قال محود فهمي، الكاتب الصحفي بوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن قمة دول جوار السودان تأتي في توقيت بالغ الأهمية، وقد نجحت في رسم خارطة طريق لحل الأزمة السودانية، من خلال إجماع المشاركين في هذه القمة على أهمية وقف العمليات العسكرية، والبدء في مفاوضات جادة بين كافة الأطراف المتنازعة في السودان، مشيرًا إلى تصريحات الرئيس السيسي والتي حذر فيها من خطورة الأزمة الراهنة التي يواجهها السودان الشقيق، وتداعيات الاقتتال الدائر الذي اندلع قبل نحو 3 أشهر ونتج عنه إزهاق في أرواح مئات السودانيين، ونزوح العديد من السكان إلى الدول المجاورة.
وأضاف "فهمي"، في مداخلة هاتفية لـ قناة النيل الإخبارية، أن رؤية وتصور مصر لحل الأزمة السودانية رؤية منضبطة وحيادية، تتمثل في وقف التصعيد والبدء في مفاوضات جادة تستهدف وقف دائم لإطلاق النار، إضافة إلى تسهيل دخول كافة المساعدات الإنسانية، مشيرًا إلى الدور المصري الكبير الذي تبذله في هذا الصدد عبر معابرها البرية مع السودان.
وأشار إلى أن فكرة إطلاق حوار جامع لكافة الأطراف السودانية، يمثل أهمية كبيرة وخطوة على طريق الحل، لاسيما وأنه الحل يجب أن يكون سودانيا، يمنع وجود أي تدخل أجنبي، لذلك لابد من حلوس جميع أطياف الشعب السوداني على طاولة مفاوضات واحدة للبدء في عملية سياسية شاملة، تلبي طموحات وتطلعات الشعب السوداني في الأمن والاستقرار والديموقراطية والرخاء والتنمية.
وأوضح محمود فهمي أن هناك تأكيد وتوافق على احترام سيادة ووحدة السودان وسلامة أراضيه والحفاز على مؤسسات الدولة السودانية، وهو ما يعكس حرص فمة دول الجوار على المصلحة العليا للسودان الشقيق، والتي يجب أن تضعها الأطراف السودانية محل اعتبارها الأول، بعيد عن أي مصالح أو اعتبارات أخرى.
وأكد "فهمي" أن هذه القمة يمكن البناء عليها، ومصر تتفاعل بإيجابية منذ اندلاع الأزمة السودانية، من خلال التواصل مع الأطراف المتنازعة، كما تتفاعل مع كافة المبادرات الدولية المطروحة من أجل الوصول إلى رؤية موحدة لحل الأزمة السوداني ووقف الصراع الدائر الذي يعاني منه الشعب السوداني، ويؤثر بشكل مباشر على دول الجوار.
وأكد أنه لابد أن يتوقف الاقتتال الدائر، وأن يجلس أبناء الشعب السودان على طاولة مفاوضات واحدة للوصول إلى حل يضمن وحدة الشعب السوداني والحفاظ على مقدرات الدولة السودانية.