تحل اليوم الذكرى السادسة على ملحمة كمين البرث، المعركة التي حفرت حروفها بأنصع درجات البياض في تاريخ ووجدان الشعب المصري؛ حينما قدمت «الكتيبة 103 صاعقة» بقيادة المقدم الشهيد البطل أحمد المنسي، روحها درعًا لا ينفذ منه الرصاص إلى أجساد المصريين، أمام الرصاص الغادر من الجماعات الإرهابية.

 أعلن الجيش المصري للعالم عن نفسه من جديد، كما كان يفعل دائمًا؛ حين أظهر ما يمكن أن تقوم به كتيبة مكونة من 26 فردًا، ضد هجوم أكثر من 150 تكفيريًّا، لديه عنصر المفاجأة ووقته في التخطيط؛ إضافة لكل أنواع العتاد والسلاح والتمويل، لكن هيهات!

تفاصيل الملحمة
بدأ الهجوم الإرهابي في الرابعة فجرًا، بحصار موقع الكتيبة 103، وقطع الطرق المؤدية منه وإليه؛ ومحاولة منع وصول الإمدادات عبر الألغام والسيارات المفخخة شديدة التدريع؛ في نية واضحة لإبادة كل أفرادها والاستيلاء على أجسادهم المقدسة؛ ثم انطلقت المعركة باستهداف سيارة مفخخة مخازن السلاح؛ ما أربك كل استعدادات الكتيبة 103، إلا أن أبطالها استمروا صامدين لـ4 ساعات متواصلة؛ في صلابة استثنائية أذهلت العالم كله، وقبله العناصر الإرهابية، وحرمت التكفيريين من السيطرة على الموقع أو أسر أي من أبطال الكتيبة.

ولما كان يتمتع به البرث من موقع استراتيجي؛ إذ إنه يربط وسط سيناء برفع والشيخ زويد؛ ما شكل غصة في عقل التنظيمات الإرهابية، ويمنعهم من التواصل مع ذويهم، بل ويوجه إليهم ضربات قاتلة في كل موجهاته؛ بقيادة المقدم أحمد المنسي؛ استعدت الجماعات الإرهابية للسيطرة على"البرث" ومحاولة التخلص منه، ورفع علم تنظيم "داعش" عليه، لتحقيق انتصار -إعلامي على الأقل- يروجون من خلاله لسيطرتهم وحضورهم وإبراز واستعراض مزعوم.

وانطلقت قوات الدعم لإنقاذ الكمين الصامد لساعات طوال؛ إلا إنه عرقلها هجوم بالألغام والسيارات المفخخة ولم تستطيع الوصول بالسرعة اللازمة، ورغم ذلك، وحتى بعد مرور 4 ساعات لم يستطع 150 إرهابي دخول كمين البرث، حتى وصلت وحدات الدعم الجوي وقامت بقصف العناصر التكفيرية.
وارتفع في هذه الملحة اسم العقيد أحمد المنسي، قائد الكتيبة 103 صاعقة؛ وعانق السماء من طلقة قناصة هو وعدد من الأبطال من الضباط والجنود خالدين في قائمة الشرف؛ مانحين للتراب المصري ما يستحقه من فداء وتضحية، وفي المقابل تم قتل أكثر من 40 من العناصر الإرهابية وتدمير 6 عربات تابعة لهم.

قائمة الشرف
راية مصر العالية

ارتفعت راية مصر أكثر؛ وانتصبت هامة علمها في شموخ؛ خفاقة وجليّة؛ يوم 7 يوليو 2017؛ بقائمة الشرف: العقيد أحمد منسي، النقيب أحمد عمر الشبراوي، ، النقيب محمد صلاح محمد، الملازم أول أحمد محمد محمود حسنين، الملازم أول خالد محمد كمال المغربي، العريف محمد السيد إسماعيل رمضان، المندوب المدني صبري. الجنود: محمود رجب السيد فتاح، ومحمد صلاح الدين جاد عرفات، وعلي علي السيد إبراهيم، ومحمد عزت إبراهيم، ومؤمن رزق أبو اليزيد، وفراج محمد محمود أحمد، وعماد أمير رشدي يعقوب، ومحمد محمود محسن، وأحمد محمد علي نجم، وعلي حسن محمد الطوخي، ومحمود صبري محمد، محمد محمود فرج، أحمد العربي مصطفى.