الإثنين 29 ابريل 2024

تلك آثارنا (13).. ثلاثيات الملك منكاورع

مقالات28-5-2023 | 20:57

من أروع الأعمال المعمارية في عهد الملك منكاورع مجموعته الهرمية في هضبة الجيزة والملاصقة لمجموعات جده خوفو وأبيه خفرع، والتي تتضمن الهرم الثالث لأهرامات الجيزة الكبيرة، وملحقاته، وهي: ثلاثة أهرامات أصغر بجواره يقال إنها لدفن ملكات عصره، والمعبد الجنائزي ومعبد الوادي، وكلاهما كان من المفترض أن يتم بناؤه بالحجر الجيري وتكسيته بالجرانيت، ولكن تم بنائهما بالطوب اللبن.

وإذا كانت هذه المجموعة الهرمية الرائعة دليلاً واضحاً على رقي فن العمارة في عهد الملك منكاورع وامتداداً لرقيها في عصر الدولة القديمة قبله، فإن أجمل الآثار التي ترجع لعهد الملك منكاورع، وتدل على رقي فن النحت في عهده، التماثيل الثلاثية أو الثنائية البديعة التي يطلق عليها البعض "ثلاثيات منكاورع" أو "تماثيل المجموعات للملك منكاورع".

وعادة ما كانت تتضمن التماثيل الثلاثية الملك منكاورع واقفاً مرتدياً التاج الأبيض، تاج الوجه القبلي أو مصر العليا، وعن يمينه وعن يساره سيدتان هما الإلهة حتحور ربة السماء والحياة والحب في صورة أنثى بقرني بقرة يحيطان بقرص الشمس على رأسها، عن يمين الملك، وتمثال لممثلة أحد الأقاليم وفوق رأسها رمز الإقليم على يسار الملك.

قد تأتي المعبودة حتحور في المنتصف كما في أحد ههذ المجموعات الثلاثية والموجود في متحف الفنون الجميلة في مدينة بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية، وعادة ما كان ارتفاع هذه التماثيل الثلاثية يتراوح ما بين ما بين 85 - 95 سم وعرضها ما بين 43 - 50 سم، أما التماثيل الثنائية فكانت في الغالب للملك وزوجته.

اكتشفت هذه التماثيل خلال أعمال التنقيب التي قام بها الآثاري الأمريكي "جورج ريزنر" خلال أعمال حفائر بعثة جامعة هارفارد ومتحف الفنون الجميلة في بوسطن، في منطقة معبد الوادي الخاص بهرم الملك منكاورع.

ففي موسم التنقيب 1908-1909م اكتشف "ريزنر" أربع ثلاثيات في حالة جيدة، بينما كان الخامس غير مكتمل أو به أجزاء مفقودة.

وفي عام 1910م  اكتشف مجموعة تماثيل ثنائية، تمثل الملك وزوجته واقفين، وهي تحتضنه من الخلف في وضع ينم عن المحبة والود والدعم.

 

هذه التمثايل الثلاثية يمتلك المتحف المصري في القاهرة ثلاثة من الأربعة تماثيل الثلاثية السليمة، والتمثال الرابع  السليم والخامس المفقود بعض أجزائه في متحف الفنون الجميلة في مدينة بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية.

 

والتماثيل في حالة رائعة من الحفظ، وجميعها مصنوعة من حجر الشست الرمادي المائل للاخضرار، وهو من الأحجار المتحولة ذات الصلادة العالية، وتتميز بدقة عالية في التشريح والنحت والتعبير، والإخراج، وحسن الإنهاء المتمثل في نعومة ملمس السطح، مع مراعاة إبراز الملك في هيئة ملكية وقورة تنم عن عظمة وهيبة، وهو يتصدر ويتوسط المجموعات الثلاثية الثلاثة السليمة الموجودة في المتحف المصري، بينما التمثال الثالوثي السليم الرابع تتوسط فيه حتحور المجموعة وهي جالسة وعلى يسارها الملك بالتاج الأبيض وتضع يدها عليه، وعلى يسارها ممثلة الإقليم. وعادة ما يكون مسجلاً على قاعدة كل تمثال اسم الملك وألقابه بنقش هيروغليفى جميل.

يفترض بعض علماء الآثار أن عدد التماثيل الثلاثية دي من المفترض يكون 38، أو 42 تمثالاً  بعدد مقاطعات أو أقاليم مصر السفلى والعليا فى ذلك الوقت باعتبار أن كل تمثال يعبر عن إقليم من هذه الأقاليم.

Dr.Randa
Dr.Radwa