تعد مرحلة الخطوبة من أكثر الأوقات السعيدة في حياة كل فتاة، ولكن حين تتعرض فجأة لفسخها، دون وجود دوافع أو أسباب، تجعلها تعيش أصعب الفترات الحزينة في حياتها، والتي تزداد قسوة حين يسترد الشاب منها كل ما بينهما من هدايا وذهب وذكريات، ولذلك نتساءل إلي أي مدى تؤثر مرحلة فسخ الخطوبة على نفسية الفتاة، خاصة في حالة طلب الطرف الآخر برد جميع الهدايا وشبكة العروس.
ومن جهتها تقول الدكتورة دعاء محمد حسين استشاري نفسي ومرشد أسري وتربوي، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن فكرة فسخ الخطوبة يعتبر حلا منطقيا وخروجا من مشكلة أو علاقة متوترة، ولكن يبقى تأثيرها على الفتاة أقوى وأقسى، حيث تجعلها تشعر بنوع من الاكتئاب واليأس وأحيانا الانعزال عن الآخرين، والبكاء واضطراب في الطعام والشراب، فضلاً عن إصابتها بالكوابيس والأرق وغيرها من نوبات القلق والتوتر، وفقدان الثقة في النفس خاصة في حالة ترك الفتاة دون مقدمات أو أسباب، وتختلف مرحلة التعافي من فتاة لأخرى وفقاً لدرجة المناعة النفسية لها، فهناك من تمتلك من القدرة والمرونة كي تتخطي تلك المرحلة في وقت قصير، وغيرها تتطلب علاج نفسي قد يمتد لأشهر، للتخلص من التبعات النفسية والاجتماعية التي تركتها تلك الفترة على نفسها.
وتضيف استشاري نفسي، أن التأثير النفسي يكون أقوى بسبب تعلق الفتاة بالشاب، حتى في خطوبة الصالونات، لأنها قد ارتبطت عاطفياً بالشخص، مما يجعلها في حالة صدمات نفسية قوية، وهناك عدة نصائح على الفتاة إتباعها من أجل أن تتعافي من تلك المرحلة، والبدء من جديد مع شريك أخر، عن طريق:
- وجود دعم قوي من الأهل والأصدقاء والأقارب، وفي بعض الحالات لابد من زيارة مختص نفسي.
- محو كل ما يتعلق بتلك المرحلة، عن طريق التخلص من الهدايا والصور والذكريات.
- تصحيح المفاهيم بالنسبة للفتاة، والتركيز على صفاتها الايجابية ونقاط القوة لديها، حتى لا تفقد ثقتها بنفسها وبالآخرين.
وأكدت على أن التأثير المعنوي والنفسي يكون أقوى من خسارة الماديات والشبكة والهدايا، بعكس الأهل الذين يركزون بشكل كبير على الخسارة المالية من شبكة وغيرها، وأشارت على أن الشاب الذي يقوم بفسخ الخطبة دون مقدمات، هو شخص مهتز نفسيا ومضطرب، ولديه علاقات قديمة سببت له صدمات نفسية، أو معاناة أثناء الطفولة، جعلته يعكس كل هذه الصفات النفسية السيئة على تلك الفتاة.