له الكثير من المواقف الوطنية، والتآخي بين جموع الشعب المصري والإصلاح فيما بينهم، إنه الدكتورعبد الهادى القصبى، رئيس لجنة التضامن بمجلس الشعب، وشيخ مشايخ الطرق الصوفية ورئيس مجلس إدارة المشيخة العامة للطرق الصوفية في مصر، التقيت به في حديث يوضح ما كان يحدث لولا قيام ثورة الـ 30 من يونيو.
- بداية كيف تشاهدون الموقف الآن بعد مرور 10 أعوام على ثورة 30 يونيو؟
لا شك أن مصر قد خطت خطوات فاعلة في الاتجاه الصحيح، والآن بعد عشر سنوات من ثورة 30 يونيو وما فعلته القيادة السياسية بهذا الكم من المشروعات القومية الضخمة التي قام بها فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهذا بالطبع جعله يصعب على الذين كانوا يخططون لدمار الدولة المصرية أن تستمر محاولاتهم، بل كان من المستحيل أن تستمر ضد كل هذه القوة الداخلية سواء قيادة أو شعب، ونحن ما زلنا نؤكد على تماسك الشعب المصرى وحبه لبلده وانتماؤه لها ولرئيسها.
- ماذا كان موقف الصوفية من السلفية والإخوان في ذلك الوقت؟
بالطبع الإخوان أساءوا للإسلام وأساءوا لمصر وللمصريين في ذلك الوقت لا شك في ذلك، كما تأتي هنا خطورة من يرفع شعار (لا إله إلا الله سيدنا محمد رسول الله) ولا يعمل بها، ثم يـُحمل هذه اللافتة مسائل دنيوية قابلة للنجاح والفشل، ولذلك نحن نقول من يريد أن يمارس شيء يقول اسمي فلان إن نجح لنفسه وإن فشل لنفسه، بالطبع تجربة الإخوان لا يوجد مصري إلا وتألم للأداء الذي كانت عواقبه وخيمة وأدى إلى تراجع مصر والمصريين في هذا الوقت بشكل مؤسف على مستوى العالم.
أما علاقتنا بالسلفيين نحن دائماً ندعو إلى وحدة الصف ودائماً ما ننبه إلى خطورة تقسيم المسلمين وخطورة تقسيم المصريين خاصة في ذلك الوقت العصيب التي مرت به البلاد، وخاصة وأننا كنا واقعين تحت مجموعة من المخططات التى استهدفت مصر، من ضمن هذه المخططات والتى تعددت ملفاتها وتعددت أشكالها مثل ملف الأقباط والمسلمين وتم بذل جهد كبير فيه من دول خارجية ثم ملف ضد الشعب والداخلية ثم الشعب والجيش ثم الشعب والقضاء ثم الشعب ومؤسسات الدولة، وكان هناك محاولات لإشعال فتنة بين الصوفية والسلفية بل وجميع طوائف الشعب المصري، فنحن تعرضنا لملفات عديدة واستطاع الشعب المصرى أن يخطو عليها جميعاً، بفضل الله، والقيادة الرشيدة.
أنا ضد كل من يتقدم لعمل وهو ليس مؤهل له
- لم يكن لسيادتكم أولأهل الطريقة الصوفية أى دور سياسى في تلك الفترة .. لماذا؟
هذا سؤال هام جداً في الحقيقة، ودعني أقول أنه لم يكن لأهل التصوف دور سياسى بالفعل، ولكن التاريخ يسجل لهم أنهم كان لهم دور وطنى ولا زال لهم هذا الدور الفعال وبالتالى لا يوجد أى موقف وطنى لم يكن لأهل التصوف دوراً فيه، أما عن الدور السياسى الذي إنتهجه البعض لتحقيق مصالح دنيوية أقول أننا ليس لنا أى مطامع سياسية وأهل التصوف لا يسعوا للحكم وهذا ليس كلام حديث ونحن لسنا حديثين عهد، فمعروف من هم أهل التصوف وتاريخهم، نحن أهل الوسطية والإعتدال في كافة شئون الحياة، وعن نفسي أنا ضد كل من يتقدم لعمل وهو ليس مؤهل له فنحن نفضل دائماً التخصص في كل شيء، ولا أحب أن أقوم بعمل حزب سياسى كى أحصل على مجموعة من المقاعد النيابية ويكون لنا عدد معين من السادة الوزراء والمحافظين، لا يوجد تطلع للسيطرة إطلاقاً لدى الصوفية، نحن لدينا بعض الصوفيين أعضاء في أحزاب ولكن الجميع يدعو من مكانه وفي تخصصه، وإذا قام أحد المرشحين بالترشح وهو صوفى ولم نجد به المقومات التي تؤهله للقيام بدور فعال فيما يسعى إليه نكون ضده على الفور، لأنه سوف يسيء لنا بل وللدين أيضاً.
نجاح فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي من القضاء على جزء كبير جداً من الإرهاب
- هل تتوقعون سيادتكم أنه من الممكن أن يكون هناك بعض المحاولات لهؤلاء المخربين؟
جميع الملفات التى تحدثنا عنها ما زالت مفتوحة ولم تستنفذ بالكامل وما زالت موجودة وما زالوا يبحثون فيها بأشكال مختلفة، ودعني أقول أننا لم نكن نسمع عن داعش، كان هناك معلومات في عام 2003 إنه أصبح يوجد تنظيم جاء من باكستان وأفغانستان وتم تشكيله في العراق وجزء منه ذهب إلى غرب سوريا، وقد نبهت بشكل كبير وقلت لابد أن نحذر من هذا وأن التنظيم هذا تم تفعيله بشكل كبير جداً بعد 30 يونية 2013 وهذا التنظيم يعمل لإسقاط المنطقة بالكامل وهذا مخطط قائم ويوجد به تحالف دولى كبير وهذه مسألة لا تخفى على أحد، بخلاف أنهم تبنوا تنظيمات إرهابية أخرى ولذلك أقول للجميع إنه هناك شيء اسمه إرهاب دولى وبعض القوى العظمى تساعد وتمول ذلك بكل قوة، وأى شخص يسمح لأى يد خارجية تعبث بمصير مصر والمصريين فهو خائن أياً كان، وهذا ما تصدي له فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وما زال يتصدي له ربما لم يعد واضحاً بشكل كبير كما كان وذلك يعتد نجاحاً كبيراً لفخامة الرئيس للقضاء على جزء كبير جداً منه ولكننا لا ننكر أننا سنظل نواجه هذا الإرهاب ما حيينا، لأننا سنظل مطمع كبير من الكثيرين.
الدكتور عبد الهادى القصبى لبوابة دار الهلال
- بالتأكيد في النهاية لابد أن أسأل..الصوفية ووجودها على مستوى العالم العربى؟
الصوفية ليست فقط على مستوى العالم العربى والإسلامى، الصوفية أصبحت على مستوى العالم أجمع وبعض الدول الأوربية والغربية أصبح التصوف موجود بها بشكل كبير، وعلى سبيل المثال في فرنسا يوجد نماذج للإسلام الوسطى والحضارى بشكل رائع وبالتالى فهو عنصر جذب للدخول في الإسلام وعندما قمت بزيارة إلي فرنسا عام 2012 ووجدت كثير من المنازل والقصور يقام فيها حضرات الذكر والتصوف وعندما تسمع الفرنسيين يقولون بلسان عربى لا إله إلا الله، مما أكد التزايد، وعند عودتي مرة أخرى في عام 2014 وجدت بالفعل هناك تزايد كبير ومستمر، فالتصوف ليس مقتصر فقط على الدول العربية والإسلامية.