الجمعة 19 ابريل 2024

ثورة 30 يونيو والآثار


د. حسين عبد البصير مدير متحف الآثار- مكتبة الإسكندرية

مقالات8-6-2023 | 22:11

د. حسين عبد البصير

يعد مشروع المتحف المصرى الكبير أعظم مشروع ثقافى وأثرى وفنى ومتحفى فى العالم؛ فهو مشروع مصر القومى فى القرن الحادى والعشرين

تم نقل المومياوات الملكية فى موكب عالمى إلى المتحف القومى للحضارة المصرية، وشهد العالم كله لمصر وقيادتها السياسية بالتفرد والتميز والتقدم والتحضر

نجحت مصر بالتنسيق بين وزارتى الآثار والخارجية وجهات عديدة فى الدولة المصرية، فى استعادة آثار مصرية كثيرة والتى تمت سرقتها وتهريبها إلى الخارج، من عدد كبير من دول العالم

 

اهتمت ثورة 30 يونيو والجمهورية الجديدة في عهد فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى اهتمامًا غير مسبوق. ويؤكد هذا الاهتمام الرئاسى على الحس الحضارى العميق والنظرة المستقبلية للسيد الرئيس. ويأتى هذا الاهتمام الرئاسي من منطلق حرص وإدراك السيد الرئيس لأهمية الآثار كأحد أهم عناصر الثقافة والقوة الناعمة والسياحة، التى تمثل أحد أهم العوامل التى يتركز عليها الاقتصاد المصرى منذ سنوات عدة. وفى عهد السيد الرئيس تم تحقيق إنجازات كبرى عدة في مجال الآثار، فضلاً عن الدعم السياسى والمادى غير مسبوق لها حين خصصت الدولة مبلغ مليار ومائتى وسبعين مليون جنيه لتمويل المشروعات الأثرية الكبرى. 

الافتتاحات

قام السيد الرئيس بإعادة افتتاح متحف الفن الإسلامى، ومتحف سوهاج القومى، والجامع الأزهر بعد ترميمه، ومتحف مطروح. وتم افتتاح متحف ملوى، وعدد كبير من المقابر الأثرية من عصور مختلفة بمناطق الآثار، ومدينة القصر الإسلامية بالواحات الداخلة، وإعادة افتتاح متحف التماسيح بكوم إمبو، والمرحلة الأخيرة من مشروع شارع المعز، ومتحف السويس القومي، ومتحف طنطا، ومتحف الغردقة، والكنيسة المعلقة، ومتحف المجوهرات الملكية، والجبانة الفاطمية بأسوان، ومشروع ترميم تمثال أمنحتب الثالث بالأقصر، والمرحلة الأولى من تطوير المتحف المصرى، والمتحف المكشوف بمسلة المطرية، وضريح سيدى علي زين العابدين، ومتحف آثار تل بسطا، ومسجد زغلول برشيد، ومسجد العباسى ببورسعيد، ومسجد أنجا هانم بالإسكندرية، ومسجد تطندي بسيوة، ومتحف كهف رومل، ومكتبة دير سانت كاترين، وفسيفساء كنيسة التجلي بالدير، وقاعة آثار يويا وثويا بالمتحف المصرى، ومتحف الصيد بمتحف قصر المنيل، وسور القاهرة الشرقى، وقبة طراباي الشريفى، وتطوير متحف النسيج وشارع الجمالية، وإقامة تمثال رمسيس الثاني بمعبد الأقصر، وترميم الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، وإقامة مسلتين بالعاصمة الإدارية الجديدة، والانتهاء من ترميم مقابر الورديان، وترميم وإقامة تمثال رمسيس الثانى بأخميم، واستكمال واجهة معبد الأقصر، وافتتاح هرم اللاهون، ونقل تابوت توت عنخ آمون للمتحف المصرى الكبير، وافتتاح المعبد اليهودى بالإسكندرية. وتم افتتاح عدد كبير من المشروعات مثل متاحف المركبات الملكية والعاصمة الإدارية الجديدة وشرم الشيخ ومتحف كفر الشيخ وغيرها الكثير. 

