الأحد 26 مايو 2024

جسدها فى «سى عمر» و«أبو حلموس» و«سلامة فى خير» نجيب الريحانى.. «محاسب بدم خفيف»

25-9-2017 | 13:05

تقرير: شيرين صبحى

أدوار كثيرة جسد فيها الفنان الراحل نجيب الريحاني دور المحاسب بجدارة، وغلب عليها طابع الخفة، والبراعة في فهم مهنة المحاسبة.. «المصور» تذكر ببعض هذه الأدوار.

 

«سي عمر»

ففي فيلم «سى عمر» جسد «الريحاني» دور موظف صغير فى الحسابات بعزبة «عمر الألفي»، لكنه يكتشف التلاعب والتزوير فى الإيرادات والمصروفات.. فيذهب إلى وكيل الدائرة ويردد فى كثير من الحنق: «أبعادية فيها ١٥٠ بقرة و٩٠ جاموسة ومعيز وخرفان ودنيا متلتلة ما يبانش بها كوباية لبن؟، فراخ وحمام وبط، ما فيش أربع خمس بيضات متنطورين كده ولا كده».

يمتقع وجه الوكيل ويقول: «اسمع يا جابر أفندى أنا شايف إن ذمتك دى تعباك قوي. وعلشان اريحك، اعلمك بكل سرور إن حضرتك مرفود».

وفي «سى عمر» الذى كتبه بديع خيرى ونجيب الريحاني، وأخرجه نيازى مصطفى، تبدو نزاهة موظف الحسابات الصغير مقابل جشع وطمع وتزوير المسئولين الكبار، يذهب «جابر» الذى يقوم بدوره الريحانى إلى القاهرة بحثًا عن عمل، فيلتقى بالمصادفة زوجة عمر بك صاحب العزبة الغائب فى الهند منذ سنوات طويلة، ونظرًا للتشابه الكبير يظن أفراد الأسرة أنه الابن الغائب.

يكتشف «شرفنطح» عم «عمر»، حقيقة «جابر» فيحاول استغلال الشبه للاستيلاء على الثروة. يقول لجابر: ازور امضاء مرات أخويا امضاء بنت أخويا أنت مالك.

جابر: مالى ازاي. هى الأملاك دى مش لها أصحاب؟. شرفنطح: أنت ايش حشرك.. ثم تدور مشاجرة بين الاثنين، ثم يظهر فى المشهد الأخير «عمر» الحقيقي.

«سلامة فى خير»

فى فيلم «سلامة فى خير»، إخراج نيازى مصطفى، قام «الريحانى» بدور محصل فى محال خليل هنداوي، يكلفه المالك بإيداع مبلغ كبير من المال فى البنك. تقابل «سلامة» مجموعة مصادفات تضطره للعودة إلى منزله الذى يعيش فيه مع زوجته وحماته، وعندما تخبره زوجته أن لصاً سرق المطبخ فى الصباح؛ يغادر المنزل، وينزل فى فندق كبير، ويدع المبلغ فى أمانات الفندق.

فى نفس التوقيت يستعد الفندق لاستقبال أمير ثرى من بلاد بعيدة يدعى كيندهار.. وعلى الباب يتصور المدير أن سلامة هو الأمير، فيعتبرها الأمير فرصة لاختبار مشاعر إحدى النساء تجاهه، ويتفق مع «سلامة» على القيام بدوره لمدة يومين.

يرى أحد جيران «سلامة» صورته فى الصحف بوصفه الأمير كيندهار، فيقوم بإبلاغ الشرطة، فى نفس الوقت الذى يكتشف فيه خليل هنداوى أن سلامة لم يورد المبلغ إلى البنك. تقبض الشرطة على سلامة، ويتدخل الأمير فى اللحظة المناسبة، ويكتشف خليل أنه اتهم سلامة ظلماً، وفى النهاية يحصل سلامة على مكافأة كبيرة من الأمير، ويقوم صاحب المحال بترقيته.

«أبو حلموس»

في فيلم «أبو حلموس» للمخرج إبراهيم حلمي، جسد «الريحاني» عبقرية ودهاء المحاسبين، حيث جسد دور «شحاته أفندى» الذى يعمل محاسبًا فى دكان لبيع الطيور، ثم ينتقل للعمل محاسبًا فى أملاك أحد الأوقاف، وهناك يكتشف تلاعب ناظر الوقف «عباس فارس» فى الحسابات، فيقوم الأخير باستغلال مواهبه المحاسبية فى تغطية سرقاته.

وذات مرة يدخل «فارس» على «شحاتة أفندي» ويطلب منه أن يكت له خطابا على الآلة الكاتبة، فيقول له «الريحاني»، «أوضة واحدة بيضتوها بـ ٩٢ جنيه؟ ليه بيضتوها بإيه؟! بلبن زبادى بمربى تفاح؟!».

ويضحك «الريحانى» فى سخرية، ليتساءل كيف يتكلف دهان حجرة كل هذا المبلغ الضخم آنذاك، يعلق ناظر الوقف «عباس فارس»: أظن كتير شوية؟.

يجيب «الريحاني»: «كتير شويه؟ ده كتير أوى أوى ده نصب ده نهب»، واصفا ناظر الوقف بالحرامى و»الحمار» الذى لا يدرك كيف يدارى سرقاته. يوضح: «يقيدهم زى ما هو عاوز لكن مش بالشكل ده، بياض أوضة ٩٢ جنيه»..!.

يتساءل ناظر الوقف: أومال إزاي؟.. يجيب «الريحاني»: إنتم مساكين أوى، أنا أقولك إزاى، كحت البياض القديم مثلا كذا، سنفرة الحيطان بعد الكحت كذا، تقطيب الخروم والثقوب كذا، تلييس الحيطان بعد التقطيب كذا، دهان أول وش كذا، دهان تانى وش كذا، دهان تالت وش كذا وبعد كده مش يقيد ٩٢ جنيه يقيد ميه واتنين وتسعين جنيه كمان، كده تبقى مبلوعة.

يرتفع حاجب ناظر الوقف الكثيف ويعلق بصوته الأجش: أنت يظهر عليك إنك ضليع أوي.. ويتساءل: أنت كنت بتشتغل فين؟.. «الريحاني»: فى محل تجاري. ثم تصور حضرتك ميقيدينلى هناك خروف بتمنتاشر جنيه ومعرفش كام قرش وكام مليم.

عباس فارس: طب ودى كان يقيدها إزاى؟.. الريحاني: ياه ده أنتم نيلة أوى أوي. حبل ومخلة وجردل لأكل وشرب الخروف، حكيم بيطرى للعناية بصحة الخروف، مزين لحلاقة شعر الخروف.. وفي النهاية يمسك عباس فارس فى تلابيب الريحانى قائلا: «أنت قبيح ولسانك طويل، إنما عليك ملعنة فى الحسابات تخلينى ما افرطش فيك أبدا يا إبليس».