الإثنين 25 نوفمبر 2024

نظرة إلى الصناعات الحرفية

  • 25-9-2017 | 14:21

طباعة

بقلم : د.وهاد سمير- أستاذة الحلى بالمعهد العالى للفنون التطبيقية

فى زماننا هذا الذى فيه اختلط الحابل بالنابل لم يعد الإنسان يفرق بن الأصل والمزيف، وأصبحت كلمة صناعة يدوية أو مصرية تحمل دلالات على المستوى الفكرى والإبداعي، حيث لم تعد تدعو للفخر والعزة بعد أن انقلبت موازين العصر الراهن، ففى الماضى كانت صفة الصانع والعامل مصدرا لزهو الكثيرين من الجنسين، كنبع للفن والتراث والهوية والجدعنة والشهامة والكرم، أما الآن فلم تعد هذه المعانى تمثل شيئا عظيما للوجدان الجمعي، وخاصة أغنياء هذا الزمان الذين يبذلون جهدا كبيرا فى تناسى أصولهم الشعبية البسيطة والبعد عن شراء المنتج المصرى بدعوى عدم جودته وأن المستورد أفضل فى الجودة والتصميم، فى حين أنه لا يتعدى كونه مجرد أسماء ماركات عالمية تستنزف أموال البلد لمساعدة الدول الأخرى على حساب منتجات مصر التى تتميز بالأصالة والهوية والزخارف التصميمة المميزة لنا والجودة العالية فى الإنتاج التى تتميز بها المنتجات المصرية، بل وتساعد فى وصول المصممات المصريات إلى العالمية، وهو أمر أدركه وللأسف الأجانب قبلنا حيث يتنافسون لشراء المنتج المصرى ويتهافتون عليه وينبهرون بطرق صناعته عند عرضه فى أي من المعارض الدولية التى تقام بالخارج على العكس من الكثير منا.

الصناعات التقليدية هى نتاج حضارى لآلاف السن ن ي من التفاعل الحى بين المجتمعات المحلية بما تحمله من رؤى وقيم حضارية، وهى مكون أصيل للذاكرة الحضارية خاصة فى شقها التقنى، بل وتعد رصيدا ومخزونا للخبرات الحياتية والإمكانات الإنتاجية الذاتية المتاحة داخل كل مجتمع محلى.

تشكل الصناعة المصرية والحرف اليدوية أهمية اقتصادية واجتماعية كبيرة لاقتصاد مصر، لأنها تسهم فى نمو الناتج المحلى وتخلق فرص عمل لأعداد كبيرة من شباب وشابات مصر وهى أيضا مصدر كبير للدخل القومى والفردي، وحاليا نجد إقبالا كبيرا من مختلف شرائح المجتمع على تشجيع الصناعة واحتراف المهن والحرف اليدوية التقليدية كامتداد للتراث والهوية المصرية، فهناك العديد من الأسر التى تمتهن هذه الحرف «أبا عن جد » ومتوارثة فى هذا الطرق والتقنيات وسر الصنعة والمهنة جيا بعد جيل كضمان للاستمرار والتفرد بسر الصنعة.

وإذا تطرقنا للمرأة ووجودها فى هذا المجال سنجد أن تشجيع النساء على امتهان المهن الصعبة ومشاركة المرأة فى الصناعات اليدوية يسهم فى المحافظة عليها ونقلها إلى الأبناء، كما أنه يساعد فى توفير المتطلبات الحياتية لأفراد المجتمع.

وقد تنبهت الدولة مؤخرا لأهمية هذه الصناعات اليدوية فبدأت تعمل بالتعاون مع مؤسسات العمل المدنى والقطاع الخاص على إنشاء المشروعات التى تدعم هذه الصناعات بمختلف محافظات مصر وبالأخص الصعيد والمحافظات الحدودية، ما يسهم فى توسيع قاعدة الإنتاج ومساعدة الاقتصاد وتمكينه من مواجهة التحديات الداخلية والخارجية المستقبلية ويحافظ على هوية تراث كل محافظة من خامات وتقنيات وزخارف وعناصر تصميمة.

ولقد حرص سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى علي لاتشجيع الشباب على العمل اليدوى، إكمالا لهذا الجهد عن طريق الحد من الإجراءات المطلوبة لتأسيس مثل هذه المشروعات ما ساعد على جذب الشباب بشكل أكبر لإقامتها، وجاءت الخطوات الميسرة فى إطار إقامة معارض منتجات الصناعات اليدوية لتسهم فى إكمال هذه المنظومة بما يشجع فى إنطاق المنتج اليدوي المصري نحو العالمية، ويساعد على إنعاش الاقتصاد المصرى.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة