قام الشباب المصري بثورة 25 يناير من أجل الحصول على الحرية والعدالة والتخلص من الظلم والقهر إلا أنها انتهت بوصول الإخوان إلى سدة الحكم.
أسباب كثيرة جعلت من ثورة 30 يونيه ضرورة حتى تحفظ الاستقرار في مصر وتحفظ حياة المواطنين وتستعيد الهوية المصرية.
تمثل ثورة 30 يونيه لحظة فارقة في تاريخ مصر بل في تاريخ المنطقة والعالم بشكل كامل، وذلك لأن العالم يتأثر بكل ما يحدث في مصر.
تحتفل مصر هذا العام 2023م بذكرى مرور عشر سنوات على قيام ثورة 30 يونيه المجيدة، فقد شهد التاريخ المصري العديد من الثورات، التي شكلت عاملا مهما ومؤثرا في تشكيل التاريخ المصري بصفة خاصة، وتاريخ الأمة العربية بصفة عامة، بل وتشكيل تاريخ منطقة الشرق الأوسط بصفة أعم، وذلك لأن مصر دولة محورية ورائدة وكبرى ولها تأثير كبير على جميع الدول المحيطة بها، بل ولها تأثير كبير ومهم على كثير من دول العالم.
ونرى في التاريخ المصري العديد من هذه الثورات المجيدة، مثل ثورة 30 يونيه 2013م التي جاءت لتصحيح المسار الذي كانت تسير فيه مصر بعد ثورة 25 يناير 2011م.
وجاءت ثورة 30 يونيه بعد ثورة 25 يناير التي قام بها الشباب المصري من أجل حصول الشعب المصري على الحرية والعدالة الاجتماعية والتخلص من الظلم والقهر والاضطهاد.. إلا أنها انتهت تداعياتها بوصول الإخوان إلى سدة الحكم، وقد عملت جماعة الإخوان على محو الهوية المصرية والسمات الأساسية للمصريين، من السيطرة على مؤسسات الدولة ومحاولة أخونة الدولة المصرية والاعتداء على القضاة والمحكمة الدستورية وكذلك مدينة الإنتاج الإعلامي ومشيخة الأزهر والكاتدرائية، ومحاولة تقسيم المصريين إلى فئات متناحرة.
لقد حكم الإخوان مصر عام كامل كان من أسوأ الأعوام التي مرت على المصريين من انقطاع الكهرباء وأزمة البنزين حتى طوابير رغيف العيش وضحايا أنبوبة البوتاجاز وعدم وجود الأمن والأمان والاستقرار، وتصاعدت درجة الخلاف بين جموع الشعب المصري وكانت البلاد على بُعد خطوات من الفتن والخلافات التي كانت ستشتعل بين فئات الشعب المصري.
حيث أنه كان هناك انقسام بدأ يظهر بين فئات الشعب وبدأت كل فئة تختلف عن الأخرى وكانت البلاد مهددة بحالة من المواجهات بين كل هذه الفئات، مما كان يهدد الحياة في مصر، ولهذا جاءت ثورة 30 يونيه لتصحيح كل هذه الأوضاع التي كانت تهدد مصر بأكملها.
فإن ثورة 30 يونيه لها العديد من الأسباب التي جعلتها ضرورة حتى تحفظ الاستقرار في مصر وتحفظ حياة المواطنين وتستعيد الهوية المصرية. ومن أهم أسباب قيام ثورة 30 يونيه هى: الحفاظ على الشعب المصري من الفرقة والانقسام والتشرذم واشتعال الفتن بين فئات الشعب المختلفة، وكان من أسباب قيام ثورة 30 يونيه شعور الناس بأن مطالب ثورة 25 يناير لم تتحقق وأنه تم استغلال الثورة وإخراجها عن المسار الذي وضع لها، ولذلك قامت جموع الشعب المصري بالمشاركة في ثورة 30 يونيه من أجل تصحيح مسار الثورة ومن أجل المطالبة بتطبيق مبادئها ومن أجل تحسين أوضاع الشعب المصري والتي ساءت ولم تتحسن.
كما أن ثورة 30 يونيه قامت لحماية مصر وشعبها من المؤامرات والفتن الخارجية والتي كانت تقوم بها العديد من الدول الخارجية المعادية لمصر، وكانت تهدف لإثارة وإشعال الفتن بين فئات الشعب المصري وبث روح الفرقة والانقسام والعمل على تحقيق الأجندات الخارجية، وذلك من خلال نشر الفتن بين الشعب المصري ومن خلال دعم العناصر العميلة المخربة، والعناصر الإرهابية التي تنشر عمليات التخريب، والترويع وتهديد حياة المواطنين، ومن أجل كل هذه الأسباب رأت جموع الشعب المصري أن تقوم بثورة 30 يونيه.
