الجمعة 21 يونيو 2024

«الشخصية الانهزامية».. تعرفي على صفاتها وكيفية التخلص منها

الشخصية الانهزامية

سيدتي20-6-2023 | 00:06

بسمة أبوبكر

تتسبب المرأة التي تمتلك الشخصية الانهزامية، في ابعاد الآخرين عنها بسبب شكواها وتشكيكها الدائمَين في صدق مشاعرهم تجاهها؛ فهي لا تأخذ بالأسباب المتاحة أمامها، بل تداوم على تصوراتها السلبية عن المستقبل، ولا تُقدِم على أي خطوة في حياتها بحجة أنَّه ما من شيء يدعو إلى التفاؤل.

وعلى ذلك، تستعرض بوابة "دار الهلال"صفات الشخصية الانهزامية وكيفية التخلص منها

*أسباب تكون الشخصية الانهزامية:

1. التسلط الأسري:

عندما تتعرَّض الطفلة إلى تسلط كبير من أحد أبويها، يزداد احتمال إصابتها باضطراب الشخصية الانهزامية، و يُسقِط شكل التعامل المشوه بينها وبين أبويها على كل علاقاتها الاجتماعية.

2. الأفق المحدود:

تؤدِّي النظرة المحدودة للمستقبل، وتبنِّي سياسة "الخيار الوحيد" إلى الإصابة باضطراب الشخصية الانهزامية؛ فعندما تعتقد المرأة أنَّ خيارات الحياة محدودة وفرصها قليلة جداً، تنخفض عزيمتها، وتتحوَّل إلى امرأة روتينية وتقليدية وتابعة عمياء للظروف والموروثات السلبية المعرقلة.

3. البعد عن اللَّه تعالى:

يُؤدِّي عدم تبني سياسة "الأخذ بالأسباب، وعيش اللحظة" إلى الإصابة باضطراب الشخصية الانهزامية، فالمؤمنة الحقيقيى هي مَن تعي أهمية السعي في الحياة وفقاً للإمكانات المتاحة لديها، وتُسلِّم باقي الأمور التي لا تستطيع تغييرها إلى اللّه، وتثق ثقة تامة أنَّ اللَّه معها ويدعمها دوماً.

*صفات الشخصية الانهزامية

1. تتوقُّع الشر:

تميل إلى توقُّع الشر في كل أمر تُقدِم عليه في الحياة؛ فهي لا تقوم بأي خطوة في حياتها لأنَّها تفترض الفشل مسبقاً، وتكون دائمة التركيز على السلبيات، ولا تعترف بوجود جانب آخر مشرق لكل أمر في الحياة.

2. لا تثق في نفسها:

تنظر نظرة انتقاص إلى ذاتها وقدراتها، وتقلِّل من قيمة نفسها؛ الأمر الذي ينعكس سلباً على تعاطيها مع الحياة والأشخاص؛ فهي تخشى التعبير عن ذاتها بكل صراحة ووضوح وجرأة، وتفضِّل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على التواصل الحقيقي مع الآخرين.

3. كثيرة الشكوى:

تنزع الشخصية الانهزامية إلى الشكوى الدائمة؛ فهي تتلذذ بتقمص دور الضحية والشخص العاجز، وتعشق نظرات الشفقة المرتسمة على وجوه الآخرين؛ فهي تمتلك مفهوماً مشوهاً للاحترام، وتجد أنَّ احترافها لدور المغلوب على أمره سيُكسِبها رضا الناس واحترامهم لها.

4. تمتلك الكثير من الاستفزاز:

تستفز الشخصية الانهزامية الآخرين، وتُخرِج أسوأ ما لديهم من صفات، طمعاً في التأكد من حبهم لها وصبرهم عليها؛ فهي دائمة التشكيك في نوايا الآخرين نحوها، وينبع شكها فيهم من ثقتها المهزوزة بنفسها؛ فهي لا تحترم نفسها من الداخل، وتجد أنَّها لا تستحق معاملة صادقة وآمنة.

كما أنها بعد نجاحها في استفزاز الآخرين، تتهمهم بعدم اهتمامهم بها، وتجريحهم القاسي لها؛ وذلك بهدف إشعارهم بتأنيب الضمير والشفقة عليها؛ كما قد تُظهِر في مراحل متطورة من المرض النفسي رغبة عارمة في الإحساس بالمهانة والذل، بحيث تجدها تميل إلى خلق المشكلات مع الآخرين لإشباع رغبتها في سماع الشتائم والسُباب والألفاظ النابية.

5. قليلة الإنجاز:

تلتزم بسياسة "الكلام الكثير والفعل القليل"؛ فهي محترفة في إلقاء اللائمة على الظروف والأشخاص، ولا تُبادِر إلى القيام بأي خطوة إيجابية من شأنها أن تغيِّر واقعها، ولا تعترف بسياسة "الأخذ بالأسباب وتسليم ما تبقَّى إلى اللَّه"؛ بل إنَّها شخصية ضعيفة من الداخل لا تمتلك جرأة الاعتراف بأخطائها وتقبُّلها والسعي إلى تجاوزها.

*علاج الشخصية الانهزامية:

1. الاعتراف بما تعانيه من اضطراب، ورغبتها الصادقة في التخلص منه.

2. ‏التدرب على مواجهة المخاوف بدلاً من الهروب منها؛ حيث تبدأ بهذا تعبيرها عن ذاتها والظهور من جديد، وتزداد ثقتها بنفسها وبالآخرين.

3. التفكر أكثر في خلق الكون والهدف الأساسي من وجودنا على الأرض، وفي أوامر اللَّه؛ وإدراك حقيقة أنَّ السعي هو الرسالة الأسمى في الحياة.

4. ‏تعلم حب ذاتها، فلن تستطيع أن تحب أي شيء على وجه الأرض إن لم تعشق ذاتها وتحترمها؛ ويبدأ ذلك من اكتشاف نقاط قوتها والعمل على تطويرها، والبحث عن نقاط ضعفها والعمل على إدارتها لتصبح في صالحها.

5. تغيير بوصلة تركيزها، فبدلاً من التركيز على السلبيات، عليها إدراك النصف الملآن من الكأس، والاحتفاء به، والعمل على تعزيزه.

6. السعي إلى بناء علاقات حقيقية وراقية مع أناس حقيقيين، والابتعاد عن العالم الافتراضي.

7. ‏العمل على التعبير الحر والواعي عن ذاتها بين الناس، والابتعاد عن استفزازهم، والثقة من جديد بذاتها ومهاراتها، وبالآخرين وقدرتهم على احتوائها.