الخميس 31 يوليو 2025

نصف قرن على إنتاج «the dirty dozen» «دستة أشرار» من أجمل الأفلام الحربية فى التاريخ

  • 24-9-2017 | 20:39

طباعة

بقلم –  سامح فتحى

يصادف هذا العام ذكرى مرور ٥٠ سنة على إنتاج الفيلم الأمريكى المميز «The Dirty Dozen» أو «دستة أشرار»، والذى تم إنتاجه عام ١٩٦٧ من إخراج روبرت ألدريتش، ومن إنتاج كينيث هيمان، وسيناريو نونالى جونسون، ولوكاس هيلر، عن الرواية التى كتبها إم ناثانسون، وموسيقى فرانك دى فول، وتصويـر إدوارد سكايف، وبطولة لى مارفن، وإرنست بورجنين، وتشارلز برونسون، وجيم براون، وجون كاسافيتس، وروبرت ريان، وتالى سافالاس، وبن كاروثرز. ويحمل الفيلم رقم تسعة فى قائمة مجلة «إمباير» السينمائية لأفضل ٥٠ فيلما حربيا فى التاريخ.

وفى عام ٢٠٠١ وضع معهد الفيلم الأمريكى هذا الفيلم على رقم ٦٥ ضمن أفضل مائة فيلم فى القرن الماضى، وهذا الفيلم له ذكرى خاصة معى سواء من ناحية الفيلم أو أفيشه، فقد كان هو الفيلم الأجنبى الأول الذى رأيته فى مقتبل عمرى، وبهرنى وجعلنى أعشق السينما واتخذها هواية ثم احتراف بعد ذلك، كما جعلنى أفيش الفيلم أغوص فى عالم الأفيشات وأتعلق بذلك العالم تعلقا كبيرا تجلى ذلك فى إخراجى كتابين عن الأفيش وأهميته. وكان السبب الأساس فى انبهارى بالعمل هو الطاقة التمثيلية العالية لنجوم العمل الذى ضم كوكبة من العملاقة صاروا بعد ذلك أبطالا كبارا، كل منهم يقوم ببطولة فيلم ناجح خاص به.

تدور حوادث العمل فى عام ١٩٤٤ فى بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية، حيث يتم استدعاء الرائد الأمريكى ريزمان «لى مارفن» إلى منطقة الاتصالات المتقدمة الخاصة بالجيش الأمريكى والموجودة ببريطانيا، ويقودها اللواء سام وردن «إرنست بورجنين» الذى يُعلِم الرائد ريزمان بأن قيادته بالجيش الأمريكى قد كلفته (أى ريزمان) بمهمة خلف خطوط العدو فى فرنسا المحتلة وقتها من الألمان، حيث يوجد قصر ضخم أشبه ما يكون بالقلعة المحصنة التى يتخذ منها كثير من القادة الألمان مقرا للمؤتمرات، وللترويح عن النفس، وقضاء وقت ممتع مع بعض المحظيات أو العشيقات، وكان الهدف من المهمة قتل أكبر عدد ممكن من القادة الألمان، وذلك بالطبع سيؤثر فى قوة وكفاءة الجيش الألمانى؛ مما يسهل هزيمته فى اليوم المحدد للهجوم عليه. والرائد ريزمان رغم كفاءته العسكرية إلا أن ملفه ملىء بالعقوبات والتنقلات، وقد اشتهر بعدم الانضباط، ويسعى لنقله لكن ذلك النقل يتوقف على نجاحه فى المهمة الموكلة إليه، وهى اختيار ١٢ سجينا من السجناء العسكريين المحكوم عليهم بالإعدام أو المؤبد فى جرائم قتل أو اغتصاب أو غيرها، وتدريبهم تدريبا جيدا، وجعلهم من نوعية الكوماندوز لاقتحام الهدف وتنفيذ المطلوب، وبعد النجاح سيحصل من بقى منهم على قيد الحياة على عفو عن جرائمه ويخرج من السجن.

