كتبت ـ دعاء رفعت
عقد إيجار لقطعة أرض في حي "تلبيوت" بالقدس تقوم إسرائيل بتأجيرها إلى الولايات المتحدة لمدة 99 عاما مقابل دولار واحد في العام، هذا هو المكان الذي سوف يختاره "ترامب" مقرا للسفارة الأمريكية الجديدة في القدس، طبقا لما جاء في مقال "رفائيل أهرين"، المحلل الإسرائيلي والصحفي بصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
على جانب آخر ذكر "أهرين" في مقاله أن منذ الثمانينيات يصرح عدد من الفلسطينيين بملكيتهم لقطعة الأرض والتي تقدر مساحتها بـ31,250 متر مربع، والتي يعود تاريخها إلى فترة الانتداب البريطاني، حيث كانت تسمى بـ"ثكنات ألنبي" على اسم الجنرال البريطاني "إدموند ألنبي" الذي كان يشرف على قاعدة عسكرية في المنطقة آنذاك، الأمر الذي رفضه الباحث الفلسطيني "وليد الخالدي" في مقال له عام 2000، حيث أكد أن قطعة الأرض هذه ملك لفلسطينيين لاجئين، وأن هذا الموقع هو جزء من الوقف الإسلامي.
بالرغم من إجابة "أهرين" عن سؤال: إلى أين سيتم نقل السفارة, فإن السؤال الذي سيظل مطروحا على الساحة وبقوة: هل سيفى الرئيس الأمريكي المنتخب "دونالد ترامب"، كما وعد أثناء حملته الانتخابية بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس في خطوة للاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل، ضاربا عرض الحائط بالقانون الدولي والذي يعتبر القدس مدينة محتلة، وعليه فإن عددا كبيرا من الدول الكبرى تقيم سفاراتها في "تل أبيب".
سبق ووعد كل الرؤساء الأمريكان من خلال حملاتهم الانتخابية بنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس وتمرير قانون "سفارة القدس" عام 1995 والذي يسمح بنقل السفارة والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل إلا أن القانون أتاح للرئيس تأجيل التنفيذ في حال المساس بالأمن القومي لبلاده، وقد أجل بالفعل تنفيذ القانون ثلاثة رؤساء، هم: "بيل كلينتون وجورج دبليو بوش وباراك أوباما" إلا أن "ترامب" اتخذ خطوات مهمة ربما تدل على نيته في تنفيذ ما وعد به، أهمهما تعيين "ديفيد فريدمان" 57 عاما مستشاره وصديقه الشخصي بمنصب السفير الأمريكي لدى إسرائيل والمعروف بتأييده للمستوطنات، فهو شخص يميني متحيز لدولة إسرائيل وله موقف إيجابي لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس فقد علق "فريدمان" على خبر تعيينه قائلا: "أتطلع إلى استلام منصبي في السفارة الأمريكية في القدس عاصمة إسرائيل الأبدية", هذا إلى جانب اعتراض "ترامب" الشديد على قرار مجلس الأمن الذي أدان المستوطنات ومهاجمة الأمم المتحدة بشكل صريح ووعده بتغيير سياساتها بعد توليه منصبه، ومن المعروف أن الجهود الدولية المبذولة لعدم ضم "القدس" لإسرائيل، هي في أغلبها جهود أممية.
كما حذر "صائب عريقات"، رئيس لجنة المفاوضات الفلسطينية، من تنفيذ النقل للسفارة الأمريكية إلى القدس قائلا: "إن أمرا كهذا مخالف للقانون الدولي، وسوف يضر عملية المفاوضات بين الجانبين , بينما رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" بتعيين "فريدمان" في هذا المنصب المنصب، الخطوة التي اعتبرها البعض خطوة كبيرة للسفارة الأمريكية إلى القدس، والتي قد تجعل من "نتنياهو" رئيسا للوزراء إلى الأبد.