وكأنه أحد المشاهد من فيلم درامي، فوجئ مجموعة من المعزّيين في الأرجنتين، بالفقيد الذين جاؤا لتوديعه، يهبط عليهم من طائرة هيلكوبتر، ليكتشفوا في النهاية أنه استعان بزوجته وابنته ليتمكن من تزييف وفاته، حتى يٌلقّن عائلته الكبيرة درسًا "لا يُنسى" عن أهمية الحفاظ على صلة الرحم بين الأقرباء.
ولحبك قصة الوفاة طلب ديفيد بيرتين (45 عامًا)، من ابنته أن ترثيه بمنشور مؤثر كتبت فيه: "أرقد بسلام يا أبي. لن أتوقف عن التفكير فيك أبدًا.. لماذا الحياة غير عادلة إلى هذا الحد؟ لماذا أنت؟ كنت ستصبح جدًّا، وما زالت حياتك كلها أمامك. أنا أحبك! نحن نحبك! لن ننساك أبدًا".
وحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، نظّم ديفيد، وهو مدون على تيك توك، جنازة وهمية لنفسه في نهاية الأسبوع الماضي في مدينة لييج البلجيكية، ودعا مجموعة من المعزين لتكريمه.
بينما تجمع العشرات من أقاربه، الذين كانوا يرتدون ملابس سوداء ليودعوه، وفي لحظة حزن دفين، صُدم المشيّعون بوصول طائرة هليكوبتر، خرج منها المتوفى حيًّا يُرزق، يرافقه طاقم تصوير لالتقاط رد فعل الجمهور، وصاح: "تحياتي لكم جميعًا.. أهلًا بكم في جنازتي".
وما هي إلا لحظات حتى استوعب المشيّعون الحيلة، وشوهدت أسرة الميت الحي تندفع نحوه وتحتضنه، بينما بدا الآخرون في حيرة من أمرهم، أما ردة الفعل الأبرز فكان لأحد أقاربه الذي ظهر في فيديو نشره على تيك توك، وهو يحتضن صديقه، ويقسم بأنه كان يبكي من حرقة قلبه لخسارة صديقه العزيز.
انقسام على مواقع التواصل
بالمقابل، قسّمت هذه الحيلة مشاهدي الفيديو على تيك توك، حيث انتقد بعضهم خدعة موته ووصفوها بأنها "قاسية"، وبين من اعتبر أنه لقن أقرباءه درسًا حول صلة الرحم واختبر قيمته الحقيقية في حياة أصدقائه وأقربائه.
ورد الأرجنتيني على موجة التعليقات المستهجنة لحيلته، مبررًا أنه اضطر لفعل ذلك لتعليم أسرته الكبيرة والأصدقاء درسًا حول الاهتمام بالآخرين والبقاء على تواصل، لأن انفصالهم عنه، وابتعادهم عن حياته بسبب انشغالهم بحياتهم الشخصية، أشعره بالوحدة وقلة التقدير.