زيارة واهتمام الرئيس بالمتحف المصري الكبير مشروع القرن الثقافى

أوشك مشروع المتحف المصرى الكبير على الافتتاح للجمهور المصرى والعربى والعالمى. ومن خلال المتابعة الدقيقة، يتابع السيد الرئيس مشروع المتحف المصرى الكبير باستمرار. يعد مشروع المتحف المصرى الكبير أعظم مشروع ثقافى وأثرى وفنى ومتحفى فى العالم؛ فهو مشروع مصر القومى فى القرن الحادى والعشرين. وهو هدية مصر للعالم كله فى القرن الحادى والعشرين. ويؤكد على مكانة مصر كدولة عظمى ثقافيًا وأثريًا وحضاريًا، وأنها ما تزال قادرة على العطاء الحضارى بكثافة وإدهاش للجميع، وأنها تقدم للعالم الثقافة والإبداع والإبهار من خلال مشروعاتها الثقافية العملاقة. وهو ليس مشروعًا مصريًا فحسب، بل هو مشروع عالمى؛ لأن العالم كله يتطلع إلى يوم افتتاحه؛ لأنه سوف يضم تراث مصر القديمة، الذى هو تراث عالمى يخص البشرية جمعاء. وسوف يكون هذا المتحف العظيم صرحًا ثقافيًا ومركزًا عالميًا لتواصل الحضارات والثقافات عبر العالم. وسوف يضم المتحف كنوزًا فنية فريدة وروائع الآثار المصرية القديمة منذ عصور ما قبل التاريخ إلى العصرين اليونانى والرومانى. وعدد القطع الأثرية به حوالي مائة ألف قطعة أثرية، منها خمسون ألف قطعة للعرض، وخمسون ألف قطعة للدراسة، وذلك من خلال عرض متحفى مبهر على أحدث التقنيات العالمية في مجال إقامة المتاحف والعرض المتحفى على مستوى العالم ليكون متحفًا بالمفهوم الحديث للمتاحف. وتبلغ مساحة مشروع المتحف مائة وسبعة عشر فدانًا. وقاربت تكلفته على المليار دولار أمريكى. وقد تم البدء في المرحلة الأخيرة من المشروع، والتي تتضمن بناء مبنى المتحف الرئيس وملحقاته، وسوف يتم ربط معامل ومخازن مركز الترميم بالمبنى الرئيس عبر ثلاثة أنفاق تحت الأرض. وسوف يحتوى المتحف على عدد من المتاحف النوعية منها متحف للأطفال وذوى الاحتياجات الخاصة لتربية النشء على حب الآثار والحفاظ على كنوز مصر والعالم أجمع. كما سيضم المتحف منطقة ترفيهية على مساحة كبيرة تشمل حدائق ومطاعم وخدمات وأماكن ترفيه ومرافق عامة، فضلاً عن ربط المتحف الكبير بمنطقة أهرام الجيزة عبر الممشى الأسطورى الكبير بطول حوالى كيلومتر ونصف الكيلو. ومن المتوقع أن يصل زوار المتحف إلى حوالى ثمانية ملايين سائح سنويًا.

تطوير أهرامات الجيزة

تعد منطقة أهرامات الجيزة أهم منطقة أثرية فى العالم. وتم تطويرها بشكل عالمى يليق باسم مكانة مصر الأثرية والسياحية في العالم. ويضم المشروع عددًا من العناصر المعمارية والخدمية التى سوف تساهم فى إعادة الرونق والجمال والنظام للمنطقة العالمية. 

المتحف القومى للحضارة المصرية

قام فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى بافتتاح المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط فى احتفال عالمى لفت نظر العالم كله لمصر وحضارتها الخالدة وأوضح مدى اهتمام وتقدير وحفاظ السيد الرئيس بحضارة وآثار وتاريخ مصر العظيمة. وتم نقل المومياوات الملكية فى موكب عالمى من المتحف المصرى بالتحرير إلى المتحف القومى للحضارة المصرية. وشهد العالم كله لمصر وقيادتها السياسية بالتفرد والتميز والتقدم والتحضر. وتم كذلك افتتاح قاعة العرض المركزى. وتعرض فيها مجموعة قطع أثرية منذ أقدم عصور مصر إلى عصرها الحديث. وتم نقل آثار متحف النسيج من شارع المعز للعرض في قاعة العرض المؤقت فى متحف الحضارة.  

