كتبت : سما الشافعى
«أطفال مفقودة».. قطعًا ستكون وجهة نظر خاطئة تلك التى تتعامل معها كونها مجرد صفحات من بين آلاف الصفحات المنتشرة على موقع التواصل الاجتماعى « فيس بوك» لأنها تحولت خلال الفترة الماضية إلى ما يمكن وصفه بـ«مشروع قومى إنسانى»، فالصفحة تضم مليونا ونصف المليون متابع، وساهمت فى عودة ٤٧٠ مختطفا مابين كبار وصغار إلى ذويهم الذين أحرقتهم نيران الفراق لعدة سنوات، ليس هذا فحسب، لكن استمراريتها ونجاحها فى تأدية مهمتها دفعت المتابعين لها لاعتبار ها مؤسسة بديلة للمؤسسات المنوط بها مهمة البحث عن المفقودين وإعادتهم لذويهم.
بداية «أطفال مفقودة» كانت من جانب المهندس «رامى الجبالي»، مؤسس الصفحة، الذى قرر تدشين الصفحة، ليبدأ بعد الخطوة تلك، فى توثيق المشكلات بالصور والبيانات المصاحبة لها، والعاملين فى الصفحة لا يعتمدون على جمع المعلومات عن المفقودين فقط، لكنهم يعتمدون على الحقائق عن طريق حقيقة أن الطفل مفقود بالفعل، وإنه لم يعد إلى أهله منذ تاريخ انتشار الـ « post» .
مؤسس الصفحة قال: «أطفال مفقودة» تضم ٨ آلاف متطوع ما بين أطباء وصيادلة ورجال أعمال، ونجحنا فى أن نصل لجميع دور الرعاية بشكل ودى، ونحاول من خلال هذا إعادة المفقودين إلى ذويهم وهدفنا الأول والأخير إنسانى خدمى.
وعن وجود تعاون بين الصفحة والمؤسسات الحكومية، قال: يحدث بشكل ودى، وأدعو مؤسسات الدولة التعاون مع الصفحة بشكل كامل لأنها تصرف مليارات للتطوير ،وفى النهاية يلجأ المواطن الذى يأس من أن يجد ذويه إلينا نحن ، ونحن نهدف إلى أن المصلحة تصب فى النهاية فى صف المواطن المصرى ، كما أن «أطفال مفقودة» أصبحت منصة لمن فقد طفله أو لمن رأى طفلا من أطفال الشوارع وبدأ يشك فى أنه مخطوف، أو فى أنه يبحث عن ذويه بعد الفقدان .
وأشار «الجبالى» الى أن «أطفال مفقودة» لا تقتصر مهمتها على حل مشكلات الأطفال فقط، لكنها تقوم على حل مشكلات عامة وعائلية ، إلى جانب العمل على إيجاد حلول واقعية لمشكلات الأطفال داخل بعض دور الرعاية التى أصبح الأطفال فيها يتعلقون بنا ويعتبروننا صوتهم خارج الدار.