الأحد 24 نوفمبر 2024

«الإيكونوميست»: موجة هروب مسلمي الروهينجا تحدث بوتيرة مخيفة

  • 23-9-2017 | 23:31

طباعة


ذكرت مجلة "الإيكونوميست"، اليوم السبت، أن معدل الهروب الأسبوعي لأقلية "الروهينجا" المسلمة من ميانمار هو الأعلى منذ عملية الإبادة الجماعية في رواندا.

ورصدت المجلة البريطانية، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم، فرار أكثر من 420 ألف روهينجي عابرين الحدود إلى بنجلاديش، كما نقلت عن منظمة الهجرة الدولية وصفها أن عملية خروج الروهينجا "غير مسبوقة من حيث الأعداد وسرعة خروجهم"، ووصفها مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين، بأنها "مثال نموذجي للتطهير العرقي".

ونوهت المجلة بأن الـ25 من أغسطس الماضي شهد هجومًا شنته مجموعة مسلحة من الروهينجا على مقرات للشرطة شمالي ميانمار، فجاء ردّ الجيش مفرطًا في استخدام القوة، فأحرق قرى وقتل مدنيين واغتصب نساءً. أما قادة ميانمار فينكرون أنهم يشنون حملة قمع ضد الروهينجا.

وفشلت زعيمة ميانمار أونج سان سو كي، والحائزة على جائزة نوبل للسلام أكثر من مرة، في إدانة الهجمات على الروهينجا، وفي حديثها يوم 19 من سبتمبر الجاري تحاشت ذِكر اسم الروهينجا، ورفضت بشكل قاطع وقوع عنف أو تطهير عرقي منذ 5 سبتمبر، ما جعل منظمة العفو الدولية تصنف حديث سو كي بأنه "خليط من الأكاذيب وإلقاء اللوم على الضحية".

وأشارت "الإيكونوميست" إلى أنه على الرغم من الانتقادات الدولية الواسعة، فإن موقف سو كي ليس فرديًّا وإنما تشاركها فيه الأغلبية البوذية في ميانمار، مضيفة أنه في عام 1982 قامت الطغمة العسكرية الحاكمة في ميانمار باستثناء الروهينجا من قائمة تزيد على 130 مجموعة عرقية معترفًا بها رسميًّا في البلاد، معتبرة إياهم بمثابة مهاجرين غير قانونيين من بنجلاديش، مما ترك الروهينجا فعليًّا بلا دولة، كما زادت وقائع سوء المعاملة ضدهم.

وعادت المجلة بالأذهان إلى عامي 1991 و1992 حيث عبر نحو 600 ألف روهينجي الحدود هربًا من اضطهاد الجيش لهم، ورأت "الإيكونوميست" أن موجة الهرب الراهنة للروهينجا تحدث بوتيرة أكثر سرعة، بمعدل 120 ألف شخص يعبرون الحدود أسبوعيًّا.

وأبرزت المجلة إفادات عن منظمات الإغاثة بأنها مرتبكة ولا تستطيع تقديم ما يكفي من الغذاء والماء والمأوى، وإذا كان ثمّة أزمات لاجئين أخرى بخلاف روهينجا ميانمار فقد تضمنت أعدادًا أكبر غير أن تلك الأزمات جاءت على وتيرة أكثر بطئا من وتيرة الروهينجا.

وأضافت "الإيكونوميست" أن معدلات خروج الروهينجا الراهنة من ميانمار تأتي بوتيرة أسرع حتى من نظيرتها من رواندا عام 1994، حيث نزح 3. 2 مليون نسمة (أكثر من ثلث السكان) من البلاد، حيث كانت أعلى معدلات الخروج في رواندا خلال الفترة بين شهري أبريل وأغسطس 1994 بمعدل 111 ألف شخص أسبوعيًّا.
 

    الاكثر قراءة