المتحف اليونانى الرومانى

سوف تشهد الفترة القليلة القادمة إن شاء الله افتتاح المتحف اليونانى الرومانى بمدينة الإسكندرية العالمية بعد أن تمت به أعمال التطوير والترميم الشاملة للمتحف. وتشمل ترميم الواجهات الرئيسة والجدران الأثرية الداخلية، وتركيب هيكل معدني لمبنى المتحف، وتدعيم العناصر الإنشائية للدور الأرضى، واستكمال أعمال التشطيبات المعمارية للمبني الإدارى، وقاعات العرض المتحفى، وسوف يضم المتحف أكثر من ٣٠ قاعة لعرض حوالي عشرين ألف قطعة يونانية ورومانية.

متحف العاصمة الإدارية الجديدة

تم الانتهاء من هذا المتحف الجميل. ويروى تاريخ العواصم المصرية. ويتكون من قاعة أساسية تعرض آثارًا لعدد من عواصم مصر القديمة والحديثة. ويبلغ عددها تسع عواصم وهى: أربع عواصم قديمة: منف، وطيبة، وتل العمارنة، والإسكندرية، وأربع عواصم: الفسطاط، والقاهرة الفاطمية، ومصر الحديثة، والقاهرة الخديوية، ثم المستوى الذى يخص العاصمة الإدارية الجديدة. وتُعرض في هذه القاعة مجموعة من المقتنيات المختلفة التي تمثل أنماط الحياة في كل حقبة تاريخية خاصة بكل عاصمة على حدة مثل أدوات الزينة، وأدوات الحرب والقتال، ونظام الحكم والمكاتبات المختلفة. أما القسم الثاني في المتحف فهو عبارة عن جناح يمثل العالم الآخر عند المصرى القديم. ويضم هذا الجزء مقبرة توتو، بالإضافة إلى قاعة مومياوات وتوابيت وفتارين تحتوى على الأوانى الكانوبية التي كانت خاصة بحفظ الأحشاء ومجموعة من الأبواب الوهمية والرؤوس البديلة كى توضح الطقوس الدينية المصرية القديمة.

قصر البارون إمبان بمصر الجديدة

قام فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بافتتاح قصر البارون إمبان بمصر الجديدة. وقد جاوزت تكلفته المائة مليون جنيه مصرى. ويحكي المتحف داخل القصر قصة تاريخ حى مصر الجديدة من خلال مجموعة متنوعة من الصور والوثائق والخرائط والأفلام. وتضمن المشروع التدعيم الإنشائى للأسقف وترميمها وتشطيب الواجهات وتنظيف وترميم العناصر الزخرفية واستكمال النواقص من الأبواب والشبابيك وترميم الأعمدة الرخامية والشبابيك الحديدية المزخرفة على الواجهات الأساسية واللوحة الجدارية أعلى المدخل الأساسى.

قصر محمد علي باشا بشبرا الخيمة

صار قصر محمد علي باشا بشبرا الخيمة قريبًا جدًا من الافتتاح. ويعد قصر محمد علي باشا بشبرا الخيمة من أجمل القصور التاريخية. وشيد القصر محمد على باشا الكبير، مؤسس الأسرة العلوية، بغرض السكنى وإقامة الاحتفالات الخاصة به. وكان مغلقًا. ثم بدأت الدراسات الخاصة بالقصر ثم مشروع ترميمه وإعادة تأهيله للافتتاح فى الفترة الحالية. 

طريق الكباش بالأقصر

قام فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بافتتاح طريق الكباش أو طريق المواكب الكبرى بالأقصر في احتفال عالمى أشاد به العالم كله. وبدأ مشروع ترميم وتطوير طريق المواكب الكبرى، "طريق الكباش"، بالأقصر، وهو طريق يربط بين معابد الكرنك ومعبد الأقصر بطول حوالى ألفين وسبعمائة متر. وتم الكشف عن أجزاء كبيرة من الطريق. 

الاكتشافات

كل يوم العديد من الاكتشافات في الآثار المصرية. وعلى سبيل المثال، تم إنجاز عدد كبير من الاكتشافات الأثرية في السنوات الماضية مثل مقبرة "حتبت" بأهرامات الجيزة، وثلاث مقابر من عصر الدولة الحديثة تمت إعادة استخدامها كجبانة للقطط في العصر المتأخر، ومقابر جديدة بالعساسيف بالأقصر، ومقبرة تخص ملكة جديدة، هي الملكة "خنتكاوس الثالثة"، والكشف عن التحصينات العسكرية المعروفة بجدار الأمير بموقع تل حبوة، واكتشاف جبانة أثرية تعود إلى العصرين اليوناني الروماني بالإسكندرية، والكشف عن مقر الجيش المصري في عصر الدولة الحديثة بشمال سيناء، وتمت عدة اكتشافات أثرية منها ثلاثة آبار دفن وعدد كبير من المومياوات بمنطقة آثار تونا الجبل بمحافظة المنيا، واكتشاف خبيئة بها ثلاثين تابوتًا مغلقًا محتفظة بألوانها بالعساسيف بالأقصر، وتم نقلها للترميم ثم للعرض فى المتحف المصرى الكبير.

