أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أنه إذا أراد الغرب أن تكسب أوكرانيا الحرب الحالية مع القوات الروسية يجب على الدول الغربية تزويد كييف بكل ما يلزمها من مساعدات عسكرية لتعزيز قدرات قواتها في مواجهة الآلة العسكرية الروسية .
وأوضح كاتب المقال الباحث والمحامي فرانك ليدويدج أنه على الرغم من معسول الكلام الذي تتلقاه أوكرانيا من الدول الغربية إلا أن المعدلات الضعيفة لتزويدها بالسلاح من جانب الغرب لا تفي بالغرض المطلوب وتحقيق الهدف المرجو وهو إحراز النصر على القوات الروسية.
ويضيف الكاتب أن الجنود الأوكرانيين الذين تلقوا مؤخرا تدريبا مسلحا للانخراط ضمن صفوف القوات الأوكرانية في ساحة القتال يتأهبون في الوقت الحالي لعملية عسكرية شاملة ضد القوات الروسية من المتوقع أن تبدأ في الربيع أو الصيف الحالي لاستعادة الأراضي الواقعة تحت سيطرة روسيا منذ بداية العملية العسكرية الخاصة التي بدأت في أواخر فبراير من العام الماضي.
ويلفت الكاتب إلى أنه على الرغم من الضغوط التي تمارسها الدول المانحة للمساعدات العسكرية على أوكرانيا لإثبات أن ما حصلت عليه من أسلحة وعتاد عسكري كاف لتحقيق النصر على القوات الروسية، إلا أن المسؤلين الأوكرانيين في واقع الحال يشككون في قدرة قواتهم على تحقيق النجاح المطلوب من تلك العملية المضادة، بل على الأرجح سيكون تقدم القوات الأوكرانية بطيئأ وضعيفا على غير المأمول والمتوقع.
ويشير المقال إلى أن أوكرانيا أجبرتها الظروف أن تخوض على مدار العام الماضي حرب استنزاف وهو ما كبدها الكثير من الخسائر لأن ذلك النوع من الحروب عادة ما يكون طويلا ومن السذاجة أن يعتقد البعض أنها سوف تنتهي في وقت قريب.
ويضيف المقال أنه ليس من المنطقي في ظل تلك الأوضاع أن يقرر أحد طرفي الصراع أنه سوف ينهي الحرب لصالحه خلال فترة محددة، فقد يستغرق الأمر عام أو ثلاثة أعوام وربما عشرة أعوام وهو ما يتطلب مجهودا حربيا جبارا وميزانية عسكرية ضخمة أكبر بكثير من التكلفة الحالية لحرب أوكرانيا.
ويشير الكاتب في هذا السياق أنه مهما كانت نتيجة العملية العسكرية الأوكرانية المضادة فيجب أن ندرك أنها لن تؤدي إلى انسحاب روسيا من أوكرانيا وأن التهديد القادم من الشرق سوف يستمر لوقت طويل.
ويعرب الكاتب عن أعتقاده أن أوكرانيا تراهن - على الصعيد السياسي - على الحصول على العضوية الدائمة لحلف شمال الأطلنطي (الناتو) من أجل ضمان استمرارها في مواجهة القوات الروسية، أما على الصعيد العسكري فهي تحتاج إلى المزيد من الأسلحة والعتاد العسكري بمعدلات أعلى من المعدلات الحالية حتي تتمكن من تحقيق النصر على الجانب الروسي.
ويوضح الكاتب في هذا الخصوص أن الدعم العسكري الغربي مازال دون المستوى ضاربا المثل باحتياجات أوكرانيا من الدبابات فقط، حيث يشير أنه على الرغم من إعلان قيادات الجيش الأوكراني عن حاجتهم لما لا يقل عن 300 دبابة نجد أن المساهمات الغربية من الدبابات لم تتجاوز المائة.
ويؤكد الكاتب في ختام المقال أنه إذا أراد الغرب حقا أن تحرز أوكرانيا النصر في حربها ضد القوات الروسية فيجب عليه أن يرفع من وتيرة وحجم المساعدات العسكرية التي تحصل عليها أوكرانيا من الدول الغربية من أجل الارتقاء بمستوى القوات الأوكرانية لتصل لمستوى مثيلاتها في الدول الغربية.