ويقبل ريزمان المهمة، ويتجه للسجن الحربى، ويختار ١٢ من عتاة المجرمين، وهم فرانكو «جون كاسافيتس» وعقوبته الإعدام، وفلاديك «توم بوسبي» وعقوبته الأشغال الشاقة المؤبدة، وجيفرسون «جيم براون» وعقوبته الإعدام، وبينكلى «دونالد سوثيرلاند» وعقوبته الأشغال الشاقة المؤبدة، وجيلبين «بن كاروثرز» وعقوبته الأشغال الشاقة المؤبدة، وبوسى «كلينت ووكر» وعقوبته الإعدام، وولاديسلاو «تشارلز برونسون» وعقوبته الإعدام، وسوير «كولين ميتلاند» وعقوبته٢٠ عاما من الأشغال الشاقة، وليفر «ستيوارت كوبر» وعقوبته٢٠ عاما من الأشغال الشاقة، وبرافوس «آل مانسيني» وعقوبته٢٠ عاما من الأشغال الشاقة، وجيمينيز»ترينى لوبيز» وعقوبته٢٠ عاما من الأشغال الشاقة، وماجوت «تيلى سافالاس» وعقوبته الإعدام. ويبدأ تدريبهم بجدية ومعه العريف باورن «ريتشارد جيكيل»، ويجعلهم يشيدون أماكن معيشتهم، ثم يصطحبهم لتلقى جزء من التدريب على القفز بالمظلات، حيث إنهم سيهبطون بالمظلات على منطقة القلعة المحصنة، وذلك التدريب يكون لدى العقيد بريد «روبرت ريان» الذى يكره ريزمان ويبادله ريزمان الشعور، ويزداد ذلك الشعور لدى بريد عندما يسخر منه ريزمان ويدعى أن معه لواء من الجيش، ويجعل من جندى بسيط هو بينكلى يقوم بدور اللواء، ويكتشف بريد الخدعة فيغضب، ولا يطلعه ريزمان على مهمته.

ويحاول بريد أن يكتشف المهمة فيفشل، بل يصل الأمر إلى أنه يهاجم رجال ريزمان فى معسكرهم، لكن ريزمان يستطيع مع رجاله أن يرجعه مهزوما، فيحاول بريد أن يقنع اللواء وردن بفشل رجال ريزمان، وأنه تجاوز سلطاته، خاصة عندما أحضر بعض النسوة الساقطات لرجاله كمكافأة لهم على إنهاء تدريبهم، لكن ريزمان يدافع ببسالة عن رجاله، ويطلب فرصة لإثبات مقدرة رجاله، فيقترح الرائد أرمبروستر «جورج كينيدي» الذى كان مقربا نفسيا من ريزمان أن يشارك رجال ريزمان فى مناورة عسكرية يشارك فيها بريد ورجاله، وإن أفلح رجال ريزمان فى الاستيلاء على مقر بريد يكونون قد أثبتوا أنفسهم، ويستحقون فرصة القيام بالمهمة، فيوافق اللواء وردن والعقيد بريد على ذلك، وخلال المناورات يستخدم رجال ريزمان تكتيكات غير تقليدية مختلفة، بما فى ذلك السرقة، وانتحال الهوية، وكسر القواعد، من أجل التسلل إلى مقر بريد والقبض عليه تحت تهديد السلاح، وينجحون فى ذلك، فيوافق اللواء وردن على استكمال مهمتهم.

