تلاحظ بعض الأمهات أن صغيرها دائم التحدث مع نفسه، دون أن يكون أمامه احد، وتجده يجلس ويلعب مع شخصيات تخيليه، مما يؤرق الأم ويجعلها في حالة من التعجب والإندهاش، ولذلك نتساءل عن أسباب كلام الطفل مع نفسه، وكيف تتعامل معه الأم تربوياً ونفسياً...
من جهتها أكدت الدكتورة رانيا كمال مدرب معتمد وأخصائية نفسية وتخاطب وتعديل سلوك، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن حديث الطفل مع نفسه أمر طبيعي ولا يدع للخوف الزائد إلا في حالات نادرة والتي ترجع لبعض الجينات الوراثية أو الاصابة أثناء الحمل، أما معظم الأطفال فيولدون على فطرة الخيال ونسج القصص كي يستطيعون التحدث فيما بعض مع الأشخاص الحقيقين، خاصة بعد تعلم الطفل بعض الحروف والكلمات في سن الثانية من عمره وحتى الرابعة، حيث يبدأ في خلق عالم إفتراضي مع ألعابه المحشوة سواء ولد أو بنت، كما تلعب القصص التي ترويها الأم لصغيرها دورا هاماً في نسج الخيالات، فضلاً عن دور التكنولوجيا الحديثة والألعاب الاليكترونية وأفلام الكارتون، لذلك على الأم ان تعي جيداً أن تحدث الطفل مع ألعابه في السنوات الأولى من عمره أمراً طبيعياً، وذلك لتحقيق النماء النفسي والجسمي له.
وأضافت أخصائية تعديل السلوك، أنه على الأم إتباع بعض النصائح من أجل التعامل مع الطفل الذي يتحدث مع نفسه، وهي كالآتي:
- على الأم تدريب طفلها وتوعيته، في الفصل بين ما هو حقيقي وخيال.
- يجب تدريب الطفل منذ الصغر على المحاكاة مع الواقع الحقيقي، وذلك من خلال ذهاب الطفل لدور الحضانة وجعله يتفاعل مع أطفال آخرين، كما أن لمعلمي الحضانة دور في التوجيه والنصح والإرشاد للصغير وتوعيته.
- على الأم أن لا تكذب طفلها، وتنهره حتى لا تسبب له العقد النفسية.
- أن تنمي الأم مهارة تخيل الطفل، وتؤكد له أن قراءة القصص المختلفة والاهتمام بالعلم، من الممكن أن يصنع منه كاتب كبير في المستقبل.
- عدم إفشاء أسرار الصغير، والقيام بذكر مشكلة تحدثه مع ذاته وخيالاته لأفراد العائلة والأجداد والأصدقاء، حتى لا تهتز ثقته بنفسه.
- أن تعلم الأم جيداً أن القصص التي تقوم برويها للصغير منذ الولادة، تسجل في عقله الباطن، لذلك عليها ان تبتعد عن القصص الغير حقييقة وتركز على التي تعلم الطفل بعض صفات الصدق والصراحة والمعاملة الحسنة.
- في حالة ملاحظة الأم أن خيال طفلها في تزايد مستمر، لابد من التوجه لأخصائي تعديل سلوك لبحث أسباب الأزمة والتوصل لحل لها.