الأحد 19 مايو 2024

مفكات وعدد الرصيف.. مين يشتري؟!

17-2-2017 | 00:22

بوسط ميدان العتبة وفي شارعي الجمهورية ونجيب الريحاني يصيح بائعو العدد والمفكات القابعون على الأرصفة، بأسعار بضاعتهم لاستقطاب الزبائن، حيث يلجأ اليهم المواطنون من كل حد وصوب لشرائهم احتياجاتهم وبالتحديد اصحاب المهن الحرة والورش، لرخص اسعارها عن باقي المحالات.

  ولكن فى الآونة الاخيرة بات شبح الكساد يطاردهم بسبب زيادة الاسعار وعدم قدرتهم على تحمل تكلفة البضاعة التى يروجونها على الارصفة، علاوة على الخسائر التى يتكبدونها من جراء الحملات التى تشنها شرطة المرافق والبلدية، مما يزيد من معاناتهم فى كسب لقمة العيش ليحصلوا على مصدر مادى يعينهم على مشقات الحياة.

بجوار لافتة مدون عليها "اى حاجة بـ5 جنيه" يجلس اشرف محمد ذو 27 عاما خريج كلية التجارة والذي يبيع الخردوات على الرصيف بالعتبة ليوفر مصدر دخل لعدم ايجاده وظيفة، والذي حدثنا قائلاً "انا بيبع البضاعة رخيصة عن السوق لان اغلبها متخزن من فترة لسه مبعتش بالاسعار الجديدة عشان الحاجات المستوردة لسه منزلتش السوق بس في كل الاحوال الاسعار هتزيد والزباين هتبطل تشترى زي الاول" لافتا الى انه يقوم ببيع المفكات ومستلزمات الخردوات البسيطة التى تستخدمها الورش بسعر 5 جنيه للقطعة، حيث يمثل مكسبه فى القطعة الواحدة خمسين قرش لا اكثر.

 

البلدية والغرمات

ويضيف "مشكلتنا إن البلدية اغلب الوقت بتعمل حملات بتاخد البضاعة منا، وبندفع غرامة مش اقل من 20 جنيه عشان ناخد البضاعة تاني وده بيجي علينا بخسارة بس ما باليد حيله”، موضحاً انه يقوم بشراء البضاعة من تجار الجملة بشارع الرويعي ليفرشها على الرصيف ويقوم ببيعها ليسد حاجته المادية الملحة حتى تتاح له فرصة عمل.

 

زيادة مائة فى المائة

بينما على الرصيف الاخر يفترش ايمن محسن بضاعته امام احد المحال داخل ممر ضيق باحد العقارات العتيقة حاملا آلته الحاسبة لمحاسبة الزبائن المقبلين عليه، محدثنا قائلاً "الاسعار زادت مية فى المية عن الاول، وكل بضاعتنا بنجبها من تجار الجملة والمستورد فى منطقة الرويعي وكل واحد على حسب قدرته المادية بيشتري بضاعة ويعرضها على الرصيف وربنا بيرزق باللي فيه النصيب"، موضحاً ان بضاعته تصل تكلفة شرائها من تجار الجملة إلى ألفى جنيه ويحقق هامش ربح بسيط ليتمكن من شراء بضاعة مرة اخرى وبيعها فى السوق باسعار رخيصة بالقدر المستطاع.

 

أسعار المستلزمات

ويشير الى ان اغلب بضاعته يتم استيرادها من الصين، حيث تبدأ اسعار المفكات من 10 حتى 15 جنيها، والقصافات بـ 20 جنيها بعد ان كانت بعشرة جنيهات قبل ارتفاع الاسعار الاشهر الماضية، فيما يبدأ سعر مسدس الشمع من 65 جنيها حتى 85 جنيها، و طقم المفاتيح 50 جنيها للطقم الواحد، فى زيادة متضاعفة عن العام الماضي.

ويتابع" اغلب البضاعة بيشتريها اصحاب الورش والاعمال الحرة وتعتبر بالنسبة لهم سلع اساسية عشان شغلهم ميقفش، وهما بيشتروا مننا لان اسعارنا حنينة على ايديهم وارخص من محلات الخردوات".

 

فى عرض قرش

اما بالنسبة عن الحملات التى تشنها البلدية عليهم فيقول"البلدية مش بتسيبنا فى حالنا وبندفع غرامة من 100 جنيه حتى 200 جنيه عشان نسترد البضاعة، ولو عرفنا ناخد نصها بيقى خير وبركة وفى كل الاحوال بيجي علينا بالخسارة واحنا فى عرض قرش عشان نسد الفلوس اللي علينا".

 

على فيض الكريم

وعلى بعد عدة امتار من "فرشة" ايمن يجلس صفوت محمود على الرصيف مرتدياً جلبابه وعمامته الصعيدية منادي "أي حاجة بـ 10 و15 جنيه" ليستقطب الزبائن للشراء منه، والذي حدثنا قائلا "احنا كبيعين على فيض الكريم، بنجيب بضاعتنا من بتوع الجملة وبنسترزق منها، والبضاعة الصينى هي الشايعة لانها رخيصة عن اى نوع تاني بس السوق فعلا نايم على الاخر"، موضحاً ان الاسعار في زيادة منذ رمضان الماضي بسبب الدولار وزيادة قيمته، حيث كان يبيع اغلب المعدات بـ 7 جنيه للقطعة، اما فى الوقت الحالي اصبحت من 10 الى 15 جنيه للقطعة.

ويضيف "ببيع كل البضاعة بسعر موحد سواء المفكات، القصافات والشواكيش كله واحد، والحاجة اسعارها بتزيد ومش عارفين نشتريها زى الاول، والغريبة ان الدولار فى النازل والسعر برده بيزيد مش عارف ليه”.

امام بالنسبة لمحمد علي صاحب ورشة فيوضح انه يقوم بشراء ادوات ومستلزمات ورشته من الباعة على الرصيف لانهم ارخص بكثير من اصحاب المحلات وتشكل تلك المستلزمات شيئا اساسيا فى عمله لأنها يعتمد عليها بشكل كبير فى عمله، متوقعاً انخفاض الاسعار الفترة القادمة بعد الانخفاض التدريجي الذي يشهده الدولار فى تلك الايام مما سيزيد حركة البيع والشراء بشكل ملموس عن سابقه.