الجمعة 17 مايو 2024

تجربتي مع الذكاء الاصطناعي

مقالات21-6-2023 | 10:38

في الفترة الأخيرة كثر الكلام عن هذا الكائن الاصطناعي، والمزمع أن يقلب حال العالم رأساً على عقب.. ويضع البشر في ركنه صغيرة على حافة كوكب الأرض.. ولما لا؟!،.. فهو يحمل أوراق ثبوتية تكنولوجية كفيلة بمحو عباقرة البشر أمام ذكائه الاصطناعي!..

ولا أنكر قلقي من كثرة ما سمعت وقرأت عنه، خاصة حين علمت أنني وغيري من العاملين في بلاط صاحبة الجلالة أصبحنا مهددين  بالجلوس في منازلنا بفعل صاحب العقلية الفذة، والقلم الإلكتروني الدقيق المسمى "بشات  جي بي تي"،.. وهو احد تقنيات الذكاء الاصطناعي، والذي يمكن استخدامه في عالم الأعلام ليقوم بكافة الأعمال الصحفية في دقة متناهية وخلال مدة لا تستغرق الثانية الواحدة!.. الأمر الذي أصابني بخوف يصل حد الرعب..

ويشاء المولى عز وجل أن أخوض تجربة مع هذا "الجي بي تي" وكأنها رسالة طمأنة ربانية على مستقبلي المهني حال تقنين استخدامه في المواقع الإلكترونية،..حدث ذلك حين دعاني زميل عزيز للتعرف على الذكاء الاصطناعي بعد نجاحه في إدخاله على جهاز الكمبيوتر الخاص به ..

وأمام التقنية الاصطناعية المتطورة، جلست وكلي لهفة وشوق للتعامل مع منافسي الجديد،.. سألته من أنت؟،.. فقدم لي تعريف شامل جامع بنفسه وسنة صنعه بل واستخداماته.. ولم يكتفي بذلك فحسب بل استعرض خدمات لا تعد ولا تحصى يمكنه تقديمها لمساعدتي.. في البداية.. انبهرت بل وفكرت في الاستعانة بخدماته ضمن فريق قسم المرأة "سيدتي" بوابتنا الالكترونية خاصة بعد أن علمت قدرته الخارقة على كتابة الموضوع ذاته ملايين المرات دون تكرار ولو جملة واحدة... وعلى سبيل التجربة طلبت منه الكتابة في الخيانة الزوجية، ففوجئت به ينفذ الأمر في سرعة البرق.. وكتب موضوع يتضمن كل تفصيلة ولو صغيرة خاصة بالخيانة بدء من الأسباب والدوافع حتى العلاج والحلول التي تعيد الزوج الخائن لقواعده سالماً نادماً على فعلته.. لكن للأسف كتاباته لا تصلح للنشر، ليس لعدم دقتها لكن لكونها مجهولة المصدر،  فضلاً عن خلوها من أي روح صحفية!..

زملائي وزميلاتي في دنيا الأعلام،.. تجربتي مع هذا الذكاء الاصطناعي تؤكد أنه جاء ليعيد للصحافة هيبتها، فبمجرد تقنين استخداماتها بالمواقع الإلكترونية لن يكون هناك مجال لأنصاف الموهوبين ولا صحفيو "القص واللصق"،.. فببساطة، يمكن لهذا الاصطناعي إعادة محتوى الخبر وتجميع المواد الصحافية  في أقل من الثانية الواحدة،.. لكنه أبداً لم ولن يستطع النزول للشارع لعمل تحقيقات مصورة، ولا إجراء حوارات صحفية، أو كتابة مقال بمشاعر وأحاسيس صاحب القلم عن حق.. فيا ألف أهلاً وسهلاً بمساعدنا التكنولوجي الجديد.