الثلاثاء 14 مايو 2024

العيدية.. بهجة العيد لكل الأجيال

العيدية

تحقيقات28-6-2023 | 16:52

تتنوع عادات المسلمين بطقوس الاحتفال للعيد، وهي عادات متوارثة لنشر البهجة، وعلى الرغم من اختلاف مظاهر الاحتفال بالأعياد بعض الشيء بمرور الوقت، إلا أن " العيدية" أحد مظاهر الاحتفال التي لا تغيب شمسها، وذلك لتأصلها لقرون طويلة.

تعكس "العيدية" روح البهجة والفرحة لاحتفالات العيد، وبشكل خاص للأطفال الذين ينتظرون الحصول عليها من عيد إلى عيد.

أصل "العيدية" وسِر ارتباطها بالاحتفال

تُشتق كلمة "العيدية" من كلمة "العيد" وهي بمعنى العيد وتعني "العطاء" و"العطف" واختلفت المسميات التي أطلقت على العيدية عبر الأزمان، لأنها كانت توزع خلال موسمي عيد الفطر وعيد الأضحى من الدولة كتوسعة أرباب الوظائف.

وبحسب الروايات التاريخية فإن أول ظهور للـعيدية في مصر في العصر الفاطمي، وكان يطلق عليها آن ذاك بأسماء أخرى منها "الرسوم" و"التوسعة" وكانت توزع مع كسوة العيد على المواطنين خلال فترة العيد.

ودامت تلك العادة المفرحة خلال العصر المملوكي، وعرفت آن ذاك باسم "الجامكية" وتعني "المال المخصص لشراء الملابس" وواصلت تحريفها على لسان المصريين لتصبح "العيدية".

وكانت العيدية تقدم بأشكال مختلفة، فالحاكم يقدمها للأمراء وكبار رجال الدولة على هيئة طبق مملوء بالدنانير الذهبية، بجانب المأكولات الفاخرة، والحلوى، وكانت تقدم العيدية للبعد على هيئة دنانير ذهبية، وللبعض على هيئة دنانير فضية، وفى العصر العثماني أخذت أشكالًا أخرى فكانت تقدم نقودًا وهدايا كما يحدث في وقتنا الحالي .

من الأسماء التي تطلق على العيدية

وتخلتف الأسماء التي تطلق على العيدية في الدول الإسلامية الأخري "كالمصروف" أو "المضيوع" وتسمى في السعودية بـ "الحوامة" و"الفرحية" و الحقاقة"، وفي سوريا تطلق علي العيدية اسم "الخرجية"، وفي دولة المغرب فتسمى بـ "فلوس العيد".

 

أهمية العيدية بتفاوت الأعمار

وتقدم العيدية بعد صلاة العيد وارتداء الملابس الجديدة، بالنسبة للصغار كما اعتاد المصريون، فيقول الطفل مالك عبد العاطي -9 أعوام- بأن العيدية مهمة له جدًا، وهي أهم حدث له حيث يستطيع تجميع أكير مبلغ من المال فقط في العيد، سواء عيد الفطر أو الأضحى.

ويشير مالك أن العيدية غير مرتبطة بلعبة العيد الأساسية في يوم الوقفة، وأنه يفكر كثيرًا في كيفية استثمار هذا المبلغ، حتى يصل في النهاية إلى شراء لعبة أخرى مختلفة، ليقضي وقته مع أولاد الأقارب والمعارف في اللعب طوال أيام العيد.

فيما تقول نورا رضا -17 عام- بأن الاستيقاظ مبكرًا في منزلهم من شعائر الاحتفال بالعيد، وأنه مرتبط بتوزيع العيدية، حيث تتم توزيع العيديات على أفراد العائلة عند الـ6 صباحًا، بعد الخروج من صلاة العيد.

وأكدت أن عيدية الأب هي الأكثر بالطبع، وقالت أنهم يطلقون عليها الفرحة وليس الفلوس، أما عن صرفها فلا يكون في شيء محدد فهناك الخروجات، أو الأكلات أو، شراء الملابس.

