الأربعاء 29 مايو 2024

أحمد المسلماني يكشف ملامح إيجابية من لقاء نواكشوط حول الأزمة السودانية

أحمد المسلماني

أخبار6-7-2023 | 12:34

إيمان علي

قال الكاتب الصحفي أحمد المسلماني إن الحرب لا تحل المشاكل، بل تزيدها، وتؤدي إلى تدمير الدول وتأخيرها لعقود.

وذكر  أن الفائزين في الحرب يعتبرون ثروة البلدان غنائم لهم، وهذه العقلية هي التي تحكمهم، فالنفط والذهب يذهبان إلى الفائزين، وليس إلى الوطن، لافتا إلى أن الشعوب لديها خيارين فقط: صناديق الانتخابات أو صناديق الذخيرة.

وكشف المسلماني أنّ العلامة الشيخ عبد الله بن بيّه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي ورئيس منتدى أبو ظبي للسلم، دعا إلى اجتماع لنخبةٍ من مثقّفي دول الساحل والسودان للتباحث بشأن المعضلة السودانية، وذلك بعد شهرين من اندلاع الحرب في السودان.

وفي أعقاب هذه الدعوة النبيلة، عقد "المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم" في العاصمة الموريتانية نواكشوط.

ولفت إلى عقد "المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم" برعاية الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وحضره رئيس الوزراء الموريتاني محمد ولد بلال، وشارك في اللقاء التشاوري نحو عشرين متحدّثًا، أغلبهم من السودان، مشيرا إلى مشاركته في الجلسة الثالثة التي كانت بعنوان "مقترحات للمساهمة في معالجة الأزمة في السودان".

وقال العلامة الشيخ عبد الله بن بيّه في ورقته التأسيسية: "هذا ملتقى علماء وليس ملتقى سياسيّين، وإذا كنّا إزاء سؤالين: من الذي أشعل النار في السودان؟ وكيف يمكن إخماد هذه النار؟ فإنّ جهدنا ينصبّ على الإجابة على السؤال الثاني".

وتحدّث المشاركون عن المشاهد المأساوية في السودان، حيث تفطرت القلوب من جثث الشوارع واغتصاب الحرائر.

بدورها، أشارت الدكتورة فادية أبو صالح، أكاديمية سودانية، إلى أنّ آخر راتب تم صرفه في السودان قبل شهر رمضان، وأنّ الناس يبيعون ما يملكون من ذهب نسائهم من أجل المغادرة.

وتابعت: "لقد تمّ نهب البنوك، وأمّا وزارة الداخلية فقد تمّت تسويتها بالأرض، وقصص القتل والاغتصاب أصبحت حديث كلّ يوم في الخرطوم".

وفي لقاء نواكشوط التشاوري قال الداعية الإسلامي محمد ماجد مدير مركز آدم في واشنطن (لقد نشأت في السودان، وشاركت في حياتي في عشرات الفعّاليات لدعم السلام في العالم، ولم أتوقّع أن أشارك في مؤتمر لوقف الحرب الأهلية في بلادي).

وتحدّث والدموع تغالبه قائلاً "المشاهد المأساوية في السودان تفطر القلوب. من جثث الشوارع إلى اغتصاب الحرائر. إنّها مشاهد فوق الاحتمال".

وقال إن ما رواه الحضور في لقاء نواكشوط عبّر عنه السيّد أنطونيو جوتيرش الأمين العام للأمم المتحدة بوضوح بقوله إنّ السودان يغرق في العنف بسرعة غير مسبوقة، ويتمّ تدمير خطوط الإمداد وهدم البنية الأساسية بلا توقّف.

ونقل المسلماني حديث أحد الخبراء السودانيين المشاركين الذس قال: "الوضع مخيف بشكل لا يُصدّق، وقد سمعتُ أحد اللاجئين السوريين في السودان يقول: ماذا حدث لكم أيّها السودانيون. إنّ ما حدث في السودان في 8 أسابيع يضاهي ما حدث في سوريا في 8 سنوات".

وأشار إلى حديث الدكتور عبد الله برج روال الأمين العام للمجلس الإسلامي في جنوب السودان، إذ قال: "تعرضت دولتنا لحرب أهلية قاسية بسبب الصراع على السلطة بين الرئيس ونائبه، والتنافس على المقعد الأول. كانت التوقعات بأن يكون الشمال أكثر حكمة ولا يخوض حرباً عبثية مدمرة مثلنا، ولكن للأسف لم تتحقق هذه التوقعات وغابت الحكمة".

وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة كان موفّقاً في استشهاده ببيت الشعر الشهير لزهير بن أبي سلمى "وما الحربُ إلّا ما علمتُم وذُقْتُم"، وفقا للمسلماني.

وشيخ عبد الأحد مستشار رئيس السنغال قال للمسلماني: "يشهد السودان انهيارًا شاملاً، حيث تراجع إنتاج النفط بنسبة 90% خلال شهرين فقط، وزاد عدد النازحين إلى مليون شخص.

وروى الوزير السابق نور الدين بركات تفاصيل مؤلمة عن ما حدث في دارفور، حيث قتل العديد من الفارّين من جنينة إلى أدري في تشاد، وقطع اللاجئون المسافة التي لا تتجاوز 27 كيلومترًا في 8 ساعات، وتركت جثث القتلى تتناثر على طول الطريق لعدة أيام".

ولم يفقد المشاركون في اللقاء التشاوري لدول الساحل والسودان في نواكشوط الأمل، فالسياسة هي فن الممكن، وفتح باب الأمل ليس مستحيلاً حتى لو كان محكم الإغلاق. فالأمر يتعلق بجمع ما يجمع وتجنب ما يفرق.