تحل علينا اليوم الذكرى الـ15 لرحيل الكاتب والمفكر والأكاديمي الدكتور عبدالوهاب المسيري، والذي يعد صاحب نظرة توفيقة بين ما هو مادي وما هو معنوي، مناهضـًا بذلك كل ما يفكك منظومة الأسرة وبالتالي يؤدي إلى زعزعة استقرار المجتمع وتفكيكه بمرور الوقت.
ولد عبدالوهاب محمد المسيري في الـ8 من أكتوبر عام 1938، بمدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، تلقى تعليمه الأولي بمدينته التي كان يقطنها، ثم التحق بقسم اللغة الإنجليزية في كلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1955، وتخرج فيه عام 1959.
حصل على درجة الماجستير في الأدب الإنجليزي والأدب المُقارن من جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1964، حاز درجة الدكتورة في الأدب الإنجليزي والأمريكي والأدب المُقارن، من جامعة رتجرز بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1969.
شغل الدكتور المسيري عدَّة مناصب، منها:
- رئيس وحدة الفكر الصهيوني وعضو مجلس الخبراء بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام 1970 – 1975.
- المستشار الثقافي للوفد الدائم بجامعة الدول العربية بهيئة الأمم المتحدة بنيويورك 1975 – 1979.
- أستاذ الأدب الإنجليزي والمقارن بجامعة عين شمس سنة 1979-1983، وجامعة الملك سعود الرياض 1983-1988، وجامعة الكويت 1988-1989.
- أستاذ غير متفرغ بجامعة عين شمس 1989 المستشار الأكاديمي للمعهد العالمي للفكر الإسلامي، بواشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية 1992.
- عضو مجلس الأمناء لجامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية، بليسبرج فيرجينيا، بالولايات المتحدة الأمريكية 1993.
- مستشار تحرير عددٍ من الحَوْليات الثقافية والفكرية، التي تصدر في: "مصر وماليزيا وإيران وأمريكا وإنجلترا وفرنسا".
ارتكزت جهود الدكتور المسيري -كما هو معروف- على مناهضة الصهيونية ونقدها، وصَاحَبَهُ في تلك المَهمة الراحل الدكتور جمال حمدان، ولكنه لم ينلْ شهرةً مثل تلك الشهرة التي نالها الدكتور المسيري في نقده للفكر الصهيوني، ومجمل فكره في هذا الموضوع: أن الصهيونية امتداد للإمبريالية الأوروأمريكية، ووجودها لا يتعدى كونه ذريعة لكي يطلق الغرب نفوذه على الشرق الأوسط، وهو يفرق تمامـًا بين اليهودية بوصفها دينـًا والصهيونية بوصفها إيديولوجية.
ومن أهم أعماله الفكرية:
- العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة.
- رحلتي الفكرية: في البذور والجذور والثمار.
- موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية.
- الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان.
- من هم اليهود وما هي اليهودية.
- العالم من منظور غربي.
- تاريخ الفكر الصهيوني.
- الفردوس الأرضي.
- الحلولية ووحدة الوجود.
- أسرار العقل الصهيوني.
ويذكر أن الدكتور المسيري قد ألف قصصـًا للأطفال، منها: "نور والذئب الشهير بالمكر، سندريلا وزينب هانم خاتون، رحلة إلى جزيرة الدويشة، معركة كبيرة صغيرة"
حصد الدكتور المسيري الكثير من الجوائز والتكرمات وهي:
- شهادة تقدير من رابطة المفكرين الإندونسيين 1994.
- شهادة تقدير من جامعة القدس بفلسطين المحتلة 1995.
- شهادة تقدير من الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا 1996.
- شهادة تقدير من نقابة أطباء القاهرة 1997.
- شهادة تقدير من محافظة البحيرة 1998.
- شهادة تقدير من اتحاد الطلبة الإندونسيين 1999.
- شهادة تقدير من كلية الشريعة والقانون، جامعة الإمارات عن موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية 1999.
- شهادة تقدير من جريدة آفاق عربية بالقاهرة 1999.
- شهادة تقدير من مؤتمر أدباء البحيرة 1999.
- جائزة سوزان مبارك لأحسن كاتب لأدب الطفل 2000.
- جائزة أحسن كتاب، معرض القاهرة الدولي للكتاب: عن كتاب رحلتي الفكرية 2001.
- شهادة تقدير من منظمة فتح الفلسطينية 2001.
- جائزة سلطان العويس بالإمارات العربية المتحدة عن مجمل الإنتاج الفكري 2002.
- شهادة تقدير من مؤتمر أدباء مصر السابع عشر في الإسكندرية 2002.
- شهادة تقدير من نقابة الأطباء العرب 2003.
- جائزة سوزان مبارك أحسن كاتب لأدب الطفل 2003.
- جائزة أستاذ الجيل من جائزة الشباب العالمية لخدمة العمل الإسلامي الخامسة بمملكة البحرين 2007.
رحل الدكتور عبدالوهاب المسيري عن عالمنا في الثالث من شهر يوليو فجر يوم الخميس عام 2008، بعد صراع طويل مع مرض السرطان، ومسيرة حافلة بالنضال الوطني والثقافي والفكري، وقد شيعه آلاف المصريين في جنازة مهيبة.