تحتفل مصر غدًا بمرور 10 سنوات على ذكرى الـ 30من يونيو، عندما استطاعت مصر التخلص من "جماعة الإخوان"، بقيام الفريق عبد الفتاح السيسي ، ومن خلفه الجيش المصري، بإزاحتها عن الحكم؛ بعد معاناة مصر استمرت سنة كاملة، اشتد فيها الظلام، حقيقة ومجازا.
وشهدت مصر خلال هذا العام سلسلة من الاغتيالات المعنوية والمادية؛ والتي ما زال أثرها باق وجراحها لم يندمل حتى اللحظة، وحتى بعد هذه السنة، حاول الإخوان العودة إلى حكم مصر، بالترهيب والقتل والتفجيرات، وهو ما عهدته منذ محاولة اغتيال الزعيم جمال عبد الناصر، وما حاولت القيام به على مؤسسات ومفاصل الدولة، وعلى رموزها ومثقفيها وضباطها وقضاتها، وحتى على كثير من الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل.
المطرودون.. صفحة مصر السوداء
وبدأت تهديدات جماعة الإخوان للمصريين المؤمنين بما ينتظر من 30 يونيو، لشعورهم بغضب الشعب المصري وعزمه على إنجاح ثورته؛ ما أسكن الخوف نفوس قيادات الجماعة الإرهابية، وبدأوا في سيل مستمر من التهديدات بالدم والإرهاب، ولعلنا نتذكر منها ما قام به قيادات الجماعة الإرهابية.
قال صفوت حجازي، أحد أبرز أعضاء الجماعة، أثناء خطابه من أعلى منصة في اعتصام رابعة العدوية قبل ثورة 30 يونيو: "اللى هيرش مرسى بالمية هنرشه بالدم"، في محاولة لإرهاب المصريين بالعنف، عما ينتظر منهم إذا ما فكروا في النزول بميدان التحرير.
واجتاح الناس كافة الميادين والقرى في مصر، غضبا واحتجاجا على غطرسة الإخوان، ليستمروا في تهديد ملايين المصرين، وهو ما ظهر في كلام القيادي بالإخوان "عاصم عبد الماجد"، حين أشار إلى قتال الشعب أثناء ثورة 30 يونيو: "الأغبياء أدخلوا رقبتهم تحت المقصلة ولا بد أن ندوس الآن على السكين".
وبعد نجاح 30 يونيو وعزل محمد مرسي وجماعته من حكم مصر، تصاعد العنف، ويزداد تعداد الشهداء، خاصة من القوات المسحلة والشرطة، ليخرج "محمد البلتاجي" أحد أبرز قيادات الإرهاب، ويعلن بعد ثورة 30 يونيو أن ما يحدث هو نتيجة لعزل الإخوان عن حكم مصر، ويقول نصا: "إن ما يحدث فى سيناء هو رد فعل على عزل محمد مرسي، ويتوقف فى اللحظة التى يعلن فيها عودة مرسي".
الخالدون.. وجدان مصر الحي
وحتى لا ننسى، قبل الاحتفال، يجب أن نذكر أبطال ورموز مصر، الذين قدموا أرواحهم فداءً لهذا البلد العظيم، والذي لا يمكن حصر رموزه على امتداد 7 آلاف سنة، بدأت بالضمير، ومرت من وإلى التاريخ؛ عبر مسافة من العطاء والتضحيات التي لا أول لها ولا آخر، ونستعرض بعض الأسماء الخالدة بخلود ثورة 30 يونيو، ومنهم:
أحمد منسي
دخل المقدم أحمد المنسي، الضابط مصري، الذي شغل منصب قائد الكتيبة 103 صاعقة، بالعريش، شمال سيناء، التاريخ من أوسع أبوابه، حتى أن سيرته ما زالت تردد في جميع أنحاء مصر، منذ استشهاده في 7 يوليو 2017، وحتى اليوم، لقيادته حملات عدة للقضاء على التنظيمات الإرهابية في سيناء، وعلى رأسهم جماعة الإخوان.
حيث هاجمت الجماعة الإرهابية والتنظيمات التابعة لها منسي واستشهد ومن معه من أفراد كتيبته خلال أحداث هجوم كمين البرث الشهيرة، بعد إصابته بطلق ناري، حيث كان فوق سطح المبنى يطلق النيران على العناصر الإرهابية التي حاصرت الموقع مدافعاً عن موقعه وزملائه.
شُيع جثمانه في جنازة عسكرية من مسجد المشير طنطاوي، بعدما أوصى لزوجته ألا يُغسّل أو يكفّن، وأن يدفن بملابسه العسكرية، وبقي في أنصح صفحات التاريخ سطرًا مضيئًا في وجدان مصر الحي.
هشام بركات
وجهدت جماعة الإخوان الإرهابية، كل طاقاتها في 29 يونيو عام 2015، لاغتيال النائب العام هشام بركات، وبعد ترصد له، منذ إصدارمحمد مرسي، الرئيس المعزول، إعلاناً دستورياً تم بمقتضاه عزل المستشار عبد المجيد محمود، النائب العام السابق، من منصبه، وتعيين المستشار طلعت إبراهيم بدلاً منه، لكن حكمت محكمة النقض ببطلان هذا التعيين وبعودة عبد المجيد محمود الذي استقال من منصبه؛ ثم ترشح النائب هشام بركات، والذي توعد بفتح تحقيقات عاجلة.
وعندما تحرك موكب بركات من منزله بشارع عمار بن ياسر بالنزهة، تم اغتياله؛ حيث انفجرت سيارة ملغومة كانت موجودة على الرصيف وفارق الحياة فى أعقابها، لكن بقي في وجدان مصر الحي.
محمد جبر وعامر عبد المقصود
حاصرت جماعة الإخوان مركز شرطة كرداسة، في 14 أغسطس 2013، بعد شهر ونصف من ثورة 30 يونيو، بالتزامن مع قيام قوات الأمن بفض الاعتصامَين المسلحين لجماعة الإخوان بمنطقتي رابعة العدوية والنهضة، وتم اغتيال 11 من رجال الشرطة، بينهم المأمور العميد محمد جبر، والعقيد عامر عبد المقصود، أثناء أدائهم خدمتهم في قسم الشرطة، ليحفرا اسمهما في ضمير الوطن ووجدان مصر الحي.