ويُحفِّظهم ريزمان مهمتهم تماما، وينجحون فى الوصول للقلعة بالمظلات بعد موت أحدهم فى أثناء سقوطه، ويتسلل ريزمان ولاديسلاو إلى القلعة فى زى ضباط ألمان، فى حين يتسلل جيفرسون وماجوت إلى الطابق العلوى من المبنى، وقد أقام الآخرون فى مواقع مختلفة حول القلعة. ويضطر جيفرسون لقتل ماجوت الذى أصيب بلوثة وقتل عشيقة أحد الألمان، وظل يطلق النار بعشوائية حتى تنبه الألمان فتحصنوا فى داخل حصن أسفل القلعة، واستطاع رجال ريزمان قتل الكثير من حرس القلعة، وأنزلوا القنابل فى فتحات التهوية الموجود بها الألمان، ثم فجرها جيفرسون الذى قُتل فى أثناء هروبه، ولم يبق من الرجال سوى ريزمان ولاديسلاو والعريف باورن، وعاد لاديسلاو لمكانته بالجيش، واعتُبر الموتى أنهم قد فقدوا حياتهم فى أداء الواجب.

ويعد هذا الفيلم بحق من أهم الأفلام فى تاريخ السينما الحربية، فقد جمع كوكبة متميزة من عظماء التمثيل مع مخرج رائع، وسيناريو شديد الترابط، وديكورات عملاقة، وتصوير أخاذ، وقد تمكن المخرج الرائع من مزج الجو العام للعمل بين أفلام الويسترن التى تتميز بالإثارة، وتعتمد على القوة البشرية، والشجاعة المفرطة، والبطولة الفردية، وبين الأفلام الحربية التى تعتمد على السلاح العسكرى، والخطط المحكمة، والتحركات العسكرية المحددة، والانضباط. وكان الحضور الطاغى من فريق التمثيل الأساسى والداعم أساس تميز العمل، فتجد قدرة لى مارفن الفائقة فى قيادة ذلك الفريق الضخم بتمكن وتمثيلية مميزة، ظهرت من خلال تحركاته وخطواته ونظرات عينيه، فلا يستطيع أحد أن يشكك فى أنه قائد بالفعل، وقد تكون مدة خدمته بالجيش الأمريكى أفادته فى إجادة ذلك الدور بهذه العبقرية، كما أفادت بعض الممثلين الآخرين الذين التحقوا بالجيش الأمريكى بالفعل فصاروا من قدامى المحاربين فى الحرب العالمية الثانية.

فلى مارفين، وروبرت ويبر، وروبرت ريان كانوا فى سلاح مشاة البحرية الأمريكية، وتلى سافالاس خدم بالجيش الأمريكى، وتشارلز برونسون خدم بالقوات الجوية للجيش، وإرنست بورجنين وكلينت ووكر خدما بالبحرية الأمريكية. وقد تمكن «جون كاسفيتاس» بخفة دمه وشراسة طباعه من أن يؤدى دورا من أبرع أدواره كاد أن ينال عليه الأوسكار وكان يستحقها عن جدارة. وكان»تشارلز برونسون» قوى الشكيمة الهادئ كالعادة فى دور مرسوم له خصيصاً، كما أدى دونالد سوزرلاند، الذى لم يكن معروفا وقتها، دوره بقدرة تمثيلية فائقة وكوميديا ناعمة. كما تمكن تيلى سافالاس من أداء دور مركب يحتاج إلى جهد ضخم وقدرة فنية عالية، حيث يحمل نوعية المريض النفسى الذى لا يبدو عليه ذلك المرض مطلقا، لكنه يتمكن منه فى أوقات عصيبة، وقد رشح الفيلم لجائزة الأوسكار لأفضل مؤثرات ومؤثرات سمعية وفاز بها «جون بوينر». وفاز المونتير «مايكل ليوسيانو» بجائزة مونتيرى السينما الأمريكية لأفضل مونتاج، ورشح الممثل «جون كاسفيتاس» لجائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد، ورشح الفيلم لجائزتى الأوسكار لأفضل مونتاج وصوت، ورشح الممثل جون كاسفيتاس لجائزة الجولدن جلوب عن دوره. ورشح المخرج «روبرت ألدريتش» لجائزة DGA لأفضل مخرج، وقد حقق الفيلم نجاحا تجاريا هائلا وكان الفيلم الخامس من حيث أعلى فيلم إحصائى لعام ١٩٦٧.

    أخبار الساعة