثل التراث المصري القديم ولكن بأسلوب عصري يراعي الاستدامة والعمارة الخضراء واحترام البيئة. 

وقال الدكتور عاشور - في تصريح خاص لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط بباريس -: "يتميز بيت مصر عن باقي البيوت الموجودة في قلب المدينة الجامعية الدولية في باريس بأنه "مصري خالص، فهو يمثل طفرة جديدة في علوم البناء حيث تم بناؤه بأسلوب عصري يراعي الاستدامة والعمارة الخضراء واحترام البيئة المحيطة". 

وأضاف: "هذا المبنى يحتضن أقدم شجرة موجودة هنا ولم يتم إزالتها وبالتالي جميع الغرف تطل على هذه الشجرة، وكأن المبنى يحتضن الطبيعة". 

وتابع الدكتور عاشور: "يتميز بيت مصر أيضا عن باقي البيوت الموجودة في قلب المدينة الجامعية من حيث الشكل ومواد البناء فقد تم استخدام التكنولوجيا الحديثة وفي نفس الوقت البناء باستخدام الحجر الذي كان مشهورا به في العمارة المصرية القديمة". 

وأفاد بأن بقية البيوت الموجودة تعبر عن فترة زمنية فترة الستينيات والسبعينيات وكانت هناك عمارة دولية اشتهرت بها ما نراه في غالبية البنايات الموجودة إلا أن بعضا منها يعبر عن طابع بلاده وثقافته، بينما البيت المصري تم بناؤه باستخدام التراث المصري للوجهات والرسوم الهيروغليفية الموجودة في الواجهة ومن خلال المادة الحجرية ليعطي الطابع المصري القديم ولكن تم تطويرها بأسلوب جديد بمواد مستحدثة. 

وقال: "نأمل أن يكون هناك رسالة من خلال هذا المبنى للمجتمع الفرنسي وللطلاب الأجانب الذين يدرسون هنا وهي أن مصر متواجدة مرة أخرى بحضارتها ولكن بأسلوب حديث لتصبح مركز إشعاع ثقافي وحضاري لخدمة الثقافة والعلوم والفنون في قلب باريس"، مشيرا إلى أن هذا البيت ليس فقط للطلبة المصريين وإنما أيضا للطلبة الأجانب (70% للمصريين و30% للأجانب). 

جاءت تصريحات الدكتور أيمن عاشور على هامش زيارته إلى باريس للاطلاع على آخر مستجدات مشروع "بيت مصر"، برفقة السفير علاء يوسف سفير مصر بفرنسا ومندوبها الدائم لدى اليونسكو، والوزير المفوض محمد الشاهد نائب المندوب الدائم والأستاذ الدكتور نور السبكي المستشار الثقافي المصري بباريس وبحضور رئيس مجلس إدارة جمعية بيت مصر والعديد من مسؤولي شركة المقاولات المعنية بالمشروع. 

كما عقد الوزير أيمن عاشور عدة لقاءات مهمة مع مدير المشروع للاطلاع على إجراءات تسليم المبنى، مؤكدا تطلعه لافتتاح "بيت مصر" في شهر يونيو حتى يتمكن استقبال الطلاب للعام الدراسي القادم. 

وقال إنه تم إنجاز هذا المشروع في زمن قياسي بالرغم من جائحة كورونا والصراعات والحروب الجارية وما نتج عنها من آثار اقتصادية، مؤكدا في الوقت نفسه أنه كان هناك دعما كبيرا من الحكومة الفرنسية ومن شركات المقاولات التي عملت في هذا المشروع والتي ضمنت ألا يقل معدل الإنجاز بالرغم من كل الظروف الدولية.

كما أشار الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي إلى الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي في مصر والتي أطلقت في 7 مارس الماضي، موضحا أنه تم التوصل إلى خطة كاملة للرؤية المستقبلية للتعليم العالي والبحث العلمي في مصر فيها 7 محاور منها التوجه الدولي والاستثمار في التعليم العالي.

وفي هذا الصدد، قال في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط: "نحن ندخل بقوة لكي تصبح مصر مركزا للتعليم العالي والبحث العلمي في المنطقة وفي إفريقيا وحرصنا أن نستفيد من الخبرات العالمية من خلال مشاركتهم في تطوير العملية التعليمية لكي تكون متوافقة مع المعايير الدولية"، مضيفا أن هناك شراكات مع جامعات أجنبية وأفرع لجامعات أجنبية حريصة على التواجد في مصر والمشاركة في مشروعات بحثية وعلى المشاركة في هذه الرؤية المستقبلية لتطوير العملية التعليمية". 

وتابع: "نستهدف أن يكون هناك دور للجامعات الفرنسية خصوصا لأن هناك جامعات بريطانية متواجدة وصينية وأخرى، بذلك الوزارة حريصة على أن العلوم الفرنسية ونظم التعليم الفرنسية بالتخصصات المتميزة أن تكون متواجدة في مصر أيضا لخدمة أولادنا وخدمة إفريقيا والدول العربية". 

وفي كلمة له بعد تفقده لآخر تطورات أعمال بناء "بيت مصر"، أعرب الدكتور أيمن عاشور عن سعادته لزيارته لهذا المشروع المصري في باريس مشيدا بالتصميم المتميز "الذي يعد إضافة للعمران في المدينة الجامعية في العاصمة الفرنسية". 

وقال إن هذا المبنى يعكس العديد من الدروس العمرانية والمعمارية، حيث أن هذا المشروع يساهم في الحفاظ على البيئة، كما أن هذا التصميم يتماشى مع المعمار الحديث ويعكس الطابع الحديث وفي نفس الوقت يحافظ على الطابع التراثي والأثري الحضاري لمصر الفرعونية. 

وأشار إلى زياراته المتكررة لموقع المشروع ومتابعة ما يتم وذلك حرصا من الدولة المصرية على أن يكون هذا المشروع النافذة لمصر العلمية والبحثية بالتعاون مع فرنسا. 

جدير بالذكر أنه تم توقيع اتفاقية بناء "بيت مصر" بالمدينة الدولية الجامعية بباريس أثناء زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لفرنسا بتاريخ 23/10/2017. 

وتم بناء "بيت مصر" على مساحة 1900 متر مربع ويضم البيت 200 غرفة تشمل أجنحة ووحدات سكنية مجهزة أيضا لذوي الاحتياجات الخاصة ويهدف إلى توفير سكن للطلاب المصريين الدارسين في باريس وكذلك الباحثين بنسبة 70% من المصريين وبنسبة 30% من الأجانب الذين يأتون لمتابعة مساراتهم الجامعية في باريس وضواحيها.

وتم الانتهاء من تنفيذ بناء المبنى بنسبة 95% ومن المتوقع أن يتم في افتتاحه في يونيو القادم حتى يتم تسكين الطلبة للعام الدراسي القادم.