السبت 27 ابريل 2024

حياة كريمة واحتفالات مصر: سوهاج نموذجًا

مقالات9-7-2023 | 19:54

في شهرى يونيو ويوليو من كل عام يستذكر المصريون أحداث جسام مثلت نقاط تحول رئيسية في مسيرة الدولة المصرية، فكما كانت ثورة 23 يوليو 1952 إيذانا ببناء الجمهورية الأولى التي أعادت السيادة والاستقلال للدولة المصرية وللكرامة الوطنية، فكانت ثورة 30 يونيو وإجماع 3 يوليو 2013 أيضا إيذانا بانطلاق الخطوة الأولى لبناء الجمهورية الجديدة، تلك الجمهورية التي تسعى إلى استكمال استحقاقات العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية وحماية الدولة الوطنية والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة العربية في مواجهة المخططات التي تحاك بدولها وتمارس ضد مواطنيها.

وهنا يبرز التقارب والتشابه بين الثورتين في تحركهما لحماية الدولة المصرية، إذ بدأتا من إعادة بناء الداخل الوطنى من خلال إرساء العدالة الاجتماعية فكانت حزمة القوانين والتشريعات التي اتخذتها ثورة 23 يوليو بهدف إنقاذ الإنسان المصرى من واقع مأساوى يعيشه ويعانيه، وهو الهدف ذاته الذي انطلقت منه ثورة 30 يونيو والجمهورية الجديدة التي رفعت شعار بناء الدولة الحديثة، إذ كيف يمكن أن تبنى دولة حديثة وهناك عوز وفقر ومعاناة للمواطن المصرى في ربوع القرى والنجوع بل وبعض المدن في الصعيد المصرى؟

ومن ثم، جاءت المبادرة الرئاسية التي حملت بعدا إنسانيا متميزا جعلها نموذجا عالميا في كيفية تحقيق التنمية الشاملة في مختلف ربوع الجمهورية، وهى مبادرة "حياة كريمة" تلك المبادرة التي هدفت كما اعلن مع انطلاقها إلى التخفيف عن كاهل المواطنين بالمجتمعات الأكثر احتياجا في الريف والمناطق العشوائية في الحضر، وذلك من خلال تنفيذ مجموعة من الأنشطة الخدمية والتنموية التى من شأنها ضمان "حياة كريمة" لتلك الفئة وتحسين ظروف معيشتهم.

ومن دون الدخول في تفاصيل المبادرة المعروفة للجميع، نرى أنه من الأهمية بمكان أن تستفيض الكتابات والدراسات حول هذا المشروع الإنسانى الذى لم يسبق لأحد أن اطلقه، إذ ترصد الأرقام والإحصاءات حجم الإنجازات التي لم يتخيل أن تتحقق في يوم من الأيام.

ونظرا لمحدودية مساحة هذا المقال، نسلط الضوء على نموذج واحد من هذه النماذج وهو محافظة سوهاج كونها كانت من اكثر المحافظات فقرا وعوزا طبقا للتقارير المحلية والدولية.

ولكن اليوم تحقق على ارضها إنجازات عديدة ونجاحات عدة شعر بها المواطن السوهاجي وأضحت مؤشرا على نجاح هذه المبادرة التي بدأت العديد من دول العالم في تبنيها، فقد بلغ إجمالي المشروعات في المرحلة الأولى التي تم تنفيذها بمختلف قرى محافظة سوهاج، 1168 مشروعًا بتكلفة إجمالية بلغت 32 مليار جنيه، حيث تم إدراج 7 مراكز بالمحافظة تضم 30 وحدة محلية، تحتوي على 181 قرية بتوابعها البالغة 1123 تابعًا.

وبلغ عدد المستفيدين منها حوالي 4 ملايين مواطن، حيث شملت المبادرة مشروعات في مختلف المجالات؛ البنية التحتية، والغاز الطبيعي، والصرف الصحي، تبطين الترع، بناء مدارس، وإعادة تأهيل منازل، ومشروعات المياه والكهرباء.

ملخص ما أود قوله إن احتفالاتنا بثوراتنا الوطنية يجب أن يضعنا جميعا أمام مسئوليتنا في مساندة جهود الدولة ومبادراتها المتعددة التي يطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي بين الحين والآخر، إذ انه من دون تكامل الجهود وتكاتف الاعمال ستظل مردودات هذه المبادرات وتلك الجهود دون المأمول، وإنما للمواطن دورًا مهما فاعلا في المشاركة الجادة والحقيقية في كل الجهود والمبادرات التي تطلقها الدولة لإعادة بناء الداخل المصرى على أسس قوية لتتمكن من مواجهة التحديات والمخاطر التي تحيط بها من كل جانب، فالجميع يتحمل المسئولية التضامنية والتشاركية. فهكذا تُبنى الدول وتنهض المجتمعات وتسعد الشعوب.

د. رانيا أبو الخير 

الأمين العام للمنتدى العالمي للدراسات المستقبلية

Dr.Randa
Dr.Radwa