التقط مختبر "سبكتر إر جي" الفضائي المداري الروسي الصور السينية الأولى لكوازار SMSS J1144-4308، بصفته أسطع نواة نشطة في الكون المبكر.
وهو يبعد عن الأرض مسافة 9.4 مليارات سنة ضوئية.
أفادت بذلك الخدمة الصحفية للجمعية الفلكية الملكية البريطانية.
ونقلت الخدمة الصحفية عن الباحث العلمي في جامعة "تولوز" الفرنسية إلياس كمون قوله:"لقد أصابتنا الدهشة بسبب أن أحدا لم يحاول لحد الآن رصد هذا الكوازار المثير للاهتمام لأنه يعتبر أسطع جرم سماوي في الكون المبكر من الأجرام السماوية القريبة نسبيا من الأرض، الأمر الذي أتاح لنا فرصة فريدة لدراسة كل ما يتميز به هذا الكوازار القوي".
يذكر أن الكوازارات هي أسطع الأجرام السماوية في الكون، وهي عبارة عن ثقوب سوداء فائقة الكتلة تمتص المادة بفعالية وتبعث بجزء منها على شكل نفاثات حيث تتسارع أشعة البلازما الساخنة حتى سرعات قريبة من الضوء.
ويدرس الفلكيون الآن بنشاط الكوازارات لسبب أن انبعاثاتها تلعب دورا رئيسيا في إيقاف عمليات تشكل النجوم في حوالي نصف مجرات الكون.
وقام كمون وزملاؤه بأولى الأرصاد الطويلة الأمد وحصلوا على أول أشعة سينية مفصلة لأسطع كوازار في الكون الحالي، وهو كائن SMSS J1144-4308 الذي يقع في كوكبة القنطور ويبعد مسافة 9.4 مليار سنة ضوئية من الأرض، ونراه في الحالة التي كان عليها بعد مرور حوالي 6 مليارات عام من الانفجار الكبير.
وحسب علماء الفلك، فإن هذا الجرم السماوي هو أسطع كوازار في آخر 9 مليارات سنة من وجود الكون، ما يجعله أقرب نظير من أسطع الكوازارات في الكون التي كانت موجودة في شبابها.
وانطلاقا من تلك الاعتبارات تتبع الباحثون مظاهر نشاط SMSS J1144-4308 باستخدام البيانات التي تم جمعها بواسطة التلسكوب الأوروبي eROSITA على متن Spektra-RG أثناء وضعه لخريطة الأشعة السينية المفصلة للكون مطلع عام 2022 قبل أن تم فصله من قبل الوكالة الوروبية لأسباب سياسية.
بالإضافة إلى ذلك، اكتشف العلماء ميزة غير عادية أخرى في SMSS J1144-4308، وهي تقلب سطوع وهج الأشعة السينية لهذا الكوازار إلى حد بعيد على المديين القصير والطويل.
ولا يعتبر ذلك أمرا مميزا على الإطلاق لنوى المجرات الأكثر نشاطا التي رصدها العلماء باستخدام التلسكوبات البصرية حيث تظل قوة توهجها ثابتة لعدة أشهر أو حتى أعوام .
ويأمل الباحثون أن تساعدهم الأرصاد اللاحقة لكوازار SMSS J1144-4308 على كشف أسباب التباين العالي في قوة الأشعة السينية لهذا الجرم السماوي.
وخلص العلماء إلى أن ذلك سيسمح لعلم الفلك بمعرفة ما إذا كان يمكن أن يحدث شيء مشابه في النوى النشطة للمجرات التي كانت موجودة في الكون المبكر، والتي يعجز علماء الفلك عن رصدها في الأشعة السينية.