قال السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشئون الأفريقية، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي شارك خلال زيارته العاصمة الكينية نيروبي، في القمة التنسيقية للاتحاد الأفريقي والمجموعات الاقتصادية الخمسة الرئيسية بالإضافة للمجموعات الاقتصادية الاخرى ذات الطابع السياسي، وهي قمة تنسيقية تعقد كل نصف عام.

وأوضح في تصريح لـ"دار الهلال"، أن مصر كانت صاحبة المبادرات في عقد هذه القمة، والتي تسير على مسارات ثلاث، الأول يتعلق بالتنمية المستدامة في إطار منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، والثاني يتعلق بتغيرات المناخ وتداعياتها وما بذل من جهد فيها وتصور رؤية مستقبلية لمواجهتها، وأيضا فيما يتعلق بـ"النيباد" وهو محور له دور كبير لتحقيق عملية التنمية المستدامة.

وأكد حليمة أن المسارات الثلاث تتداخل وكان لمصر فيها وما زال دور محوري، ففيما يخص محور منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية تم إنشاء هزه المنطقة، أما تفعيل دورها أثناء الاتحاد الأفريقي في عام 2019، وتواصلت جهود مصر في هذا الاطار سواء فيما يتعلق بالبنية التحتية وتوفير وضخ استثمارات لها، سواء من القطاع الخاص أو من مؤسسات التموين الدولية.

وأشار إلى أنه تم إنشاء صندوق لدعم الصادرة وأيضا ضخ استثمارات في قطاعات الإنتاجية المختلفة على النحو الذي يمكن معه تنشيط العلاقات التجارية بين الدول الأفريقية وبين الدول الأفريقية والعالم الخارجي، مشيرا إلى أنه ارتبط بهذا الأمر أيضا موضوع التمويل، والذي يعد أحد المحاور الرئيسية لتنفيذ عملية التنمية المستدامة وتنسيق وتسريع خطوات منطقة التجارة القارية الأفريقية.

وأضاف أنه فيما يخص التمويل كان لمصر أيضا دورا كبيرا في المؤتمر الذي عقد في باريس الخاص بالتمويل المالي الحديث في ظل المؤسسات المتعددة، والذي اهتم بالدول الأفريقية بصفة أساسية أو الدول النامية ذات الظروف والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تحتاج إلى توفير قروض ميسرة لها.

وشدد على أنه سواء ما يخص التنمية المستدامة أو المنطقة الحرة القارية الأفريقية أو مسار النيباد أو مسار المناخ، فكل هذا يتم في إطار هدف استراتيجي هو الاندماج الإقليمي والتكامل، مؤكدا أن هناك مشروعات تتعلق بمبادرات مصرية تتعلق بالتكامل الصناعي، وكذلك في البنية التحتية في المشروعات الكبرى خاصة بالربط ما بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط وايضا فيما يتعلق بخط القاهرة كيب تاون.

وأشار إلى أن مصر هي رئيسة لجنة النيباد لمدة العملية القادمين، وهو ما يعطي لها دور محوري سواء في في الفترة الماضي أو في الفترة الحالية والمستقبلية، بجانب كونها رئيس قمة المناخ "كوب 27"، والتي كان من إنجازاتها إنشاء صندوق التعويضات والخسائر وحث الدول الغنية على الوفاة بالتعهدات الخاصة بتغيرات المناخ، وتخصيص حوالي 100 مليار دولار سنويا فضلا عن ضرورة نقل التكنولوجيا في إطار اتفاق باريس 2015.

ولفت إلى أن كلمة الرئيس السيسي في قمة الاتحاد الأفريقي تناولت ما يتعلق بملف المناخ في إطار رئاسة مصر لـ"كوب 27"، وكذلك رئاستها قمة النيباد ووضع تصور لما تم وما سيتم الفترة المقبلة في إطار الرؤية المصرية، مشددا على أن لك يتم في إطار برنامج الاتحاد الأفريقي 2063.

ولفت صلاح حليمة أن الجانب الثاني بين مصر وكينيا أيضا له بعد هام في هذه الزيارة، حيث تعد المشاركات الدولية فرصة لعقد لقاءات ثنائية لبحث القضايا المشتركة، مثل أزمة السودان أو الصومال والكونغو أو منطقة الساحل ومنطقة القرن الأفريقي، مشيرا إلى أن كينيا إحدى دول حوض النيل وهناك اهتمام كبير بالعلاقات الثنائية بين البلدين فيما يخص الموارد الماضية.

وأشار إلى أن كينيا ومصر من أعضاء الكوميسا، وهذا التجمع له دور كبير فيما يخص العلاقات التجارية بين الدول الأعضاء، مشيرا إلى أن الجانب الثنائي بين مصر وكينيا يشهد تناميا في العلاقات التجارية والاقتصادية، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري والاستثمارات بين الجانبين بجانب الحرص على تنمية وتطوير العلاقات والتشاور فيما بينهما في المجال السياسي.

وأكد أن حجم التجارة بين مصر وكينيا يصل لـ600 مليون دولار، وهو حجم ليس بالكبير لكن هناك فرص لزيادة التعاون في هذا المجال وفرص التعاون الاستثماري ما زالت قائمة، بجانب التعاون السياسي في العديد من القضايا وخاصة قضية السودان، بجانب ملفات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والاتجار بالبشر والتعاون الطبي والاجتماعي والتعليمي وبناء القدرات.