يقف الحجاج على جبل عرفات في روحانية خاصة من الخشوع وتلبية نداء الله، ومناداته لمغفرة والرحمة، وذلك في اليوم التاسع من ذي الحج، ضمن مناسك الحج، الذي يحرص جميع المسلمين على اغتنام فضلها بأداء أكبر قدر ممكن من الطاعات، لكن ماذا يجب على غير الحجاج من طاعات حتى يستطيعوا اغتنام فضل هذا اليوم؟

اغتنم ليلة عرفات من البيت
ويمكن لغير الحاج أن يغتنم فضل وقفة عرفة من البيت، بمجرد استحضار الطاعات التي أخذت عن النبي صل الله عليه وسلم، بدايةً من الصوم؛ فقد ورد أن صوم يوم عرفة  يكفر الله به السنة الماضية والباقية، والمراد بذلك تكفير صغائر الذنوب، لذا يستحب صيامه لغير الحاج، أما الحاج فلا عليه صوم حتى يتقوى على الوقوف والذكر.

وروِى أبو قتادة، قال سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة فقال: صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ.

الذكر في عرفة 
ويذكر عن النبي أنه  ينبغي للمسلم أن يعتني بالدعاء فيها بجد وإخلاص، و قال  النبي صل الله عليه وسلم عن فضل الدعاء  في يوم عرفة  "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير" رواه أصحاب السنن.
الــتـكبـيـر 
يتعلق التكبير بأحكام شرعية للحاج، وغير الحاج، وللتكبير في يوم عرفة فضل واسع كما قال أهل العلم، وهو يؤدي المطلوب من إقامة ذكر الله في هذا اليوم المبارك والإكثار منه،  وتكون صيغة التكبيرات :الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إيَّاهُ، مُخْلِصِين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صلِّ على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا.

دعــاء ليلة عرفات
يأتي الدعاء وفضله في هذا اليوم عظيمًا، لأنه تواصل مع الله، فتطلب الحاجات،وتترجى المغفرة والتوبة، ولا يكون الدعاء دعاءًا للنفس فقط، بل ينبغى على المسلم أن يقصد في دعائه أهله، وأحبائه، وكل من طلب منه الدعاء، فلا شك أن دعاء المسلم لأخيه المسلم بظاهر الغيب أنفع، وأرجى للإجابة، فضلًا عن قول النبي صل الله عليه وسلم : أفضل الدعاء دعوة غائب لغائب.
ومن الأدعية المختارة  الجامعة لهذا الموقف، وهذا اليوم العظيم:
 اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، 
اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً كبيراً، وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، 
فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني رحمة أسعد بها في الدارين وتب علي توبة نصوحاً لا أنكثها أبداً وألزمني سبيل الاستقامة لا أزيغ عنها أبداً، 
أللهم انقلني من ذل المعصية إلى عز الطاعة، واكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك، 
ونور قلبي وقبري، واغفر لي من الشر كله، واجمع لي الخير، 
اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، 
اللهم يسرني لليسرى وجنبني العسرى، وارزقني طاعتك ما أبقيتني، 
أستودعك مني ومن أحبابي والمسلمين أدياننا وأماناتنا وخواتيم أعمالنا، وأقوالنا وأبداننا وجميع ما أنعمت به علينا.