د. عادل مبروك العميد الأسبق لكلية تجارة القاهرة يصر أن تطوير التعليم هو الذى فرض نفسه خاصة أن قطاع كلية التجارة يمثل وحده أكثر من ٢٠ فى المائة من حجم جامعة القاهرة بأكملها، وأنه لا بديل عن أن تدخل كلية التجارة العصر الحديث بتخصصات أكثر تخصصية لأن سوق العمل فى مصر لا يحتاج إلى محاسبين جدد بالطريقة القديمة وإنما إلى خريج مؤهل جيدًا..
تطوير الكلية من أجل أن التعليم أصبح فى عصر العولمة، والمنافسة أن تستهدف الخروج خارج الإطار المحلى إلى المحيط الإقليمى والدولى، وهذه نظرة جديدة لتطوير التعليم المصرى، كما قال د. عادل مبروك، العميد الأسبق لكلية التجارة..
لماذا الطبقة المتوسطة فقط أو تحديدًا؟
لا بد أن نعرف أن الجامعات الحكومية وأقسام اللغات بها تستهدف الطبقة المتوسطة ووجود بدائل مشروعة لها كبديل ممكن عن الجامعات الخاصة والأجنبية، التى ترتفع مصروفاتها عن مقدرة جزء كبير من الطبقة المتوسطة، لذلك كان الهدف من إنشاء شعب اللغات هو تقديم هذه الخدمات للطبقة المتوسطة والحفاظ عليها من التآكل لأننى من المؤمنين بأنه إذا لم نستطع توفير التعليم الجيد للغالبية من الطلاب فالأفضل أن نعلم جزءا منهم بجودة عالية وهؤلاء ممكن بعد ذلك أن يشدوا الآخرين، وبالتالى حينما حدث وأنشئت أقسام اللغات كان لابد أن يواكبها أيضًا عدم زيادة كبيرة فى المصروفات الدراسية بمعنى أنه ليس معنى أننى «خصصت» تعليما بالمصروفات أن أرفع المصروفات كثيرًا كل فترة خاصة فى ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية والسابقة، التى تمر بها البلاد لأننى لو رفعت أو بالغت فى رفع المصروفات سوف نحرم شريحة، كما قلت، من الطبقة المتوسطة من أن نوفر التعليم الجيد لأولادها وهى قضية بالغة الأهمية والخطورة أيضًا على مستقبل التعليم والطلاب، لذلك أرى أن الإصلاحات التى تتم فى التعليم الجامعى الحكومى وعلى رأسها قطاع التجارة وتطبيق نظام الساعات المعتمدة حول طفرة كبيرة لصالح الوطن.
لماذا كل هذا الاهتمام؟
الطبقة المتوسطة هى عماد بناء البلد والحراك فيه وأى مساس بها يؤدى إلى مخاطر، ولذلك حينما نقول بأن التعليم الجامعى الحكومى أصبح ضرورة ملحة وليس رفاهية وأن تطويره قضية هامة جدًا فمثلًا عدد طلاب كلية تجارة القاهرة فقط يساوى عدد طلاب ثلاث جامعات خاصة، إذن مع هذه المقارنة تتضح أهمية التطوير الذى يحدث.
ولكن لماذا كل هذا التأخير فى تطوير قطاع كليات التجارة؟
الحقيقة أن التأخير ليس من عندنا وإنما لأسباب خارج إطار الجامعة، فالجامعات الحكومية الآن حلمها هو تطبيق نظام الساعات المعتمدة، لماذا لأن الدنيا تغيرت وسوق العمل أصبح متشعبا جدًا والسوق، بل مصر كلها لا تحتاج إلى أعداد إضافية من المحاسبين بالشكل التقليدى، الذى كنا ندرسه فى جامعاتنا وحتى الآن، وإنما السوق كما قلت متشعب جدًا ولا يحتاج إلى تخريج محاسبين جدد بالطريقة التقليدية، التى كنا ندرس ونتخرج بها وإنما سوق العمل تحتاج إلى خريج عصرى والعصر لغته التخصص داخل الإطار الكبير، ولأن مصر لديها ميزة نسبية ألا وهى وجود الشباب أو الشريحة، التى فىى سن العمل، إذن علينا أن نؤهلهم ونسلحهم بلغة العصر حتى يخرجوا خارج الإطار المحلى، فالتطوير هدفه الخروج إلى الإطار المحيط إقلميًا، بل ودوليًا أيضًا.
كيف يمكن الاستفادة من نظام الساعات المعتمدة والأعداد بالتجارة كبيرة جدًا؟
هذا السؤال هام وسوف تبرز التجربة أخطاء بالتأكيد فى التطبيق علينا تداركها وإصلاحها ولكن من الهام أن تقتنع أن هذه تمثل طفرة للطالب، لأن تقييم الطالب سيكون على عدد أكثر من المرات أكثر من الآن كما ستكفل الحرية الأكاديمية له فى اختيار المواد وبالذات الاختيارية، ولهذا نعتمد على شخصية الطالب فى أن يعتمد على ذاته وأن يواكب العلوم الحديثة وليس مجرد تلقين داخل المحاضرة، ومن هنا دائمًا أرى أن التطوير وبالذات فى البحث العلمى يتوقف على جدية الباحث نفسه وتأهيله الجيد.