الثلاثاء 21 مايو 2024

«الخُص» ملتقى كبار السن بواحة سيوة

26-9-2017 | 12:02

لكل مجتمع عاداته وتقاليده في أسلوب المعيشة والتواصل بين أفرادها ، ولكل إقليم أسلوب خاص في الحفاظ على تراثه الممتد عبر الأجيال المختلفة ، وطريقته في نقل تجارب الحياة من جيل إلى جيل .
 

"الخُص "مقهى المجتمع السيوي فهو مبنى بشكل معماري مميز خارج البيت مبني من مادة الكرشيف " مزيج من الملح والطين " ، ومسقوف بجذوع النخيل ، ودعامات من شجر الزيتون ، ومصمم بحيث يكون جيد التهوية فهو مفتوح من الاتجاهين ، والجلوس على مصاطب بالجانبين ، والفرش عبارة عن حصيرة من الجريد ، تحرص كل عائلة سيوية على بنائه خارج المنزل يكون مكانا للقاء الأقران ، وقضاء وقت الفراغ لنقل تجارب الماضي للأبناء وتفعيل التواصل بين السيويين .

يقول عبد الله عمران أحد أبناء سيوة إن مجتمع سيوة زاخر بالكثير من تجارب الحياة وأساليب غير تقليدية في تعظيم الاستفادة من البيئة المحيطة موضحا أنه يظهر ذلك فكرة تصميم قد ترى ذلك في مجتمعات أخرى في شكل الجلوس على المقهى وناصية الشوارع ، قد تراه في مجتمع آخر في شكل عمل مصطبة أمام المنزل ، ولكن في سيوة الوضع مغاير فقد جعلت البيئة المحافظة بسيوة المجتمع يحرص دائما على خصوصية الآخرين .


وأضاف ان الخص له استخدامات عدة منها أن كبار السن من الرجال يقضون به اوقات فراغهم ، ويتم الاستفادة من الوقت في تبادل تجارب الحياة والخبرات الحياتية ، وسرد آثار السابقين، كما يقوم الجالسون بالخص بأعمال الخوص والجريد وإنتاج المصنوعات اليدوية، وهم يتناولون الشاي السيوي .

وعن أشهر أسماء الخص وأنواعه يقول أحمد محمد آدمي " الخص ندره " وهو خص يتم من خلاله تبادل السلع والمنتجات المختلفة " كأنك فى سوق عكاظ بمكة " وهو الخص الوحيد المخصص لذلك ، أما الباقي كخص نعجاجة ، المنقار ، خص الحدادين فهي للجلوس بها وأغلب الوقت الذى يقضيه كبار السن بالخص هو فترة القيلولة مع ارتفاع درجة الحرارة . وكذلك يكون هناك خص بجوار المسجد ويكون لبعض المناسبات الدينية حيث يجتمع به أهل المنطقة في مناسبات مثل المولد النبوي ، ليلة القدر ، وقد يكون لتلقى العزاء فور العودة من المقابر للاستماع إلى الوعظ من الأئمة والوعاظ.