"بنشحت عشان نعرف ناكل، وعم عيالي مقتدر ورافض يدينا أي جنيه"، بدموع وعدم ثبات وقفت بائعة الخبز الثلاثينية تبكي أمام قاضي المنازعات داخل محكمة الأسرة بالخليفة، وهي تطالب بنفقة خاصة لأطفالها من عمهم، بعد أن امتدت يدها لأهل الخير كي يساعدوها بإطعام توأمها ذات العشر سنوات. البداية كانت عندما تزوجت الأم من زوجها منذ ما يقرب من عشر سنوات، لتستمر الحياة في هدوء رغم صعوبة المعيشة والقروش القليلة التي تدرها من دخل زوجها، «من خمس سنين جوزي اتوفى، كنت لسه صغيرة وعندي 28 سنة، ومعايا توأم حسن وحسان النهارده كملوا 10 سنين، والقروش القليلة اللس كنت بصرف بيها على عيالي ضاعت ومبقتش لقياها، نزلت واشتغلت عشان إقدر أصرف على عيالي، بس حصلت لي حادثة ومش قادرة أشتغل على عيالي والفلوس اللي بتيجي من أهل الخير مش مكفية حتى الأكل».
وأشارت الزوجة «ج.ر» في تصريحات خاصة لبوابة دار الهلال: « في ويم كنت راجعة من الشغل، عربية خبطتني والشخص اللي فيها جري، عندي عجز تام ومش قادرة أصرف على عيالي، وبعت كل عفش الشقة، ومش ناقص غير السرير اللي عيالي بيناموا عليه، ومبقاش فيه نفقة ولا شغل»، لتتابع الزوجة أن عم الأولاد مقتدر ماليا، وحاولت كثيرا وبكل السبل الودية أن يدفع نفقه لأولاد أخوه وأرملته لكن بلا جدوى.
قررت الزوجة التوجه إلى محكمة أسرة الخليفة، لرفع نفقة أقارب على العم، لصالح الأم وأطفالها، وتم إلزامه من قبل القضاء بدفع مبلغ 1000 جنيه شهريا، ولكن العند ساقه إلى أن يترك الحي بأكمله، ولم يتم العثور على عنوان له حتىنالآن، ولا تزال الأم وأطفالها يعيشوا على مساعدات أهل الخير.
ومن جانبه أكد المستشار أيمن محفوظ، الخبير القانوني، أنه يجوز رفع دعوى نفقة أقارب أمام محكمة الأسرة، في حالة إن كان للعم أو القريب رأس مال، والصغار ليس لهم مال ينفقون منه، أو أن الأب غائب.
وتابع الخبير القانوني، أن القاضي في تلك الحالة يحكم على القريب بإلزامه بنفقه لهم، كما يجوز للأم أن ترفع نفس الدعوى على نجلها أو ابنتها حال عدم وجود مال لها، مشيرا إلى أن القانون يسمح برفع دعوى بالإجراءات العادية لطلب نفقه من القريب، طالما لايكون للطالب أي مال ينفق منه.