السبت 23 نوفمبر 2024

سيدتي

أستاذة علم النفس السلوكي: الأب القدوة حماية وحصن قوي لأولاده

  • 14-6-2023 | 00:24

الدكتورة رحاب العوضي أستاذة علم النفس السلوكي

طباعة
  • فاطمة الحسيني

بعد إطلاق وزارة التضامن الاجتماعي مبادرة" الأب القدوة"، تأكيدا على دور الأب في تنشئة الأسرة واستقرار كيانها، نتساءل عن السمات النفسية والشخصية للأب القدوة، وإلي أي مدى يؤثر على الصحة النفسية لأطفاله، وكيف يؤثر غياب الأب القدوة بالسلب على نفسية أبنائه؟...

ومن جهتها تقول الدكتورة رحاب العوضي أستاذة علم النفس السلوكي، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن مواصفات الأب القدوة هي مواصفات الإنسان المحترم الذي يسعى دائما لخلق المزيد من الجهد والتعب لإسعاد من حوله، وتنشئ سلوكيات الإنسان منذ الصغر، وليست مع الزواج، وذلك لأن الطفل عندما يربى على الأنانية وحب التملك، يصبح أب غير جيد وزوج غير مسئول وقدوة غير صالحة لأبنائه، وقد أوضح عالم النفس "سيغموند فرويد" تعريف العاطفة الإنسانية، مؤكدا على أن غرائز المأكل والمشرب والجنس تسبق غرائز الأمومة والأبوة، ولكن المجتمع هذب تلك الغرائز وأضاف إليها الشرعية القانونية وكذلك أضفي عليها من المشاعر الإنسانية كالعطاء والرحمة والمودة، كي تتكون العاطفة الإنسانية، التي تعتبر منبع صفات الأب القدوة.

وأضافت أستاذة علم النفس السلوكي، أن الأب لن يتم إعداده بمجرد الإنجاب ولكن عبر التربية منذ الصغر، ليتكون إليه صفات القدوة من صدق وعدم الكذب والخذلان للغير، وعدم تصيد أخطاء الآخرين، ومساعدة  أبنائه لتحقيق أحلامهم الخاصة وليست أحلامه التي فشل أو نجح فيها، فضلا عن الحماية والأمان لأولاده، وتوفير المستوى المادي والاجتماعي المحترم وفقاً لظروفه، كي تعود تلك الصفات على الأبناء، وتخلق أطفال تشعر بوجود اكبر مظله وحماية لهم من الأمراض النفسية أو التلاعب بهم من قبل الآخرين أو محاوله إثبات الذات بشكل خاطئ عن طريق الإدمان والعدوانية، كما تمتلك الفتيات حصن قوي ضد أي علاقة عاطفيه غير متكافئة، وسند لها في لحظات الضعف والانهيار.

وأشارت العوضي، على أن تلك الصفات لابد أن تتوفر في كل أب، لأن غيابها يؤذي ويحطم الأبناء، فيشعرون وقتها بفقدان الحب والاحترام، والتوحش النفسي، وعدم الثقة في النفس، وتولد مشاعر الحقد والكراهية بداخلهم، وهناك الكثير من النظريات النفسية تؤكد على أن هناك نسبة 15% من كل 100 أب وأم، يطلق عليهم صفات الوحشية والقسوة لما يسببوه من أذى لمشاعر أطفالهم، كما أن تلك النسبة في تزايد مستمر، مما دعا الجهات الرسمية والخاصة والمجتمع المدني تبذل الكثير من المجهودات  لإنقاذ الأسر وإعادة بناء الكيان المجتمعي الذي يضمن السلامة النفسية للأبناء.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة