الكاتب الصحفي المتميز وأحد أبرز كُتَاب الشعر الغنائي تغنى بكلماته وقصائده الكثير من مطربي الزمن الجميل مثل عبد الحليم، ووردة، وفايزة أحمد، واستمرت قصائده مع جيل السبعينيات والثمنينيات مثل سميرة سعيد، وهاني شاكر، وأصالة، وعفاف راضي، إنه الشاعر محمد حمزة الذي رحل عنا في مثل هذا اليوم 18 يونيو عام 2010م.
ولد محمد حمزة يوم 20 يونيو عام 1922م بمحافظة المنيا، لأب يعمل بالسكة الحديد وبحكم عمل والده تنقلت الأسرة مرات كثيرة؛ انتقلت إلى سوهاج ثم بعد أربعة أعوام ونصف انتقلت إلى القاهرة وهو ابن السبعة أعوام وهناك بالمدرسة الابتدائية ثم بعد ذلك التحق بالمدرسة الخديوية وعاش في أحياء القاهرة التاريخية وعبقها الثري، وتخرج في كلية الآداب قسم الفلسفة.
بدأ حياته العملية كمحرر صحفي في جريدة روز اليوسف وفي سنة 1970م، أصدر ديوان شعر بالفصحى لكن ميوله كان جارفًا تجاه العامية واشتهر بكتابة الشعر الغنائي الذي أكسبه شهرة كبيرة، وكان لعمله محررًا في قسم الفن فضلًا كبيرًا على حياته حيث التقى هناك بالشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي رئيس قسم الفن آنذاك وصلاح عبدالصبور ورجاء النقاش وكامل زهير في الحجرة المجاورة لغرفته.
أولى محاولات الكتابة كانت في المرحلة الثانوية، حيث قهوة التجارة التي كان يجلس عليها الملحنين والمطربين، كتب أغنية "مغرم صبابا" فنصحه شفيق جلال أن يتقدم بها إلى المسابقة التي تنظمها الإذاعة؛ والفعل بأغنيتين وعرضت على لجنة تحكيم مكونة من الشاعر أحمد رامي، محمود حسن إسماعيل، طاهر أبو فاشا وأجازت اللجنة واحدة وهي "يا حلاوة رمضان" وغناها عبدالمطلب، وطلبوا بعض التعديلات في الثانية ومن هنا بدأت انطلاقته الفنية جمعته صداقة كبيرة بعبدالحليم حافظ كان سببها الملحن بليغ حمدي الذي رشح له أغنية سواح ومن هنا تحولت العلاقة من علاقة صحفي بفنان إلى صداقة أثمرت أكثر من ثلاثين أغنية منها موعود، أي دمعة حزن لا، مداح القمر، وجانا الهوا.
غنت من كلماته شادية يا حبيبتي يا مصر، خلاص مسافر، وغنى محمد رشدي ع الرملة، متى أشوفك، كما غنت وردة حكايتي مع الزمان، والعيون السود، وصباح غنت عاشقة وغلبانة، وأغاني فيلم "ليلة بكى فيها القمر" وكتب أيضًا أغاني فيلم فوق الشجرة، ابنتي العزيزة، ونص ساعة جواز، وداد الغازية، آه يا ليل يا زمن.
تزوج من الإعلامية الراحلة فاطمة مختار وأنجب منها ابنتين، وهي الزيجة الوحيدة في حياته عاش حياته في ظل الورقة والقلم يبدع ويرسم من كلماته صورًا حية تفيض بالإحساس الصادق النبيل.