الجمعة 3 مايو 2024

في اليوم العالمي للـشاي .. تعرف على صناعة وقصة احتفال المشروب الأشهر في العالم

اليوم العالمي للشاي

تحقيقات21-5-2023 | 13:50

نور الدين نادر

تحل اليوم ذكرى الاحتفال باليوم العالمي للشاي، «فاكهة الغلابة» كما يطلق عليه، وأكثر المشروبات استهلاكا في العالم بعد الماء، إذ إنه مصدر رئيسي للدخل ولعائدات الصادرات في بعض البلدان، وقد دعت الأمم المتحدة منظمة «الفاو» للاحتفال بهذا اليوم.

قبل 5000 عام..تاريخ صناعة الشاي

يصنع الشاي من نبات «كاميليا سينيسيس»، ويُعتقد أن استهلاك الشاي بدأ في شمال شرق الهند وشمال ميانمار وجنوب غرب الصين، ولكن المكان المحدد لنمو النبات لأول مرة غير معروف، إلا أن بعض المؤرخين ذهبوا إلى أن الشاي بدأ استهلاكه في الصين قبل 5000 عام.

صناعة الشاي

يشكل إنتاج الشاي وتجهيزه وسيلة عيش رئيسة لملايين الأسر في البلدان النامية، ومصدر رزق أساسي للملايين من الأسر الفقيرة التي تعيش في البلدان الأقل نموا، كما تعتبر عملية إنتاجه شديدة الحساسة، عكس ما يتصور البعض في ما يتصل بالتغيرات في الظروف الزراعية، إذ يمكن إنتاج الشاي في ظروف زراعية إيكولوجية دقيقة ومحددة وحسب، وبالتالي فإن إنتاج الشاي يقتصر على دول بعينها، وهي دول سيتأثر عديد منها بتغير المناخ.

ويتم تحديد النكهة الطبيعية لأوراق الشاي المجففة حسب النوع المستنبت من شجيرة الشاي، ونوعية أوراق الشاي المقطوفة، وطريقة وجودة عملية الإنتاج التي تخضع لها، بعد المعالجة، وقد يتم مزج الشاي مع أنواع أخرى أو مزجه مع نكهات لتغيير نكهة الشاي النهائية.

كما يرتبط تاريخ معالجة الشاي بشكل وثيق مع الدور الذي لعبه الشاي في المجتمع الصيني والأساليب المفضلة لاستهلاكه في المجتمع الصيني القديم، لا تزال تُستخدم أشكال مختلفة من تقنيات المعالجة هذه في معالجة الشاي الحديثة.

تأثير المناخ على جودة الإنتاج

بدأ التغير في درجة الحرارة وأنماط هطول الأمطار وزيادة نسبة الفيضانات وموجات الجفاف يؤثر بالفعل على المحصول وجودة إنتاج الشاي وأسعاره، مسببًا انخفاضًا في مستوى الدخل ومهددًا سبل العيش في الأرياف.

ومن المتوقع أن تزداد هذه التغيرات المناخية حدة، مما يحتّم اتخاذ تدابير تكيف عاجلة، وبالمقابل، هناك تأكيد متزايد على ضرورة المساهمة في التخفيف من حدة تغير المناخ من خلال الحد من انبعاثات الكربون الناتجة عن إنتاج الشاي وتصنيعه، وعلى الدول المنتجة للشاي إدماج تحديات تغير المناخ، المتعلقة بالتكيف معه والتخفيف من حدته، في استراتيجياتها الوطنية الخاصة بتطوير إنتاجه.

قصة الاحتفال

بدأت قصة الاحتفال بأول يوم عالمي للشاي في نيودلهي عام 2005، بعد مناقشات استمرت في المنتدى الاجتماعي العالمي عام 2004، وتم تنظيم احتفالات لاحقة في سريلانكا في 2006 و2008، ثم توالت بعد ذلك احتفالات اليوم العالمي للشاي والمؤتمرات العالمية المرتبطة بها يتم تنسيقها بوساطة اتحادات نقاب العمال.

وتقدمت الحكومة الهندية بطلب لتمديد الاحتفال باليوم العالمي للشاي في 2015، لترعاه منظمة الأغذية والزراعة، حتى تم اعتماده مؤخرًا يومًا للاحتفال بشكل سنوي في 21 مايو، عندما تم تبني هذا الأمر في 21 ديسمبر 2019.

أهمية الشاي عالميًا

تعد صناعة الشاي مصدرًا رئيسًا للدخل ولعائدات الصادرات في بعض البلدان الأشد فقرا، كما أنها تتيح فرص عمل باعتبارها قطاعا كثيف العمالة في المناطق النائية والمحرومة اقتصاديا على وجه الخصوص. وللشاي دور هام في التنمية الريفية والحد من الفقر وتحقيق الأمن الغذائي في البلدان النامية بوصفه أحد أبرز المحاصيل ذات العائد النقدي.

وتحتفل به الدول المنتجة للشاي في 15 ديسمبر منذ عام 2005 مثل بنجلاديش، سريلانكا، نيبال، فيتنام، إندونيسيا، كينيا، ملاوي، ماليزيا، أوغندا، الهند وتنزانيا، بهدف جذب انتباه الحكومات والأفراد إلى التأثير العالمي لتجارة الشاي على على العمال والمزارعين، حتى أنه تم ربطه بمطالبات تقديم الدعم لسعره والتجارة العادلة.

ويهدف يوم الشاي العالمي إلى زيادة الوعي بالتاريخ الطويل والأهمية الثقافية والاقتصادية العميقة للشاي في جميع أنحاء العالم، باعتباره مشروب الأرض الأرخص والأكثر انتشارًا، بالإضافة إلى ترويج وتعزيز الإجراءات الجماعية لتنفيذ الأنشطة لصالح الإنتاج والاستهلاك المستدامين للشاي وزيادة الوعي بأهميته في مكافحة الجوع والفقر.

Dr.Randa
Dr.Radwa