المعارض الأثرية

تمت إقامة عدد كبير من المعارض الأثرية الخارجية، ومنها معرض رمسيس الثانى وذهب الفراعنة الذي يطوف عددًا كبيرًا من المدن في أمريكا وأوروبا، ومعرض الآثار الإسلامية المؤقت "عالم الفاطميين" بمدينة تورونتو الكندية، ومعرض الآثار الغارقة بمتحف الفن بمدينة سانت لويس الأمريكية، ومعرض آثار الفرعون الذهبي الملك "توت عنخ آمون" بمعهد كاليفورنيا للعلوم بلوس أنجلوس، ومعرض "ذهب وكنوز الفراعنة" بإمارة موناكو، ومعرض الآثار الغارقة بولاية مينيا بوليس الأمريكية، ومعرض "آثار الملك توت عنخ آمون" بباريس، ومعرض الآثار الغارقة بقاعة مكتبة رونالد ريجان بلوس أنجلوس، ومعرض آثار الملك توت عنخ آمون بلندن، وغيرها الكثير.

عودة آثار مصر المسروقة من الخارج نصر لمصر

نجحت مصر فى عهد السيد الرئيس، وبتنسيق عالِ بين وزارتى الآثار والخارجية وجهات عديدة فى الدولة المصرية، فى استعادة آثار مصرية كثيرة تم سرقتها وتهريبها إلى الخارج، من عدد كبير من دول العالم، ومنها أربع وأربعون قطعة من ألمانيا، وثمانى قطع من الدانمارك، وخمس عشرة قطعة من بريطانيا، وآثار مقبرة رئيس سجلات الجيش المصرى باسر من الأسرة العشرين بسقارة، وتابوت بمقبرة الوزير أمنحتب حوى بالأقصر، ومائة واثنتان وعشرون قطعة أثرية من أمريكا، وحوالى خمسمائة وست وثمانين قطعة، منها أربعمائة وأربعون قطعة أثرية ردها الشيخ سلطان القاسمى حاكم الشارقة لمصر.

التعاون الدولى فى الآثار 

قامت وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع عدد من الجهات الدولية لخدمة آثار مصر، فتم إعداد الملف المبدئى لإدراج موقع جزيرة فرعون على قائمة التراث العالمى باليونسكو، وتوقيع عدة اتفاقيات دولية مهمة منها مذكرة تفاهم بين متحف الفن الإسلامى ومتحف اللوفر، ومذكرة تفاهم بين الآثار والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالسعودية، واتفاقية تمويل مقدمة من هيئة التعاون الدولي اليابانية، الجايكا، لاستكمال مشروع المتحف الكبير، ومذكرة تفاهم مع أمريكا لمنع التهريب والإتجار فى الآثار، وغيرها الكثير.

هذه هي بعض من الإنجازات القليلة فى مجال الآثار فى عهد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى أسس الجمهورية الجديدة بعد قيام الشعب المصري البطل بثورة 30 يونيو عام 2013. ويؤكد كل هذا وغيره الكثير مدى اهتمام فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي والجمهورية الجديدة، ابنة ثورة 30 يونيو 2013، بالآثار والمتابعة المستمرة والمباشرة لهذا الملف الحيوى المهم، والذي يؤكد على عمق الرؤية المستقبلية لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى من منطلق قناعة سيادته بأن الآثار واحدة من أهم المقومات التي تعكس وجه مصر الحضارى وتاريخ مصر العظيم، وفى الوقت نفسه، تمثل كنزًا اقتصاديًا استراتيجيًا لمصرنا الغالية علينا جميعًا حسن توظيفه واستثماره الاستثمار الأمثل. فتحية حب وتقدير واحترام لفخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى على اهتمامه غير المسبوق بآثار مصر العظيمة وللشعب المصرى العظيم فى ذكرى الاحتفال بثورة الشعب ال

مصرى فى 30 يونيو عام 2013.