الأربعاء 15 مايو 2024

اشتهر بـ «شفيق يا راجل».. أسرار تظهر مع ذكرى رحيل محمد نجم صانع البهجة

محمد نجم

ثقافة5-6-2023 | 17:37

همت مصطفى

تحل اليوم الذكرى الرابعة، لرحيل الفنان المبدع محمد نجم، والذي رحل عن عالمنا في 5 يونيو 2019 بعد أن ترك بصمة كبيرة في سماء الفن المصري والعربي، وكان من المتفردين الذي تركوا إرثًا فنيًا في الحركة المسرحية، خاصة، وحفروا اسمه في عالم المسرح بما قدم من الكثير من الأدوار والشخصيات الدرامية بمسرحنا، فأصبح أيقونة الكوميديا وصانعا للبهجة للجمهور.

 

 واستطاع محمد نجم بموهبته، أن يصبح أحد أشهر الممثلين في اتجاه الكوميديا، بالمسرح، في مصر والوطن العربي، واتسم بحضور لافت للجمهور وكان قادرًا على الارتجال والتميز في التنكر بشخصيات درامية عديدة وتقديم الإفيهات، وتحقيق التواصل الكبير مع الجمهور من أدائه الجسدي بحركاته الكوميدية المغايرة والمتنوعة وأدائه الساخر الذي ينتزع الضحكات من قلوب الجماهير.

الميلاد والنشأة

ولد الممثل المصري المتميز محمد نجم في 6 مارس عام 1944 بقرية الغار التابعة لمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية،

بدأ مسيرته الفنية في أوائل السبعينات بأدوار صغيرة في السينما والتليفزيون ثم حقق انطلاقته ولفت الأنظار إليه من خلال فرقة «المسرح الساخر» للفنانة القديرة نجوى سالم، وكانت أولى مسرحياته هي «موزة و3 سكاكين» التي قدمها في عام 1970،  بينما كانت  أول بطولة مسرحية له كانت بمسرحية «حاجة تلخبط» في نهاية العام نفسه أيضًا.

 

حقق محمد نجم من خلال المسرح نجاحه الكبير بعمله مع عدة فرق مسرحية، من بينها فرق: «عمر الخيام»، «الكوميدي شو»، و«المدبوليزم» للفنان القدير والمبدع عبد المنعم مدبولي الذي فجر كثيرًا من طاقاته، وتألق معه.

 

قرر محمد نجم، بعد ذلك تأسيس فرقته الخاصة والتي تحمل اسمه، وقدم من خلالها العديد من المسرحيات الناجحة، وكان ذلك بعدما حقق البطولة المطلقة والنجاح من خلال مسرحيته الأكثر شهرة بين أعماله الفنية «عش المجانين»، والتي قدم من خلالها أشهر إفيهاته المسرحية ولازمته الفنية الكوميدية «شفيق يا راجل» والتي كانت تفجر الضحكات على وجوه الجماهير، وما زالت نكررها، وتتناقلها الأجيال حتى زمننا الحالي، وعبر الوسائط ووسائل التواصل الاجتماعي.

محمد نجم وفرقته المسرحية

وتميز محمد نجم عن غيره، كثيرًا بالمسرح المصري من أبناء جيله، ونجح في بناء دار عرض خاص بفرقته أطلق عليها اسمه، ونجح في شراء دار صيفي للعرض السينمائي بمنطقة الدقي واتخاذها مقرا لفرقته، وحولها سريعا لدار عرض مسرحي لتقديم عروضه - وبعض العروض لفرق أخرى أحيانا، افتتح «نجم» المسرح في ديسمبر عام 1982 بمسرحيته الشهيرة «الواد النمس» من تأليف مجدي الإبياري وإخراج عبد المنعم مدبولي وبطولته مع هياتم، زين العشماوي، وعلي الشريف.

حريق كبير.. واستكمال الرحلة بشهرة كبيرة

تعرض مسرح محمد نجم بعد عدة سنوات لحريق كبير في أبريل عام 1986 التهم خشبة المسرح وأيضًا غرف الكواليس، واحترقت ديكورات وملابس مسرحية «القشاش»، ولكن استطاع وإرادته خلال فصل الصيف إجراء الإصلاحات الشاملة لإزالة آثار الحريق، وبالفعل استأنف المسرح نشاطه في نهاية السنة، نفسها، بمسرحية «الخوافين» من تأليف ماهر ميلاد وإخراج عبد الغني زكي، واستمر المسرح يعمل بانتظام وحقق شهرة كبيرة .

 قدم محمد نجم من خلال فرقته نحو ما يقرب من 20 عرضًا مسرحيًا، إضافة إلى العروض التي شارك في إنتاجها مع بعض الجهات الإنتاجية الأخرى، هذا وكان أفضل فترات تألقه، وتألق فرقته فنيا وجماهيريا، في الثمانينات والنصف الأول من تسعينيات القرن العشرين.

 

و قدم هذه الفترة المسرحيات الكوميدية المتميزة و الجماهيرية منها: «طار فوق عش المجرمين»، «أنا أجدع منه»، «الواد النمس»، «دول عصابة يا بابا»، «إعقل يا مجنون»، «البلدوزر»، «الخوافين»، «أصل وخمسة»، «عبده يتحدى رامبو»، «الكدابين قوي»، «أولاد دراكولا»، «منور يا باشا».

