الخميس 23 مايو 2024

١٨ شهيدًا جديدًا فى بئر العبد إرهاب «الكفرة الفجرة» يغتال الأبطال

19-9-2017 | 17:12

تقرير يكتبه:  وائل الجبالى – وليد عبد الرحمن

يوم دام جديد كتبه الإرهابيون فى العريش، أسفر عن استشهاد ١٨ شرطيًا من أبناء مصر الأبرار، عقب استهدافهم بعبوة ناسفة شديدة الانفجار تم زرعها على طرف الطريق بمدينة العريش بشمال سيناء.. المشهد تكرر كثيرًا، خفافيش الظلام يزرعون قنبلة على خط سير القوات.. وهذا ما بقى لهم من قدرات فى سيناء بعد أن ضيقت عليهم القوات الخناق وما إن تمر دورية الشرطة ضمن مهام عملها لحفظ الأمن والأمان، حتى تنفجر، عبوات الجبناء الناسفة وتتطاير الأشلاء فى الهواء، وتظل دماء الشهداء على الأسفلت، لتؤكد أن الإرهابيين والإرهاب لا دين له.. وان لمصر رجال لن يفرطوا فى حمايتها حتى ولو كان الثمن حياتهم.

لكن المصريين رغم سقوط أبنائهم الشهداء عازمون على إنهاء ظاهرة الإرهاب فى سيناء، مهما كلفهم ذلك الأمر من تضحيات، سواء من أبنائهم فى القوات المسلحة أو الشرطة أو أبناء سيناء، فضلًا عن مواصلة تحقيق التنمية فى شبه جزيرة سيناء وتنفيذ مشروعات عالمية عملاقة.

فالرئيس عبد الفتاح السيسى نوه فى تصريحات كثيرة له بتحقيق أجهزة الأمن «إنجازات ملموسة» فى مواجهة الجماعات الإرهابية فى سيناء.. الرئيس أشار فى الوقت ذاته إلى أن هذه المواجهات «ستستمر لفترة.. وستطول بسبب حرص قوات الجيش والشرطة على عدم المساس بالأهالى الأبرياء خلال هذه المواجهات، خاصة، أن بعض خلايا الإرهاب تتعمد الاختفاء وسط تجمعات سكانية».

وحسب مسئول مركز الإعلام الأمنى بوزارة الداخلية: فقصة الجريمة الخسيسة بدأت أثناء مرور دورية أمنية بطريق «القنطرة ـ العريش» بدائرة بئر العبد لتمشيط وتطهير الطريق اشتبهت القوات فى إحدى السيارات أثناء محاولة قائدها اقتحام خط سير الدورية.. وخلال قيام القوات بالتعامل مع السيارة، انفجرت مما أسفر عن حدوث تلفيات بعدد من سيارات القول الأمنى.. وأعقب ذلك تبادل لإطلاق النيران مع بعض العناصر الإرهابية، التى كانت مختبئة بالمنطقة الصحراوية المتاخمة للطريق، أسفرت عن مقتل ٣ إرهابيين”.

وسقوط ١٨ شهيد من أفراد الدورية، وعلى الفور تم الدفع بقوات تعزيز وفرض طوق أمنى وتمشيط المنطقة، ونقل المصابين للمستشفى لتلقى العلاج.

المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، ندد بالحادث الأليم، وأكد عزم الحكومة على التصدى بكل قوة وحزم لتلك الأعمال الإجرامية الجبانة، التى تستهدف التأثير على أمن الوطن والنيل من عزيمة المواطنين، وملاحقة العناصر الإرهابية الآثمة، التى تقوم بتنفيذ هذه الجرائم.

وأضاف إسماعيل أن تكرار هذه الأعمال الإرهابية بات يستدعى صياغة موقف دولى موحد تجاه رعاة الإرهاب فى العالم، مشددًا على أن هذه المحاولات العابثة من جانب قوى الظلام والتطرف لن تزيد مصر وشعبها الأبى إلا إصرارًا على هزيمة الإرهاب واستعادة الأمن والاستقرار، معربًا عن خالص التعازى لأسر شهداء الإرهاب الغادر، ومتمنيًا للمصابين الشفاء العاجل.

كلام رئيس الوزراء، اتفق مع تقارير رقابية رصدت تدفقا ماليا للجماعات الإرهابية بصورة كبيرة خلال الفترة الماضية من دول عديدة، مما كان له أثر كبير فى محاولات عودة التيارات التكفيرية إلى الساحة من جديد، وبعض عناصرها بايعوا «داعش» ويسيرون على نهج التنظيم فى القتل والعنف، وفى مقدمتهم «ولاية سيناء».

ويُعد تنظيم «ولاية سيناء»، الذى بايع أبو بكر البغدادى، زعيم «داعش»، فى عام ٢٠١٤، وبدل اسمه لـ»داعش سيناء» واحدًا من أقوى التنظيمات المتطرفة، التى ظهرت فى شبه جزيرة سيناء.. وزاد نشاطه عقب عزل الإخوانى الإرهابى محمد مرسى عن السلطة فى يوليو عام ٢٠١٣.

وتبنى «داعش» عبر وكالة أعماق الهجوم على دورية الشرطة.. وسبق أن استهدف التنظيم ارتكازات ونقاطا أمنية، وتبنى الكثير من عمليات قتل جنود الشرطة والجيش غالبيتهم فى سيناء، إضافة إلى استهداف الطائرة الروسية فوق سيناء.

ووجهت أجهزة الأمن عقب التفجير حملات أمنية مكبرة استهدفت أوكار العناصر المتطرفة فى سيناء.

وأكد اللواء مجدى عبد الغفار، وزير الداخلية، أن رجال الشرطة يخوضون معارك شرسة فى مواجهة الإرهاب ومكافحة الجريمة، وسقط فى سبيل الواجب شهداء ومصابون أبطال ضربوا المثل والقدوة فى التضحية والفداء، وقدموا أرواحهم وأجسادهم فداءً لأمن الوطن، وبعون من الله سيواصل رجال الشرطة تضحياتهم بكل دأب ولم ولن يفتر عزمهم أو يلن إصرارهم.

كلام الوزير جاء تقديرا لجهود الشرطة فى مواجهة خطر الإرهاب فالهجوم الإرهابى فى سيناء، جاء بعد ساعات من إعلان الشرطة قتل ١٠ من «العناصر الإرهابية» فى تبادل لإطلاق النار أثناء محاولة القبض عليهم داخل عدد من الشقق السكنية بأرض اللواء.

فضلًا عن إعلان وزارة الداخلية ضبط العديد من الخلايا، التى تنتمى لـ«داعش» خلال الأشهر الماضية فى المحافظات ومعها أوراق مالية ومخططات للقيام بعمليات تخريبية.. فضلًا عن قتل وضبط عناصر من حركة «حسم» الإرهابية التابعة لجماعة الإخوان، التى دأبت خلال الأشهر الماضية على استهداف رجال الشرطة.

وهو ما يؤكد أن أبطال الشرطة عازمون على اقتلاع جذور الإرهاب، وأن الأعمال الإرهابية لن تزيدهم إلا عزيمة وإصرارًا فى مواجهة الإرهاب الغاشم، وأنهم لن يتنازلوا عن الثأر لأرواح زملائهم الشهداء الأبرار.. أما أبطال القوات المسلحة فى سيناء فماضون فى التصدى للإرهاب، الذى يحاول النيل من مؤسسات الدولة وإضعافها.. وماضون أيضًا فى طريقهم للثأر لدماء الشهداء.