السبت 1 يونيو 2024

وكيل أوقاف الإسكندرية: «من أهم دروس الهجرة أن نخلص عملنا لله»

20-9-2017 | 13:46

 قال الشيخ محمد العجمي، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، في أمسيات دينية بالمساجد بمناسبة الهجرة: “إن الهجرة هي عطاء متجدّد بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث إننا نتعلَّم من الهجرة أن الشباب إذا نشأوا منذ الصغر على مواجهة الخطر، كانوا أجِلاَّء أقوياء، وهذا هو علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ينشأ في مدرسة النبوة فتًى من فتيان الإسلام لا يخاف إلّا الله، ولا يَهاب أحدًا سواه، ويقول له النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ليلة الهجرة: (نَمْ على فراشي، فإنه لنْ يخلصَ إليك شيءٌ تَكْرهه منهم)، فقَبِل عليّ التضحية فداءً لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بلا خوف ولا تردد”.

وتابع الشيخ العجمي: “وتعلمنا الهجرة أن أعمالنا يجب أن تكون لله وفي سبيل الله، لا لغرضٍ أو تحقيق مَطْمع، يقول الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: (إنما الأعمال بالنيَّات، وإنما لكلِّ امرئ ما نَوَى، فمن كانتْ هِجْرته إلى الله ورسوله، فهِجْرتُه إلى الله ورسوله، ومَن كانتْ هجرتُه لدنيا يُصيبها أو امرأة يَنكحها، فهجرتُه إلى ما هاجَر إليه) رواه البخاري ومسلم من حديث عمر - رضي الله عنه”.

وأكمل العجمي قائلًا: “علّمتنا الهجرة رعايةَ الله لعباده المخلصين، فهذا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يختبِئ مع صاحبه في الغار الليالي ذوات العدد، فلا تَحرسه أمام الغار إلا رعايةُ الله الذي ينصر عباده المخلصين، يقول - تعالى -: ﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ [التوبة: 40]”.

وأضاف: “علّمتنا الهجرة أن المرأة المسلمة تستطيع أن تقوم بواجبها في المناسبات الملائمة والظروف الموائمةً، فهذه أسماء بنت الصدِّيق -رضي الله عنها- كانت تحمل الزاد من مكةَ إلى الغار غير خائفة من العيون والأرصاد، وشقّت نطاقَها نصفين، ربطت بأحدهما الجراب، وبالنصف الآخر فم قِربة الماء؛ فسُمّيت (ذات النطاقين)”.