لم تبدأ ثورة 30 يونيه بشكل عشوائي أو مفاجئ وإنما كان هناك استعدادات لها ودعوات كثيرة من قبل هذا الموعد، وبدأت بدعوات سحب الثقة من الرئيس محمد مرسي وحكومة الإخوان في ذلك الوقت.
وبدأت حركة "تمرد" في جمع توقيعات المواطنين من أجل هذا الأمر، حيث استطاعت جمع عدد كبير من الاستمارات الموقعة من المواطنين. ثم جاء بعد ذلك تحديد الموعد ودعوة جموع الشعب للنزول والمشاركة في الثورة من أجل الحصول على حقوقهم واستعادة مطالب ثورة 25 يناير التي ابتعدت عن مسارها، وبعد تجاهل الرئيس محمد مرسي مطالب المتظاهرين والقوى السياسية بانتخابات رئاسية مبكرة، وتم التعامل مع هذه المطالب بتجاهل واستهزاء، مما تسبب في تصاعد الأحداث ومشاركة العديد من المصريين في ثورة 30 يونيه.
فقد احتشد المتظاهرين من معارضي الرئيس محمد مرسي وتركزت التجمعات في ميدان التحرير وفى الميادين الرئيسة في أرجاء مصر ومحافظاتها، مطالبين بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وفي المقابل خرج أنصار مرسي في تظاهرات مؤيدة له في أماكن مختلفة أبرزها وأكبرها في ميدانى رابعة العدوية والنهضة.
ولا ننسى الدور المهم والقوي الذي قامت به القوات المسلحة في دعم الشعب المصري فى ثورته (ثورة 30 يونية).
ففي الأول من يوليو 2013، أصدر وزير الدفاع آنذاك الفريق أول عبدالفتاح السيسى بيانًا ذكر فيه الظروف الخطرة المحيطة بالوطن وأن «الشعب المصرى، لم يجد من يحنو عليه»، وأمهلت القوات المسلحة في هذا البيان مهلة 48 ساعة للجميع، وعلت حينها صيحات «الجيش والشعب إيد واحدة» حتى نجحت الثورة في عزل محمد مرسي والإطاحة بحكم الإخوان في 3 يوليو 2013م.
وفي 3 يوليو تم عزل الرئيس محمد مرسي، وتولية رئيس المحكمة الدستورية المستشار عدلي منصور إدارة شئون البلاد بشكل مؤقت في فترة رئاسية انتقالية، وتعطيل العمل بالدستور والعمل على تنفيذ كل هذه الخطوات التي تم الاتفاق عليها من خلال جميع القوى الوطنية والتي عرفت باسم خارطة الطريق والتي أشرف على تنفيذها قواتنا المسلحة المصرية.
وبعد هذه الأحداث نجحت الثورة في تحقيق ما طالبوا به من تعطيل العمل بالدستور، وإسقاط حكم الإخوان، والعمل على الإعداد لانتخابات رئاسية جديدة.
والجدير بالذكر أنه خلال أحداث ثورة 30 يونيه سقط العديد من الضحايا من الجانبين من المؤيدين للرئيس محمد مرسي ومن المعارضين له والخارجين على حكمه، حيث أنه كان هناك العديد من الاشتباكات والصدامات المختلفة والتي انتهت بفض اعتصامي "النهضة" و "رابعة العدوية".
وترجع أهمية ثورة 30 يونيه إلى كونها بمثابة ثورة تصحيح المسار الذي انحرف عن الطريق الذي كان في مخيلة الشعب المصري عن الحياة في مصر بعد ثورة 25 يناير والتي لم يتحقق من مطالبها أي شيء، مما أصاب الناس باليأس والإحباط وجعلهم يشعرون بالغضب ويرغبون في الثورة من جديد.
ثورة 30 يونيه، ثورة جسدت إرادة الشعب وأنقذت مصر والمنطقة العربية من مصير مجهول، ثورة أنهت مخطط الجماعة الإرهابية في اختطاف الوطن وأعادت مصر إلى وضعها الطبيعي.
ثورة 30 يونيه، ثورة شعبية حمتها القوات المسلحة، ثورة خلدت الدور الوطني للجيش المصري بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي والشرطة المصرية التي حمت ثورة الشعب.
