الجمعة 3 مايو 2024

مزرعة الحيوان.. أبرز ما كتبه أورويل

جورج أورويل بجانب الطبعة العربية للرواية

ثقافة25-6-2023 | 23:45

عبدالرحمن عبيد

 

 

برزت "مزرعة الحيوان" رائعة جورج أورويل والذي تحل ذكرى ميلاده اليوم، منذ صدورها وإلى يومنا هذا: بصفتها واحدةً من أهم ما كُتِبَ في أدب السياسة، حيث يعد جورج أورويل رائدًا في هذا المجال، لعدةٍ أسباب، منها: انضمامه للجيش الإمبراطوري في الهند، معاشرته الطويلة للفقراء والمهمشين والكادحين، عمله بإذاعة الـ"BBC" البريطانية، وغيرها.

 

صدرت "مزرعة الحيوان" سنة 1945 في زمن كنت فيه بريطانيا حليفة للاتحاد السوفيتي في حربه ضدَّ دول المحور، وكما أشار النقاد إلى كون أورويل كان يستعمل رمزية الحيوان كإسقاط على ديكتاتورية ستالين وفشل التجربة الشيوعية من وجهة نظره، إلا أنه يجدر الإشارة إلى كون الديكتاتورية في زمن أورويل وخاصة زمن الحربين العالمية والأولى والثانية: كانت تعد بمثابة الحل الحتمي والأمثل لقيادة الشعوب؛ لأنها تحقق المفهوم الحقيقي لما يُسمى بـ"بالإرادة الحقيقية للشعب"، ويمكن لقارئ الرواية أن يرى هذا واضحـًا جليـًا في شخصية الخنزير "نابليون"، وإن كانت لا تتوقف الرواية بالضرورة عند هذا الجانب، إنما تحاول الرواية أن تحدد فارقـًا بين الإنسان والحيوان، ولكنها تفشل في النهاية، ويمكننا القول كذلك: إن الإنسان في أوقات الحروب والأزمات، واشتعال فتيل الطمع والجشع، يفقد آدميته ويتساوى مع الحيوان تمامـًا، كما جاء في متن العمل: "وكان اثنى عشرَ صوتـًا يصرُخ في غضب، وكلها متشابهة. لا حاجة للسؤال الآن، عمَّا قد حدث لوجوه الخنازير. وتتطلع الكائنات في الخارج إليهم، وتنقل نظراتها من خنزير إلى إنسان، ومن إنسان إلى خنزير. ثمَّ من جديد من خنزير إلى إنسان. لكن أصبح من المستحيل التمييز بين الإنسان والخنزير".

 

جاء على غلاف الطبعة العربية الصادرة عن المركز الثقافي العربي، ترجمة: محمود عبدالغني:

"مزرعة الحيوان، حكاية حيوانات من خلالها يقدم جورج أورويل هجاءً ساخرًا ونقدًا للأنظمة الشمولية، ولإنسان السلطة وانحرافاته -يقصد ستالين والأنظمة الشيوعية المعاصرة-.

قررت الحيوانات ذات يوم، بعد أن حركتها المُثُل العليا للخنزير العجوز "ميجُر" أن تثور ضدَّ سيدها، بأمل أن تعيش حياة مستقلة تسودها العدالة والتعاون والسلم بين الجميع، عندما سقطت المزرعة في يد الحيوانات ساد الاحترام للوصايا السبع التي تُبجِّل السلام، وتأكد التنوع القائم بينها، أما العدو فقد تم تحديده بوضوح: إنه الإنسان، وقد أجمعت الحيوانات على ذلك..". 

 

ومن أبرز الاقتباسات التي ذُكرت في الرواية:

 

"الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يستهلك دون أن ينتج".

"كل آلام حياتنا مصدرها الإنسان".

"ينبغي أن نعمل نهارًا وليلًا، جسدًا وروحـًا، لإسقاط الجنس البشري".

"الإنسان هو العدو. والحيوانات كلهم رفاق".

" الحمير تعيش حياة صعبة. لم يرَ أحد منكم حمارًا وهو يموت".

"قيل إن المزرعة، بطريقة أو بأخرى، وكأنها قد ازدادت ثراءً من دون أن تصبح الحيوانات أنفسها ثرية.. طبعـًا، باستثناء الخنازير وعدد كبير من الكلاب. ولا يمكن القول إن هذه المخلوقات لا تعمل، بل هي تعمل حسب مفهومها للعمل".

"جميع الحيوانات متساوية، ولكن بعضها أكثر مساواةً مِن غيرها".

 

ولد جورج أورويل عام 1903 ولد في الهند زمن احتلال بريطانيا لها، عمل والده موظفـًا هناك، ثم عاد وهو صغير إلى لندن، والتحق بمدارسها فيما بعد، انضم للجيش الإمبراطوري في بورما إبان الحرب العالمية الأولى، لكنه ما لبث أن تراجع عنه؛ لما رائه من قسوة الجنود في معاملة الأهالي هناك، وعاد بعدها إلى لندن وعاش عشية الفقراء، عمل بالتدريس بعدها، ثم عمل بالإذاعة البريطانية "BBC" لمدة عامين، توفي عام 1950 عن عمر نهاز 47، بعد صراع طويل مع مرض "السُل" الذي صاحبه عدَّة سنوات قبل رحيله.

Dr.Randa
Dr.Radwa