 نجاحًا جماهيريًا كبيرًا في العالم العربي والغربي

حقق محمد نجم نجاحًا جماهيريًا كبيرًا بفرقته، وبأعماله المسرحية أصبحت مصر خلال فترة الثمانينات، بالقرن الماضي، قبلة السائحين العرب يتوافدون على مسرحه دوما ويتسابقون على حضور مسرحياته، ولذلك نظم «نجم» عدة جولات فنية خارجية بعروضه المتعددة ببعض الدول العربية الشقيقة ومن بينها: سوريا، لبنان، السعودية، دول الخليج، وقامت الفرقة أيضا بتقديم عدد من مسرحياتها للجاليات العربية ببعض الولايات الأمريكية وكندا وكذلك ببعض الدول الأوربية ومن بينها الدنمارك .

تمثلت المسرحيات التي قدمها محمد نجم للمسرح المصري في علامات مميزة بالمسرح المصري وخاصة المسرح الخاص والتي تتمثل فيما يلي:

شارك بفرق الدولة.. المسرح الكوميدي في مسرحية النمر 2007، و بفرق القطاع الخاص قدم محمد نجم مع «المسرح الساخر (نجوى سالم):عرض «موزة وثلاث سكاكين»،«حاجة تخبط 1970،«صاحبة العصمة» 1972، «صديقي اللص»، «ممنوع لأقل من 30» سنة 1973ومع المسرح الفكاهي (أنور عبد الله): «شورت ساخن جدا» 1971،

 

 ومع المسرح الجديد، شارك في «سندريلا والمداح» 1973، ومع فرقة «عمر الخيام» شارك في «إنهم يقتلون الحمير»، «لعبة اسمها الحب»  في عام 1974،  وقدم مسرحية «الدنيا مزيكة» 1976 ومع فرقة الكوميدي شو  ،فيما شارك مع  فرقة «المدبوليزم» في مسرحيتي «حمار ما شالش حاجة» 1977، «مولود في الوقت الضائع» 1978.

 

ومع فرقته قدم «نجم» العديد من المسرحيات المتميزة في رحلته ومنها:«طار فوق عش المجرمين »1981،«أنا أجدع منه» 1982، «الواد النمس»  1983،«دول عصابة يا بابا»، «إعقل يا مجنون» 1984، «البلدوزر» 1986، «الخوافين»، «أصل وخمسة» 1987، «عبده يتحدى رامبو» 1989، «الكدابين قوي» 1990، «أولاد دراكولا» 1992، «منور يا باشا» 1994، «واد عفريت» 1998، «أي أند يو هنجننوه» 2000 ، «عيطة عامل زيطة» 2005، «الأستاذ بطة» 2009، «دوحة وحلمبوحة» 2010 ، «عفيفي بقى فيفي» 2011 ، «البريمو» 2015 ، «الأونطجي» 2016 .

 

ومع فرقة «النسور» (ممدوح يوسف) شارك محمد نجم في مسرحية «واحد لمون والثاني مجنون»1995، ومع فرقة«عصام الحوت» شارك في مسرحية «دربكة همبكة» 1998، ومع فرقة «مينوش» (مدحت الشريف) شارك في «الواد ضبش عامل لبش» 1999 ، ومع فرقة «السارة للإنتاج الفني» شارك في «سلم وبعدين نتكلم» 2002.

المسرحيات المصورة في رحلة محمد نجم

وشارك محمد نجم في مجموعة من «المسرحيات المصورة» التي أنتجت خصيصًا للعرض التليفزيوني ومن بينها: «دليل الرجل المتزوج»، «سيرك البلياتشو»، «غبي في الفضاء»، «بنسيون الأحلام» 1970 .

وفي عام 1977 شارك في «أنا نسيت اسمي» (نسيت نفسي)، «حماتي والمنديل»، «غبي في الفضاء » وفي 1978 شارك في  «صاحبة الملاليم»، «حسنين يعيش مرتين» ، وقدم «زوجة واحدة تكفي» 1979 ، وشارك في  « في بيتنا مجنون»، أغرب زواج في العالم »  1981 ، «إديني عقلك» بعام 1983، «حاسب من الستات»  في 1995، «كحيون ربح المليون » في 2002 ، «رابطة المشجعين»  في 2004 ، «مطلوب غبي فورا » في 2015، «فتحية بيه»  في 2018 ،  وذلك بإضافة إلى بعض المسرحيات التي قدمت ببعض الدول العربية ومن بينها: «عفريت في الاكاديمية»، «نجوم سوبر ستار»، «زغلول على المحمول».

محمد نجم مؤلفًا ومخرجًا مسرحيًا 

وتميز الفنان محمد نجم خلال مشاركاته المسرحية الكثيرة، بمجالي التأليف والإخراج، فساهم في المسرح المصري بإخراج خمس مسرحيات هي: «المشاغب»، «عيطة عامل زيطة»، «الأستاذ بطة»، «دوحة وحلمبوحة»، «عفيفي بقى فيفي»، وقام بتأليف مسرحية «الأستاذ بطة»، وشارك كل من المؤلف طارق عبد الجليل في تأليف مسرحية «الكدابين قوي»، والمؤلف عزت آدم في تأليف مسرحية «واد عفريت».

 حصاد الرحلة والتكريمات 

حصل محمد نجم على العديد من التكريمات والجوائز والأوسمة وشهادات التقدير المحلية والدولية، وبرغم حصوله على بعض الجوائز عن أدواره الثانوية بالسينما، وقيام بعض الجهات بتكريمه لكنه لم يحظ بما يستحق من تكريم تقدير لإسهاماته المهمة والكثيرة والمتنوعة في المسرح، وقد ظل طوال مسيرته الفنية فخورًا بحب الجماهير له الذي يعد له وللمسرح أهم مظاهر التكريم.

 محمد نجم .. المتميز والمتفرد

الفنان محمد نجم .. صانع البهجة


الفنان محمد نجم .. صانع البهجة