الثلاثاء 28 مايو 2024

الجارديان: هجمات أوكرانيا المضادة تواجه صعوبات بالغة في تحقيق أهدافها

القوات الأوكرانية

عرب وعالم24-5-2023 | 10:44

دار الهلال

أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية في مقال افتتاحي أن التكتيك العسكري الجديد الذي بدأت القوات الأوكرانية في اللجوء إليه في حربها مع القوات الروسية وهو أسلوب الهجمات المضادة المحدودة يواجه صعوبات بالغة في تحقيق الهدف المرجو منه وهو إنهاك القوات الروسية تمهيدا لهجوم مضاد شامل.

وأشارت الصحيفة أنه على الرغم من ارتفاع سقف التوقعات بشأن النتائج المرتقبة من الهجوم الأوكراني الذي تسعى أوكرانيا من خلاله لاسترداد الأراضي الواقعة تحت سيطرة القوات الروسية، إلا أن العراقيل والتحديات التي تواجهه مازالت جسيمة.

ويشير المقال أنه في الوقت الذي طال فيه انتظار ذلك الهجوم الشامل، هناك تطورات كبيرة وخطيرة تحدث في ساحة القتال والتي يأتي على رأسها تمكن القوات الروسية من الاستحواذ على مدينة باخموت الاستراتيجية بعد معارك طويلة وشرسة بين الجانبين استمرت لما يزيد على العام والتي أدت إلى تدمير المدينة بالكامل تقريبا كما خلفت وراءها عشرات الآلاف من القتلى من الجانبين.

وتوضح الصحيفة في هذا الخصوص أن مدينة باخموت تمثل أهمية رمزية بالنسبة لموسكو أكثر منها أهمية استراتيجية بينما تتمسك القوات الأوكرانية بالدفاع عن المدينة في مواجهة المساعي الروسية للسيطرة عليها في معارك أطلق عليها الجانبان "مفرمة اللحم".

ويتطرق المقال إلى موقف الدول الغربية المساند لأوكرانيا في حربها التي بدأت مع القوات الروسية في أواخر فبراير من العام الماضي، حيث يشير إلى أن الغرب يقدم منذ بداية الصراع هناك مساعدات عسكرية ضخمة للجانب الأوكراني وهو ما أسهم في تعزيز قدرات القوات الأوكرانية في مواجهة الآلة العسكرية الروسية.

وأشار المقال في هذا الصدد إلى بعض المكاسب العسكرية التي تمكنت القوات الأوكرانية من إحرازها ومن أهمها الدفاع عن العاصمة كييف والنجاح في عدم سقوطها في يد القوات الروسية فضلا عن استرداد بعض الأراضي التي بسطت روسيا سيطرتها عليها منذ بداية العملية العسكرية الروسية مثل مدينة خاركييف أوبلاست.

وتضيف الصحيفة أن كل تلك التطورات تمثل تمهيدا قويا لعملية عسكرية من المزمع أن تقوم بها القوات الأوكرانية ضد القوات الروسية لاسترداد الأراضي التي استولت عليها موسكو منذ بداية الحرب، موضحة أنه مما يرفع سقف التوقعات لنجاح هذا الهجوم المضاد هو حجم المساعدات العسكرية الضخمة التي توفرها الدول الغربية لكييف بما فيها منظومات صواريخ الدفاع الجوي المتطورة والدبابات.

إلا أن السؤال الذي مازال يدور في الأذهان، كما تقول الصحيفة، هو إلى أي مدى سوف يستمر الدعم الغربي لأوكرانيا في ظل استهلاك القوات الأوكرانية لكميات ضخمة من الأسلحة والذخيرة في المواجهات مع القوات الروسية.

وتشير الصحيفة كذلك أن من ضمن المعوقات التي تواجه الهجوم الأوكراني المضاد هو قيام القوات الروسية في الفترة الأخيرة بتعزيز مواقع دفاعها في إطار ما أطلقت عليه استراتيجية الدفاع في العمق والتي تهدف إلى تقليص الأثار السلبية لاختراق القوات الأوكرانية لصفوف القوات الروسية عبر خطوط المواجهة.

وتقول الصحيفة في الختام أن أوكرانيا في أشد الحاجة لشن مثل هذا الهجوم من أجل رفع معنويات قواتها التي انهكتها الحرب إلا أن ذلك الهجوم لن يعدو كونه حلقة في سلسة طويلة ومريرة من الحرب بين الطرفين والتي بات من الواضح أنها لن تضع أوزارها في وقت قريب.