إن ثورة 30 يونيو، هي ثورة التحرر الوطني والتي كانت بمثابة الانطلاق نحو التنمية ومستقبل أفضل من خلال تعزيز مسيرة الاقتصاد المصري.
بنجاح ثورة 30 يونيه استعادة مصر هويتها وبدأ الانطلاق نحو الجمهورية الجديدة تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
ثورة 30 يونيه من أهم الثورات في تاريخ مصر إذ أنها قضت على المؤامرات الخارجية التي كانت تسعى إلى خراب وتدمير مصر من خلال الفتن والمؤامرات التي كان يتم إشعالها بين فئات الشعب المصري، من خلال تدعيم العناصر الإرهابية والعناصر التخريبية من أجل القيام بعمليات إرهابية تقضي على الأمن والأمان والاستقرار في مصر، مما يعرقل عجلة التنمية، ويؤثر بالسلب على حركة السياحة، ويجعل الاقتصاد المصري يتراجع بشكل ملحوظ، ومن ثم يمكن لهذه الدول التدخل في شئون مصر والتحكم فيها وفرض سيادتهم عليها كما حدث في العديد من الدول المحيطة، ولكن ثورة 30 يونيه المصرية قضت على كل هذه المؤامرات.
كما أن ثورة 30 يونيه ثورة مهمة للغاية لأنها أثبتت الوعي الذي يتمتع به الشعب المصري وأنه لا يقبل أن يتم استغلاله أو خداعه وأنه قادر في كل وقت على إحداث الفارق في كل أموره وعلى إحداث التغيير الذي يرغب فيه.
والمتأمل في مجريات الأمور عليه أن ينظر إليها بعين الحكمة وسيلاحظ العديد من الدروس المهمة والمستفادة، حيث أنه يجب على الشعب أن يتحد دوما لأنه عندما يتحد يكون قادرًا على أن يفعل ما يشاء وأن يحدث التغيير الذي يرغب فيه، فإرادة الشعوب تحقق المستحيل.
ومن الدروس المستفادة أيضًا، على الحاكم ألا يستهزأ بمطالب شعبه وألا يغض الطرف عن أوجاعهم وشكواهم، وذلك لأن هذه الاستهانة ستزيد من غضب الشعب وتجعله يلجأ إلى الثورة والتي لن ينفع عندها محاولات التهدئة والسيطرة على الأوضاع؛ بحيث أنه ستكون الفرصة للرجوع قد انتهت وجاء وقت الثورة وإسقاط النظام بشكل كامل ولذلك على الرئيس والحاكم أن يكون على دراية بمطالب الشعب ويحترم إرادته.
ومن أهم الدروس المستفادة من 30 يونيه هى معرفة أن هناك العديد من الدول الخارجية والتي تُظهر لنا الوجه الحسن والود إلا أنها تعمل على نصب المكائد والمؤامرات لنا ولذلك علينا الحذر وعدم السماح لهذه الدول باستغلالها بأي شكل من الأشكال.
وأخيرًا مهما تحدثنا عن هذا الحدث المهم والمجيد في حياة الشعب المصري، فإننا لن نستطيع أن نقوم بذكر جميع الأحداث والتفاصيل المتعلقة بهذا الموضوع المهم للغاية في مقال واحد بل يحتاج إلى موسوعات كبيرة، وذلك لأن ثورة 30 يونيه المجيدة تمثل لحظة فارقة في تاريخ مصر بل في تاريخ المنطقة والعالم بشكل كامل، وذلك لأن العالم يتأثر بكل ما يحدث في مصر، فقد تصدت ثورة ٣٠ يونيه للتقسيم والتجزئة والصهيونية العالمية.
وعلينا أن نتعلم من ثورة 30 يونيه أن الوحدة هى مصدر القوة والتي لا تسمح بأي تدخل خارجي أو خيانة من الداخل، وأيضا على الشعب أن يستمر في المطالبة بحقوقه ومطالبه المشروعة بشكل سلمي، حتى يحقق ما يسعى إليه من مطالب مشروعة وفيها الصلاح للوطن بأكمله.
كل التحية والتقدير والاحترام للشعب المصري العظيم ولشهداء الثورة وللرئيس البطل عبد الفتاح السيسي قائد معركة التنمية ومحقق الإنجازات الكبيرة في الجمهورية الجديدة وبناء دولة ديمقراطية حديثة تشهد الاستقرار الأمني وتشهد الإصلاح الاقتصادي الحقيقي والشامل والعزم على معالجة الإرث القديم من الإهمال من خلال تحقيق التنمية الشاملة.