في 12 يونيو من كل عام، تحتفل كثير من البلدان باليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، والذي يهدف للتوعية بمخاطر عمل الصغار، وبذل الجهود اللازمة للقضاء على هذه الظاهرة، من خلال دعم الحكومات ومؤسسات أرباب العمل والعمال والمجتمع المدني.
وبهذه المناسبة نستعرض مع خبيرة بعض الآثار النفسية السلبية الناجمة عن عمالة الأطفال، وكيفية الحد من تلك الظاهرة وإليكِ التفاصيل.
ومن جهتها تقول الدكتورة إيمان ممتاز استشاري الصحة النفسية، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن الاهتمام العالمي بمكافحة عمل الأطفال، ينم على مدى الأثر السلبي الذي ينعكس عليهم وعلى طفولتهم البريئة، حيث أن تلك الظاهرة والتي تنتشر في الكثير من البلدان وخاصة الأكثر فقرا وجهلاً، تجبر الأطفال دون سن 14 من فتيات وبنين على العمل في بعض الحرف المهنية الشاقة، أو المصانع، وبالنسبة للبنات فنجد أن معظمهن يعملن كخادمات في المنازل، دون أي نظرة لأعمارهن الصغيرة وطفولتهن.
وتضيف استشاري الصحة النفسية، أن كثير من الأهالي في القرى أو النجوع، تقوم بحرمان أبنائهم من التعليم وإجبارهم على العمل، من أجل زيادة نفقات الأسرة وتلبية احتياجاتها، وقد تكون معظمها دون رب أسرة وذلك لوفاة الأب أو هجره لهم، مما يجعل الأم تقوم بإلحاق طفلها أو طفلتها للعمل، بصرف النظر عن نوعية تلك المهنة، مما قد يؤثر على الطفل سلباً على نفسية الصغير ، حيث يجعله يشعر بالاتي:
- القهر والظلم تجاه الأهل، لحرمانه من التعليم وإجباره على العمل في سن مبكر، خاصة عند رؤية أصدقائه وجيرانه في المدرسة.
- التعرض للانتهاكات الجسدية واللفظية، من قبل رب العمل، مستغلاً حاجة الأهل لعمل طفلهم وعدم تركه له، مما يجعله يقوم بالضغط عليه دون أدنى حقوق للعمل أو للآدمية.
- إصابة الطفل بصدمة نفسية واضطراب مفاجأ، نتيجة انتقاله مرة واحدة من مرحلة الطفولة لعالم الكبار والأعمال، وتعرضه لمشاكل وأزمات من المفترض أن يتعامل معها في عمر العشرينات أو بعد تخرجه من الجامعة.
- الخوف والشعور بعدم الثقة، خاصة عند التعامل مع بعض المهن الحرفية، التي يتبنى أصحابها بعض السلوكيات المريرة تجاه الطفل.
- التعرض المبكر لخطر التدخين والمواد المخدرة.
- تعليم الطفل العنف أو القسوة والتمرد والعدوانية، تجاه أسرته لرؤيته أنه المسئول الوحيد على توفير احتياجاتهم المادية.
ونصحت ممتاز، بضرورة إتباع بعض المعايير للحد من الآثار الناجمة على ظاهرة عمالة الأطفال، وهي:
- لابد من توعية الأب والأم بالأضرار النفسية التي تلحق بالطفل، وتغير من سلوكه وشخصيته على مدار حياته.
- رصد القرى والمناطق الأكثر فقرا ومشاكل اجتماعية، ومحاولة إيجاد مشاريع خدمية تحترم حقوقهم وتوفر لهم احتياجاتهم المادية والمعنوية، دون تعرض الأطفال للعمالة المبكرة.
- إعادة صياغة القوانين الخاصة بعمالة الأطفال، وتشديد العقوبات على من يقوم بتوظيف الأطفال أو عمالتهم في البيوت والحرف.
- أن يقوم الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين بالمدارس بتوعية الطلاب وأولياء الأمور، بخطورة ترك التعليم وضياع المستقبل من اجل العمل.