كتبت- خلود الشعار
أهاب سياسيون، بالمجتمع الدولي الاستجابة لمطالب الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومساندة مصر في حربها ضد الإرهاب ودعمها من أجل حل قضايا الشرق الأوسط، مؤكدين أن الرئيس السيسي تناول في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ72 المنعقدة بولاية نيويورك، جميع الأزمات والقضايا التي تشغل الرأي لعام وفي مقدمتها قضايا الإرهاب والدول الداعمة لها بجانب قضايا الشرق الأوسط وقضية إقامة الدولة الفلسطينية والمعايشة في سلام مع الإسرائيليين.
محاور كلمة الرئيس السيسي
وركز الرئيس السيسي، في كلمته التي ألقاها قبل قليل، على أهمية دعم دور مصر لضمان التوازن بين أبعاد التنمية المستدامة خاصة فيما يتصل بفعالية شبكات الحماية الاجتماعية، وتعزيز الملكية الوطنية للتنمية، وأهمية تسخير المنظومة المالية العالمية من أجل نظام اقتصادي عالمي عادل يوفر فرصا متكافئة للتنمية ويساعد على تقليل الفجوة بين الدول المتقدمة والنامية.
وأشار الرئيس إلى تطلع مصر لتفعيل آليات التنفيذ للاتفاق الخاصة بنقل التكنولوجيا والتمويل المستدام، وأهمية توجيه الدعم لأفريقيا، ومشاركة مختلف الدول فى المشروعات المطروحة، وفقا للقواعد المنظمة لمؤسسات التمويل الدولية وعلى رأسها البنك الدولي، والوجه الآخر للعولمة بما أفرزته من بعض التحديات الاجتماعية والاقتصادية، حيث ارتبط بها زيادة الفقر واتساع فجوة عدم المساواة واهتزاز العقد الاجتماعي بالعديد من الدول النامية، فضلًا عن معاناة المنطقة العربية من قضية الإرهاب وتدخل البعض في شئون الآخرين، بالإضافة إلى النزاعات في سوريا واليمن وليبا وفلسطين.
وشدد الرئيس السيسي على القضية الفلسطينية باعتبارها جوهر عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وهو ما يتطلب تكاتف جهود دول المنطقة والمجتمع الدولي للتوصل لحل نهائي وشامل للصراع، قائلًا:" إن مصر تبذل مساعيها الحثيثة لتحريك العملية السلمية، وصولاً لتسوية نهائية وسلام دائم وعادل قائم على حل الدولتين؛ فإنها ترحب بالمساعي القائمة على رغبة حقيقية في تحسين الأوضاع في الأراضي الفلسطينية فى ظل ما يعانيه الفلسطينيون من وضع يجب معالجته والتركيز على إنهاء الاحتلال واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه من خلال اتفاق سلام وفقا لقرارات الشرعية الدولية، يضمن للفلسطينيين حقهم في دولتهم، ويحقق لإسرائيل أمنها وسط علاقات طبيعية في محيطها الإقليمي.
كلمة الرئيس ومواجهة الإرهاب
الدكتور سعيد صادق، الخبير السياسي والاستراتيجي، قال إن الرئيس السيسي تحدث عن توحيد الموقف الدولي ضد الإرهاب وأهمية السلام، فضلًا عن الأوضاع الاقتصادية التي تشهد دول العالم كافة، والشأن المصري خاصة، مشيرًا إلى أنه ركز بشكل كبير في هذه المرة على القضية الفلسطينة وأهمية توحيد صفوف الشعب الفلسطيني.
القضية الفلسطينية
وأضاف لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس ألقى كلمته عن القضية الفلسطينية ولم تكن ضمن النص المقرر إلقائه، مما يدلل على حرصه الشديد على أهمية إنهاء الأزمة والتعايش السلمي مع الإسرائيليين وفقًا لمعاهدات كما وقعت مصر منذ أكثر من 40 عامًا، مؤكدًا أن الرئيس حرص أيضًا على مناقشة بعض القضايا الدولية التي تحتاج إلى تعاون دولي كبير.
وأضاف، أن مصر صاحبة إنجاز كبير في القضية الفلسطينية، حيث أنها السبب في إعلان حركة "حماس" التصالح مع حركة "فتح" وعودة حكومة الوفاق وإجراء الانتخابات الهامة في غزة، لافتًا إلى أن هذه الاجتماعات مثل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة تقليدية، ولكن إلقاء كلمة مصر من خلال الرئيس السيسي أمر هام للغايه، وسيمون له لتأثير على الرأي العام العالمي وإيضاح الموقف للمجتمع الدولي.
مكانة مصر عالميًا
أما الدكتور موسى مصطفي، الخبير السياسي، قال إن إلقاء الرئيس السيسي كلمته أمام عدد من روؤساء وممثلي دول العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة دليل على أهمية مصر، مشيرًا إلى أن الرئيس خلال كلمته أوضح حقيقة الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ليس في مصر أو المنطقة العربية فقط بل على مستوى العالم.
الهدف من كلمة الرئيس
وأضاف مصطفى، لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس السيسي حرص أيضًا على تشجيع الدول الأخرى على فتح مجال الاستثمارات والتبادل التجاري والتعاون الاقتصادي مع مصر، مؤكدًا أن هذه هي التنمية الحقيقية التي يسعى إليها الرئيس السيسي.
وأكد، أن مصر ليست بحاجة إلى منظومة حرب أو دفاع مشترك، بل منظومة تنموية اقتصادية، وهذا ما حرص الرئيس على إيضاحه أمام الرأي العام العالمي، مشيرًا إلى أن مصر تسعى لتفعيل دور العلاقات المتبادلة مع مختلف دول العالم، خاصة في ضوء الاقتصاد العالمي ومؤشراته خلال هذه الفترة.
تأثير كلمة الرئيس
وأوضح، أن كلمة الرئيس شهدت ترحيبًا واسعًا من قبل الدول المشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، مما يعد هذا الأمر إشارة إلى تفعيل دور العلاقات المتبادلة والتعاون الدولي بين مصر وهذه الدول، لافتًا إلى أن الكلمة كانت واضحة للجميع، وما شملته من قضايا وموضوعات هامة تمس الشأن الدولي، حيث أن الدول الأوروبية أصبحت تعرف الوضع جيدًا في المنطقة العربية، باحثة عن الاستقرار بالمنطقة، خاصة في ظل دعم قطر للإرهاب، الذي لم يطل المنطقة العربية فقط، بل وصل أيضًا إلى الدول الأوروبية، وأصبحت تشهد العواصم عمليات إرهابية مختلفة، ولكنهم وجدوا الآن أن مصر لها دور محوري وأساسي في مكافحة الإرهاب، وموقفها يجعلها "نقطة" التوازن في المنطقة، مما سيجعل الدول الأوروبية تلتفت إلى مصر خلال الفترة المقبلة.