الأحد 2 يونيو 2024

حواديت فنية .. أغنيات النصر (1)

28-9-2017 | 17:28

بقلم : طاهــر البهــي

في أكتوبر من عام1973 المجيد.. انتعشت الأغنية الوطنية من جديد، وذاقت طعم الفرحة وإيقاع النصر، وصيحة العزة، بعد أن عاشت فترة زمنية ليست قصيرة منتعشة أيضاً، ولكن تحت راية مُنكّسة عقب نكسة1967، وأيضاعلى نغمات ناي حزين أخضر واكب العدوان الثلاثي على مصر عام1956.

وحينما سألت شاعرنا الراحل العظيم، الصديق الكبير عبد الرحمن الأبنودى، عن لماذا لم تستمر الأغنية "الأكتوبرية" في تصاعدها الدرامي وقتاً أطول، على عكس الغناء الوطني إبان الهزيمة ـ قبلها وبعدها ـ قال الخال الأبنودى، ورأيه محل احترام كبير عندي: إن فرحة النصر كانت كبيرة، وعندما بدأ يستوعبها المبدع المصري، كان أكتوبر قد دخل في دروب المفاوضات، وربما تصور البعض أن أكتوبر الرسمى ـ الجديد ـ سيتعارض مع أكتوبر الذي عاشه وانفعل به الشعراء.

عند هذا الحد ارتشفت ما تبقى من كوب الشاي الصعيدى الذي صنعه لي بنفسه خالي عبد الرحمن الأبنودى، وفي حلقي سؤال:

هل اختنقت الأغنية الوطنية على حناجر الشعراء والمبدعين؟

تأخرت الإجابة في حلقي سنوات، إلى أن جاءت ثورة الثلاثين من يونية التي أعادت تصحيح الأوضاع ليس في مصر فقط بل وفي الشرق الأوسط بأكمله، عندما رأيت انتعاشة هائلة في الغناء الوطني من جيل المبدعين الشباب، وشهدت كيف تعايش معها المصريون إلى حد الظاهرة، وقتها فقط جاءتني الإجابة التي خجلت من طرحها على مبدع أجمل وطنيات مصر الخال الأبنودي، وكانت الإجابة أن الأغنية الوطنية المصرية باقية ما بقيت مصر برسوخها وثباتها ونفعها للعالم، الأغنية الوطنية المصرية باقية ما بقيت الفرحة وكلما تجدد الانتصار.