كتب : محمد جمال كساب
الحب، الفقر، الحرية، الديكتاتورية، حلم التغيير، الأمل في مستقبل أفضل.. قضايا متنوعة قدمت برؤية فلسفية وجودية تناولتها مسرحية «طائر» تأليف محمود جمال، إخراج عمر حسين التي افتتحت الدورة 26 لمهرجان نوادي المسرح الأسبوع الماضي بمسرح السامر.
تدور الأحداث حول «طائر» الشاب الذي يولد أخرس تعلمه أمه قبل رحيلها الحب والخير والعطف علي الناس ومساعدتهم وبعد موتها يواجه مشاكل في تعامله معهم بسبب نفوسهم الضعيفة وظروفهم الاقتصادية الصعبة، الفقر المدقع الذي يعانون منه بسبب الكسل والتراخي عن العمل وفرض الضرائب الباهظة عليهم من خلال حاكم المدينة ويأتي «طائر» ليمثل لهم حلم الثورة والتغيير في حياتهم ويعلمهم الحب والخير والعمل وتتحسن أحوالهم بعدما وجدوا فيه المنقذ والملاك الذي يساعدهم علي التصدي للشرطي ممثل السلطة ويرفضون دفع الضرائب ويطالبون بحقوقهم في لحظة حاسمة قوية عكست وحدتهم ثم يبدأ حلمهم في الانهيار عندما يبدأ كل واحد منهم في البحث عن مصالحه الشخصية لينتهي الوضع إلي طرده من البلدة وتعود حياتهم إلي البداية ويفقد طائر حبيبته التي ترفض تركه للبلدة.
قدم المخرج رؤية بسيطة جيدة تحمل الدلالات المتعددة في طرحها الدرامي مرتكزاً علي المنهج الواقعي الرمزي في حركة موجية تناغمت مع السينوغرافيا والديكور التجريدي لمجموعة من الدكاكين الموزعة في فضاء المسرح بلونها البني امتزج مع الاضاءة الصفراء والحمراء الباهتة لتعبر عن حالة البؤس.. والزرقاء والبيضاء الدالة علي الحلم والتغيير.. والملابس السوداء والصفراء المصنوعة من الخيش لأهالي البلدة الفقراء وارتدي «طائر» اللون الأبيض رمز الطهر والبراءة التي تناقضت مع رداء الشرطي الأحمر وعصاه السوداء رمز الصولجان للتعبير عن الدموية وزي الشيطان الأسود بقناعه المخيف.
تميز الممثلون بتقديم أداء معبر بإحساس صادق برز منهم «طائر» الذي برع في التعبير عن الشخصية بالإيماءة والحركة دون أن يلفظ بكلمة واحدة والعجوز بسلاسة أدائه وحسه الكوميدي.
فيما واجهت المسرحية بعض العيوب منها طول المدة الزمنية «ساعة ونصف» بسبب كثرة التكرار في المشاهد والأحداث الفرعية وكانت في حاجة للتكثيف، وعدم مناسبة اللغة الفصحي للتناول في ظل الأخطاء اللغوية الجسيمة التي ارتكبها الممثلون وعدم قدرتهم علي الانتقال بأدائهم للتعبير عن اللحظات الدرامية خاصة مع مقاومة الشرطي وفقدانهم أمل التغيير .