عقدت أمس قمة القاهرة لدول جوار السودان، بمشاركة قادة  للبحث حول طرق حل الأزمة بين الأطراف المتصارعة على الأراضي السودانية، واتخاذ الآليات المناسبة لوقف القتال.

واختمت قمة القاهرة لدور الجوار بوضع خطة ضمن حلول عملية يمكن تنفيذها مع توضيح أن الاستمرار في القتال سوف يؤدي إلى زيادة النازحين والفارين إلى الدول المجاورة.

قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية في تصريح خاص لبوابة دار الهلال أن انعقاد قمة القاهرة تبعث رسالة واضحة بأن القاهرة قادرة على تجميع الأطراف الدولية لحل الأزمة في هذا التوقيت، بمختلف تباينات، التجاذبات عديدة تخص الأزمة.

وأكد أن قمة القاهرة جاءت بعد تعثرين؛ تعثر قمة إيجاد في طرح أي خيارات أو حلول، وتعليق المفاوضات في السعودية، وفرض الولايات المتحدة عدة عقوبات على الجانب السوداني، وهذا يعني أن قمة القاهرة هو حدث مهم بكل هذه الاعتبارات.

 

نجاح قمة القاهرة

وأعرب طارق فهمي عن أهمية دور مصر، وحضورها في حل الأزمة، وعن عمق العلاقات السودانية المصرية التي من شأنها أن تتيح حرص القيادات المصرية في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتصارعة.

ولفت إلى أن ما طرحته مصر ليس آلية أو مبادرة فقط إنما مقاربة أشمل بالعامل مع الشأن السوداني، وأشار بأن الهدنة لمدة 3 شهور كافية لوقف إطلاق النار وبدء بمسار عملية سياسية ايجابية والبناء عليها.

وأكد فهمي أنه إذا توافرت الإرادة السياسية في السودان بين طرفي الصراع، سيكون هناك مساحة جيدة يمكن أن تبنى عليها خلال الفترة المقبلة.

 

القاهرة مؤهلة لقعد اجتماعات القمة على أراضيها

وأفاد أن الخبرات التراكمية المصرية وامتيازات تحاورية، والتي يمكن أن تستفيد منها السياسة السودانية، وهذا يعطي لمصر دور حيوي وفاعل في حل الأزمة، ما يتيح لمصر أن تشارك في مراقبة وقف إطلاق نار، ولها دور حيوي لاستخدام قوات حفظ السلام المنطقة، وأيضا أشار بأن القاهرة مؤهلة لعقد القمة والاجتماعات على أراضيها وهذا من الأمور المهمة في هذا التوقيت من الصراع.

واستكمل بأن مصر هي البلد الأكثر تضررا بشأن الأزمة، ولها المصلحة الأولى في حل الصراع داخل السودان بصورة أو بأخرى، وعليه فإن جهود مصر منذ البداية حتى نجاح قمة القاهرة، ووضح آليات، وطرح مفاوضة شاملة، فإنها تتحرك بدعم دول الجوار بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية.

 

مصر دولة عربية مسؤولة عن حل الأزمة

وأوضح الدكتور طارق فهمي بانه لولا تحرك مصر كدولة عربية مسؤلة بطبيعة العلاقات بين البلدين، في حل الأزمة وعقد قمة القاهرة، والمشاركة الجمتمع الدولي، فإن الفوضى سوف تعم السودان، ستصبح مرتعا دوليا وهذا وضع يتيح تدخل القوات الدولية الأجنبية، ويجب أن يكون انعقاد القمة بالأمس رسالة لعدم إتخاذ هذا المسار لطرفي الصراع.

وأضاف أن السودان تحتاج إلى الوساطات الخارجية لحل الأزمة لعدم توسع أو زيادة الآثار السلبية على الدول المجاورة، ولخص طارق فهمي أن مصر تتفهم خطر هذه الأزمة على السودان وعلى دول الجوار وعلى المنطقة كافة، وأنها سوف تتمسك بحل هذه القضية بصبر وتصميم وتحركات سريعة، للحد من الأثار الجانبية على دول الجوار.