السبت 4 مايو 2024

مقابر ودول


أحمد فوزي حميدة

مقالات30-5-2023 | 15:09

أحمد فوزي حميده

قرأت منذ سنوات طويلة كتابا بعنوان ( مساجد ودول ) صدر في ستينيات القرن الماضي للكاتبة سنية قراعة ، وقد حكت تاريخ مصر منذ الفتح الإسلامي حتى عصر محمد علي ، من خلال حديثها عن المساجد التي حرص كل حاكم على تشييد مسجد يحمل اسمه ، وحكت عن الطابع المعماري لكل عهد والقيم الجمالية والمعمارية لهذه المساجد ، تذكرت هذا الكتاب وأنا أتابع ما يكتب عن حملات الإزالة للمقابر الأثرية في منطقة السيدة نفيسة ، وودت لو كنت أقوم بجولة لهذه المقابر ، والحديث عنها في كتاب بعنوان ( مقابر ودول ) ، نحكي فيه أحداث التاريخ عبر الحقب والأزمنة المختلفة ، من خلال الحكاية عن المقبرة وصاحبها والحديث عن الطابع المعماري للمقبرة وما تحويه من جماليات وفنون ، بما يشهد على النهضة المعمارية والفنية التي شهدتها مصر عبر عصورها المختلفة منذ عهد الفراعنة وحتى قرن مضى ، فالمسألة ليست مقابر يتم إزالتها ولكن ما ترمز إليه هذه المقابر من أحداث تاريخية وأوضاع اقتصادية واجتماعية ، كما أنها تمثل عناصر مادية للفنون المصرية وتنوعها وارتباطها بالثقافة والذهنية الشعبية .

فجولة واحدة بين الترب والمقابر والأحواش ، وعبر نظرة سريعة للطابع المعماري لكل مقبرة وتفاصيل زخرفتها ، ندرك إلى أي حقبة تنتمي ، وقد اهتم المؤرخون القدامى بذكر هذه المقابر وأصحابها أبرزها كتاب ( بغية الأحباب ) للسخاوي

وكنت اقترحت منذ فترة ، إنقاذا لهذه المقابر التي تمثل أعمالا إبداعية وفنية ، أن يتم تشكيل لجنة لتقطيع المبنى المراد إزالته جزءا جزءا ، ووضعه في متحف أو مكان لتجميع الأبواب والحوائط الأثرية من مخلفات الهدم للمقابر الأخرى ، وترقيمها وكتابة بيان عنها للزوار ، ويتم جمع هذه الأجزاء في متحف مفتوح في الصحراء مثلا ، وبذلك يتم المحافظة على هذه الآثار وطابعها المعماري وجعلها مزارا سياحيا ، وكذلك إنتاج بعض الأفلام التسجيلية للاماكن قبل إزالتها وعرضها للسياح .

Dr.Randa
Dr.Radwa