الخميس 2 مايو 2024

إيليا أبو ماضي يرثي جرجى زيدان

24-9-2017 | 14:07

ثكل الشرق فتاه

ليتنى كنت أصما

قد نعى الناعون

وإلى التاريخ والعلم

سرى نعيه فى الدمع فى كل

محجر

وللطير فى أجنان إرنان ثاكل

وللنجم، وهو النجم، مشية

ظا لع

وما كاهن فيه الأسى غير

كامن

وهى “البرق” مما حملوه فلم

يطق

فيا خبرا ألقى الفجيعة بيننا

ويا ناقل الأنباء يجهل كنهها

أقام الأسى بين العزاء ومهجتى

فأمسيت لا أدرى أستر من

الدجى

وبات فؤادى يتقى نزواته

كأن بقلبى شاعرا ينظم الأسى

ألا ليت شعرى بعدما طار نعيه

وهل فى سماء النيل غير

دياجر

وهل فى ضفاف النيل بن

نخليه

بم سمر الإخوان فى كل ليلة

ليبك عليه المسلمون فإنهم

وتبك النصارى فخرها

و عميد ها

فما جادت الدنيا عليهم بمثله

أيا جبل العلم الذى ماد هاويا

عليك يود الغرب لو كان مشرقا

ويغبط تبر الأرض فيك ترابها

وما عادة خفض الرجال

رؤوسها

لتفخر على الشهب والحصى

شأوت الأوالى جامعا ومؤلفا

تخير أحداث الليالى كبارنا

ونضحك للآمال ضحكة وامق

رضينا بأن الغزاة بلادنا

لها كل يوم حكم جائر

على أنها من غير مذنب

فيا ويح هذا الشوق كيف

اغتباطه

جلل فى مصر لكن

ماد لبنان وماد

كاد أن يخذل فيه

أيها الراحل عنا

قد بكاك الأفق حتى

يا خليلى أعينا

خانت النفس قواها

قد مضى من تتمنى

فتمنى كل قبر

مات “زيدان”

ليتنى كنت فداه

عندما الناعى نعاه

زيدانا “ إلى البدر سناه

أباه وأخاه!

كأن قلوب الناس خلف المحاجر

وللماء أنت الغريب المسافر

ولأرض، وهى الأرض، وقفة

حا ئر

ولا ظاهر فيه الأسى غير

ظاهر

يحدثنا عنه بغير الأشائر

لأنت علينا اليوم أشأم طائر

كرهناك حتى قادما بالبشائر

وباعد ما بن القريض

و خا طر ى

على الشمس أم ضيعت أسود

ناظرى

كما يتقى العصفور بأس

الكواسر

كأنى مدمعى كل ناثر

أفى أرض مصر نائم غير

ساهر

وهل فى مياه النيل غير

مجا مر

مغردة أو آنس غير نافر

وصاحبهم فى اللحد غير

مسا مر

أضاعوا به محبى العصور

الدوائر

فما بعده من حجة لمفاخر

وغير يسير أن تجود بآخر

عزيز علينا أن ترى فى الحفائر

وفيك يحب الحى أهل المقابر

ويحسد ماء الجفن ماء المحابر

ولكنما فى الأرض كنز الجواهر

ففيها هال العلم شمس

المحاضر

وزدت بأن أحرزت فضل

الأواخر

كأن المنايا صبة بالأكابر

فيضحك منا الدهر ضحكة

سا خر

ونمنا وما نامت عيون المعاشر

وإقدام موتور وفتكة ثائر

وتأخذ بالأوتار من غير واتر

وأمضى مواضيه مليل

ا لأ ظا فر ؟

فى العراقين صداه

الشام لما سمعاه

كل طود منكباه

بلغ الحزن مداه

فرقداه وسهاه

من عصاه مسعداه

خانت البين قواه

كل عين أن تراه

حين أودى لو حواه

أبوالتاريخ فليحى فتاه!

    Dr.Randa
    Dr.Radwa