وقال طارق صقر- 25عام- أتذكر أول عيدية لي كانت 10 جنيهًا، ولا أتذكر أني أخذت عديات من أحد غير أبي، ولم تكن أمي تعطيني العيدية مباشرة، كانت تقسمها على أيام العيد، لأنها تعلم بأني سوف أصرفها جميعها في اليوم الأول، مضيفا: "كان يفاجئني أبي بعد انتهاء العيدية، بأموال أخرى في أيام العيد المتبقية، ويملي عليّ أن أشتري كيفا  أشاء."

 

أما عن أريج أسامة -25عام- كانت تنتظر العيدية بعد انتهاء صلاة العيد وما زالت، باعتبارها فتاة فهي لا تكبر على العيدية أبدا، وسوف تستمر في أخذ العيدية طوال سنين عمرها، وبينت عن فرحتها وهي تأخذ العيدية خاصة من والديها، وأنه لا يفرق ما القيمة النقدية لهذه العيدية، لكن المهم بالنسبة لها أنهم قدروها، أتموا عليها فرحة العيد بالعيدية.

وأوضحت أن فقرة توزيع العيدية هي المفضلة لديها، لاحتشادها هي وأخواتها حول أبيها، وقالت أنها كانت تشتري اللعب والأكل، ولكن كان مهم جدا أن تدخر من العيدية ولو مبلغًا بسيطًا ولو 10 جنيه، وأكد بأن للعيدية بهجة جميلة أفتقدها الآن.

وقالت إسراء مجدي -26 عام- أن والدها كل عيد يضع العيدية في ظروف ملونة مع البلونات الكبيرة، والزماير، ويوزعها على أفراد العائلة بعد صلاة العيد، وكانت إسراء تشتري أول يوم العيد اللعب، والحلويات السريعة حتى تنفذ منها العيدية، ويغضب منها والدها، فكانت في بعض الأحيان تقتسم من عيدية أخيها الصغير لكي لا يغضب منها والدها.

وقال محمد كمال -28عام- كنت أخذ 50 جنيه عيدية، عندما كنت في الإعدادية، كنت أتوجه إلى الريف بصحبة العائلة لنستمتع ببهجة العيد، وكنت أخذ عديتي بعد صلاة العيد ، وأذهب مع أبي للمقابلات العائلية، وكان مبلغ 200جنيهًا أكبر مبلغ تلقيته من أقاربي.

أما عن صرف العيدية فقال أنه لم يكن يبالغ في الشراء، وكانت أمه لديها عادة كعادة الأمهات المصريات تأخذ العيدية بحجة الحفاظ عليها، والحقيقة أنني كنت مسرف لذا كانت تفعل ذلك.

والآن أصبحت أن من أعطى العيدية، لأقاربي الصغار وأخواتي وهذا يشعرني بفرحة العيد والعيدية التي كنت أتلقاها عندما كنت صغير.

العيدية ما بين الذكريات والاستعدادات

وعن ذكريات أحمد صلاح الدين - 39عام- أن على أيامه كانت عيديته من والده لا تقل عن ربع جنيهًا ورقي، وشرطا أن تكون العملة  الورقية جديدة، وكان يلح على والديه ليلة الوقفة ويملي عليهم العديد من الطلبات حتى يكرماهُ في العيدية، و كانوا هو وأخواته يضعون المفارقة بين عيدية الأب وعيدية الأم، وأيهما أكرم.

وقال أحمد أنه كان يشتري المسدس الخرز، والزمارة، ولبان بمبم السحر، وكان يدخر باقي العيدية لباقي الأيام، منتظرًا زيارات أقاربه حتى يأخذ العيدية، وأشاد بأن أكبر مبلغ حصل عليه كان جنيهًا.

وبالنسبة لتجهيزاته الآن بصفته أب تجعله يفتقد أيام كان يأخذ هو العيدية، لكنه يشعر بفرحة العطاء عندما يعطي العيديات لأطفال عائلته وأقاربه.

وتابع بأنه لديه استعدادات خاصة لتوزيع العيدية، فهي تعد ميزانية أخرى، فأولًا يجب عليه أن يفكك بعض الفلوس إلى 5 جنيهات، و10 جنيهات، و20 جنيهًا... وهكذا، وتاليًا عليه أن يوزع العيدية على الأطفال بدايًا في فقرة استعراضية لمشاكستهم، والمزاح معهم، ثم يردف إعطاء العيدية على باقي الفئات العمرية الأصغر فالأكبر.

Dr.Radwa
Egypt Air