كتبت- أماني محمد
تعهد دبلوماسيون، بأن تكون مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي، للعام الرابع على التوالي، في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في دورتها الـ72، مثمرة للغاية ومفيدة لقضايا مشكلة الشرق الأوسط ومواجهة الإرهاب وقضايا النزاعات المسلحة بالمنطقة، مؤكدين أن العالم يدرك دور القاهرة المحوري في حل تلك القضايا النزاعية وعلى رأسها ملف الإرهاب الذي طال الجميع بمساعدة دول عربية وأجنبية، فضلا عن استعراض موقف قطر المعادي للدول الشقيقة ودعمه للتطرف والعنف.
وانطلقت فعاليات الجمعية الأممية الأسبوع الجاري بمدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، التي تحمل على مائدتها عددا من القضايا والملفات الدولية الهامة، ولا سيما الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط، ومن المقرر أن يعقد السيسي خلالها عدة لقاءات مع عدد من قادة وزعماء العالم.
ووصل الرئيس السيسي، أمس، إلى مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، ومن المقرر أن يلقي كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء المقبل.
والتقى الرئيس بمقر إقامته في نيويورك، قبل قليل، عددًا من الشخصيات الأمريكية المؤثرة، بجانب مجموعة من النخبة المنتقاة من الشخصيات الأمريكية التي ساهمت في تشكيل توجه دوائر صنع القرار الأمريكي المختلفة إزاء مختلف القضايا التي تمس الأمن القومي الأمريكي، لا سيما مصالح الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط.
وبدوره، قال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن مشاركة رؤساء دول العالم في فعاليات الجمعية العمومية للأمم المتحدة هو أمر تقليدي سنوي لأنهم يفضلون تقديم رؤيتهم وعرض سياساتهم الداخلية والخارجية أمام هذا المحفل الدولي والذي يسميه خبراء السياسة باسم «البرلمان العالمي».
وأضاف لـ«الهلال اليوم»، أن الرئيس يخاطب في كلمته أمام الأمم المتحدة العالم أجمع والمنطقة التي ينتمي إليها وشعبه من خلال بيان عام يوضح سياساته الإقليمية والداخلية للعالم بمثابة وثيقة رسمية للأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن المكسب الثاني للمشاركة في فعاليات الجمعية العامة هي لقاء رؤساء دول العالم من كافة البلدان والأقاليم المختلفة ما يقوي العلاقات الثنائية ويطرح كل طرف رؤيته في القضايا المطروحة على مائدة الأمم المتحدة ودولته
وأوضح أن الرئيس سيركز على قضايا مصر والمنطقة العربية وأوضاع المسلمين خاصة في ميانمار التي بدأت في عام 2012 وتصاعدت خلال الأيام القليلة الماضية وما يتعرض له المسلمين هناك من اضطهاد وعنف،
وقال "حسن" إن القضية الفلسطينية أيضا ستظل على قائمة الملفات التي سيطرحها الرئيس خلال كلمته ولقاءاته الثنائية المتنوعة، وأيضا يأتي على رأس اهتمامات السيسي هو طلبه من الرؤساء وأعضاء المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" تأييد المرشحة المصرية السفيرة مشيرة خطاب للفوز بمنصب أمين عام المنظمة.
وأوضح عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن اللقاءات خلال ذلك المحفل أهم من البيان الذي يلقيه الرئيس لأنها تكون بمثابة زيارات رسمية إلى البلدان، فخلال ثلاثة أيام قد يلتقي الرئيس نحو 7 أو 8 رؤساء لدول أخرى.
أما السفير عادل العدوي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، فقال إن مكاسب مصر من تلك المشاركة كبيرة فهي تساعدها على عرض جهودها في بناء الوضع داخليا على المستوى الاقتصادي والأمني واستقرار المنطقة أمام العالم وخاصة في ملفات الإرهاب والتعاون بين الدول ليس فقط في هذا الملف وإنما كافة المجالات.
وأضاف لـ«الهلال اليوم» أن ملف مسلمى الروهينجيا وما يتعرضون له من اضطهاد وتعذيب مطروحا أيضا، وأنه لابد من أن تكون حكومة بورما مشاركة في هذا الطرح، لوقف ما يتعرض له المسلمين من تعذيب، أما عن القضيتين السورية والفلسطينية فلم يتوقع حدوث جديدا فيهما خلال تلك الدورة للأمم المتحدة لكن مناقشتهما أمر هام.
فيما ذهب السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن فعاليات الأمم المتحدة مهمة لأن مصر في حاجة إلى التواجد في هذا التجمع في الوقت الحالي في ظل الأوضاع المتوترة في المنطقة العربية، مضيفا أن زعماء العالم يحتاجون للسماع إلى الرئيس السيسي فيما يجري في المنطقة العربية وتحديدا في سوريا والعراق وليبيا واليمن.
وأشار لـ«الهلال اليوم» إلى أن أفضل ما طرح في قضية مكافحة الإرهاب من رؤى كانت متسقة ومتكاملة هو ما طرحه السيسي في القمة الإسلامية الأمريكية التي عقدت في الرياض بمشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورؤساء عرب، لأن مصر تكافح الإرهاب وتعاني منه يوميا، مؤكدا أن لا يمكن لرئيس أن يلقي خطابا في الوقت الحالي دون الإشارة إلى التوتر الحادث بين الكوريتين الشمالية والجنوبية وأوضاع المناخ والبيئة وانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية المناخ.
وقال إن التعاطف مع الكوارث الطبيعية التي تشهدها الولايات المتحدة في الوقت الحالي ستكون إحدى النقاط التي سيطرحها الرئيس، بالإضافة إلى المشاكل الدولية والقضايا الرئيسية في الشرق الأوسط، مضيفا أن فعاليات الأمم المتحدة هي أفضل مناسبة للقاء زعماء العالم وتوضيح الرؤية المصرية.